شعار القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي في الانتخابات السابقة كان نجمة خضراء ، سرعان ما اختفت من سماء المشهد السياسي ، بعد تقاسم المناصب والمواقع في الحكومة الحالية ، وأثناء خوض الانتخابات المحلية ظهرت غيمة النجيفي لتكون شعارا لقائمة "متحدون" بزعامة رئيس مجلس النواب ، ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك هو الآخر له قائمة ، وقبل ذلك ونتيجة الصراعات الداخلية داخل قائمة علاوي شكلت العراقية الحرة ، والبيضاء .
قادة القائمة العراقية ، وخاصة علاوي والنجيفي والمطلك لم يحافظوا على بريق نجمتهم ، وتماسك وحدة قائمتهم التي حصلت على 91 مقعدا في مجلس النواب ، ومع بروز الأزمة السياسية وصدور مذكرات اعتقال بحق طارق الهاشمي ورافع العيساوي ، تشرذمت "العراقية" وحتى اسمها لم يعد يذكر بوصفها كتلة نيابية كبيرة ، لطالما أعلنت تبنيها المشروع الوطني والوقوف ضد المحاصصة الطائفية ، وسعيها لبناء دولة مدنية.
زعيم القائمة إياد علاوي اتهم في اكثر من مناسبة رئيس الحكومة بشق صف قائمته ، بمنح المناصب لبعض أعضائها ، فضلا عن ملاحقة قادتها ، بإصدار مذكرات اعتقال بتهم دعم جماعات إرهابية ، لكن علاوي تناسى الإشارة الى الوضع الداخلي لقائمته وطبيعة مكوناتها وخلفيات أعضائها وانتماءاتهم الطائفية ، وانها قائمة تمثل المكون السُنّي ، وشكلت لغرض رفع الحيف عن شرائح اجتماعية واسعة تعرضت للتهميش والإقصاء ، بعد العام 2003.
في اطار الاستعداد لخوض الانتخابات اجرى تيار المحور العربي الذي أسسه رئيس مجلس إدارة فضائية الشرقية الإعلامي سعد البزاز اتصالات مع رئيس القائمة الوطنية إياد علاوي لضمه الى التيار مع رئيس جبهة الحوار الوطني نائب رئيس الوزراء صالح المطلك .
واعلن احد قياديي التيار وجود مساع حثيثة من أجل انضمام علاوي الى التيار والاتصالات مازالت جارية ، للم شمل القائمة العراقية من جديد باستبعاد قائمة النجيفي والحزب الاسلامي العراقي .
اختفاء نجمة علاوي امر طبيعي في الحياة السياسية العراقية ، لان القوى المنضوية ضمن القائمة الواحدة شكلت بدوافع عشائرية ومناطقية ومذهبية ، ودخلت الى المعترك السياسي من باب الفوضى السائدة في البلد ، واحيانا بهدف الوصول الى السلطة، فضلا عن عدم امتلاكها برنامجا سياسيا واضحا يؤهلها لكسب ثقة الناخبين ، وهذا الحال ينسحب على القوائم الاخرى ، فهي الاخرى معرضة للتشرذم ، وليس من المستبعد ان يتعرض الميزان شعار ائتلاف دولة القانون الى المصير نفسه الذي وصلت اليه نجمة علاوي ، والأمر ذاته قد يطال غيمة النجيفي وساعة الائتلاف الوطني .
النجمة والميزان والغيمة والساعة والحصان شعارات قوائم انتخابية أعلنت رفضها المشروع الطائفي ، وتبنيها المشروع الوطني ، وحرصها على ضم القوى الديمقراطية بطريقة من" كل زيج ركعة" لتنفيذ برامجها عندما يحالفها الحظ في تحقيق أغلبية نيابية تمنحها حق تشكيل الحكومة المقبلة.
نجمة علاوي
[post-views]
نشر في: 28 ديسمبر, 2013: 06:27 م