اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ثأر العراق .. لا ثأر الولاية الثالثة

ثأر العراق .. لا ثأر الولاية الثالثة

نشر في: 27 ديسمبر, 2013: 09:01 م

أدرك جيداً أن الحديث عن الجيش ومعارك الأنبار الآن من المكروهات بل المحرمات، باعتبار أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة الانتخابية، وليست المعركة ضد الإرهاب التي نتمناها جميعا. ففي هذا المكان كتبت اطالب بالقضاء على الفوضى الأمنية، وضرورة ضرب بؤر الإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة.. ووجه الإعلام أطناناً من تهم التقصير لغالبية المسؤولين الأمنيين كبارا وصغارا، لكن الحكومة بالمقابل تركت الإعلام يتحدث كما يشاء حتى لو كان الفساد والتقصير مقرونين بوثائق، لأن القاعدة لديها تقول إن المسؤول لا يخطئ أبداً، وان الناس هم الذين يلقون بأنفسهم إلى التهلكة، وهم مصدر للشرور والأخطار على العملية السياسية.
منذ أن قال المالكي عام 2010 في خطاب متلفز إن "الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقواتنا الأمنية تمسك بالأرض" ونحن نشعر بأننا أمام شريط سينمائي يعرضه أصحابه على طريقة "الفلاش باك".. ولكي نفهم لماذا قال المالكي إن القوات الأمنية انتصرت في معركتها على الإرهاب.. يجب أن نعيد الأضواء إلى مشهد درامي يبدأ منه الفيلم المثير المليء بالخطب والعنف والدماء والتصريحات المتناقضة.. حيث تروى القصة من نهايتها.. واسمحوا لي أن أعتقد وربما أنا "غلطان" بأن الخاتمة بدأت في المشهد الأول: نوري المالكي يخطب من النجف في يوم 21/12/2010، وفجأة يترك الحديث عن الخدمات والأمن وبناء دولة المؤسسات ليوجه سهام نقده إلى القوى الليبرالية والمدنية التي اتهمها بأنها من "دعاة الرذيلة يحاولون الإفادة من هذه الحريات لإشاعة الفحش والفجور والانحراف ويعملون من أجلها دون مراعاة للآداب العامة لهذه الأمة ولهذا الشعب المسلم".. المشهد آنذاك لم يتطرق إلى دعاة القتل على الهوية وبؤر الارهاب، وسراق المال العام ومثيري النعرات الطائفية.
كثير من التصريحات سمعناها من الحكومة والتي أكدت أننا نعيش زمن الازدهار والاستقرار وان العراق اليوم أكثر استقرارا من كل دول المنطقة، وانه قطع مراحل متقدمة في طريق السيادة والأمن والاعمار مع وصايا من عينة ان الطريق شاقة ولا تزال طويلة أمام العراقيين.
لا اعتقد ان اي عاقل يقبل باي تهاون مع الإرهاب وأهله، ولا اعتقد ان هناك عراقياً واحداً لايدعوا إلى التعامل مع الارهابيين بكل حزم وشدة والى محاسبة الداعمين لهم.. وان يحال الى القضاء كل من دعم الارهاب وروج له، وهذا الاحتكام للقانون يقتضى تحديد المحرضين على الارهاب، وذلك جانب تختص به مؤسسات قضائية، تنهض بمهمتها فى ضوء الإجابة على سؤال: من المسؤول عما جرى من فوضى امنية خلال السنوات الماضية؟ من وفر الحماية لعصابات الجريمة المنظمة؟ من فتح السجون بوجه القتلة؟ وايضا على المالكي والمقربين منه ان يجيبوا على أسئلة أخرى مهمة من قبيل: لماذا القى المالكي خطابه من كربلاء، وليس من ارض المعركة؟ لماذا يحاول البعض تحويل المعركة ضد الارهاب إلى معركة مع مكون عراقي عانى مثل معظم العراقيين من جرائم الارهاب؟
اليوم حين ندعو إلى الحزم في التعامل مع الإرهاب من خلال المؤسسات الأمنية، نجد من يصر على ان ياخذ رئيس مجلس الوزراء دور القاضي ورجل الامن في نفس الوقت، ونجد الكثير يروجون لشعار من يقف ضد المالكي فهو ارهابي.. لقد بلغت حالة الطائفية في التعامل مع المكون السني خلال الايام الماضية حدا غير مسبوق وغير مقبول ايضا حيث يسلك صانعو ومروجو هذا النوع من الدراما الساذجة عدة طرق لتخوين كل من يختلف معهم في الرأي، وكأنهم يخاطبون شعبا من السذج، يستخدمون معه أساليب التخويف والتخوين. وهي بضاعة فاسدة تريد ان ترسخ مفهوم اننا شعب لاينفع معه الا حاكم قوي ومستبد. مروجوا هذه الخرافات هدفهم النهائي هو إلغاء السياسة ليصبح الحاكم قدَرًا وإلهًا، وعلينا ان نقبل التدجين في مزارعه وان نعيش على فتات هباته وعطاياه.. الناس لاتريد حاكم يملك قوى خارقة، فهي تريد انسان من لحم ودم، لاتريد معارك تثأر لاشخاص مهما كانت منزلتهم وانما تريد معركة للثار من كل انواع القتل والظلم والفساد والارهاب وجرائم الطائفية التي تعرض لها العراق منذ عشر سنوات ولايزال.
ايها السادة..ليس بالاهازيج تبنى الدول، ولا باغنيات ام المعارك يواجه الارهاب، ولا بالكراهية تفتح ابواب المستقبل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. المدقق

    كل كلامكم مليء بالسم والحقد على المالكي لذلك نرى ان الكبير والبطل ابو اسراء لا ينزل الى مستواكم الضحل ويرد عليكم بل يدعكم بهذيانكم واحلامكم المريضة .. فانتم من يروج للطائغية بقولكم ان المعارك التي تدور في صحراء الانبار ضد فلول داعش هي موجهة للمكون السني .

ملحق منارات

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

العمودالثامن: شجاعة نائبات

 علي حسين إذا كنت مثلي مجبراً رغم أنفك، على سماع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه العشرات من المدونين ، يشن حملة ضد محامية ذنبها الوحيد أنها دافعت عن قانون الأحوال...
علي حسين

قناطر: الشعر هو ما يجعلنا نحلم

 طالب عبد العزيز قليلاً ما أكتب الشعر في الصيف، بل هو لا يأتيني فيه، فأنا أكره الحرَّ والشمس اللاهبة، ذلك لأنني رجل شتوي بامتياز، أحبُّ البرد والرياح القارصة والمطر والثلوج، ولا أجمل من...
طالب عبد العزيز

فلسفة الحكم في العراق

محمد حميد رشيد الحكم في العراق مبني على شعارات مجردة وفرضيات مبهمة وعواطف ملتهبة وعلى قواعد عامة لا تكفي أن تكون نظام لتسيير مؤسسة صغيرة وليست دولة كبيرة. وهناك من يقول ان الدستور هو...
محمد حميد رشيد

العراق: أحوال شخصية ام تكريس لظاهرة السلطة الموازية؟

حارث حسن واجهت معظم الدول الإسلامية الحديثة إشكالية التناقض بين مبادئ وأحكام الفقه الإسلامي (الذي يستخدم خطأً باعتباره مطابق للشريعة)، وبين المبادئ التي تقوم عليها الدولة الحديثة. يتعلق الأمر بمسألة شرعية هذه الدولة، والتي...
حارث حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram