بم يستقبل المحبون نهار العام الجديد؟ بباقة زهر؟، بضوع عطر؟ بثياب زاهية؟ بموائد عامرة؟ بمواعيد تتجدد؟ بذكريات تبتعد حين تقترب؟
حذرونا من اجترار الأحزان في الأعياد!. قالوا: فأل سيئ. بقاتم اللون ينهمر ويغمر كل أيام العام.
نمتثل.
نبحث عن بارق في سماوات مدلهمة، نقبض على حزمة من شعاع إذ نستذكر صورة بهية لزنبقة الماء، ونستعيد ترنيمة تهدهدها حين تعصف بها الريح،
أخلي السياسة لأهل السياسة، وأزوغ من منطق الأرقام المضللة، والتحالفات المشبوهة، و....و..وأهرع إليك، إليك.
سنة سعيدة يا مولاتي..
أسميك حبيبتي، وأقسم عليك بكل أسماء العشاق أن تظلي أميرة قلبي، فلا تغادري مهدك في عيوني او تبارحي عش ذاكرتي، او تنسي في خضم هوجة الأسماء إسمي.
يا بدء أسئلتي الأولى، يا ختام إجاباتي،، أصطفيك مزارا، وأسأل عنك السابلة، وأراك في عيون المسافرين منك إليك، وأدل عليك... بجمالك أدل عليك: إنظروا إليها، طفلة الشطآن ومرضعة لبن الحكمة، تلك الأساورها من ماء، وقلائدها من زهر القداح، وخلاخيلها من جمار ورطب، تلك الثيابها من شفيف النسيم، وظفائرها من سدول المطر، الشميمها عبق الطلع، وزفيرها أريج ليمون الشواطئ، تلك الدموعها المن ورضابها الندى، تلك الجبلتها من قناعة وسماحة وبساطة وتواضع ورضى وكرم وكبرياء.
أدعوك مولاتي. وأنشد العرافين أن يفكوا سحرك عني: أخليك خلفي، فأراك أمامي، ,انزع حملك عن كاهلي، فيعتلي هامتي، وأنزع صورك عن جدران غرفتي، فتعرش بين مدامعي وعيوني.
إليك أنتمي، وبك أباهي، وبرفيف فؤادي أشير إليك إذ يشيرون إليك بالأصابع: مدوا البصر حيث مشرق الشمس، وحيثما رأيتم صراط جمال، حيثما تراءى لكم نهرا بألف ساقية، حيثما مررتم بحقول لها شميم الجنة، وباسقات نخيل وأعناب ورمان وليمون، حيثما سمعتم نواقيس تقرع، أو أذان مؤذن، أو سمعتم شدو ملاحين أو دفوف ذكر، او إيقاع الميمر،، فذلكم هو الطريق السالك لقصر حبيبتي البهي.
غدا، حين يتبارى عشاقك بالحبة، وبأسماء الدلال يدلون عليك: فيسمونك زنبقة الماء، ودرة الشواطئ، وقبة العرب، وسفينة المرافئ، وجزيرة السندباد ,.. و.. لن أجد على شفاهي – حين أذكرك –إلا نسغ القطرات الأولى لحليب الأم، ولا أجد اسما أثيرا أناديك به،، سوى البصرة..
سنة سعيدة يا بصرة.. سنة أسعد من سابقاتها يا زنبقة الماء.
ترنيمة لزنبقة الماء
[post-views]
نشر في: 29 ديسمبر, 2013: 09:01 م