بماذا يفكر اوباما الان، هل يشعرسادة البيت الابيض بالذنب؟ وهل يعرفون أنهم أدخلونا في متاهة الطائفية، وكانوا مشاركين وشهودا على الخديعة؟
كنت أظن ان ما حدث يقع خارج إرادة أصحاب البيت الأبيض، لكن الوقائع تؤكد في كل يوم أن أصحاب القرار الأميركي كانوا بكامل وعيهم وهم يمكنون بعض الساسة من إدارة شؤون البلاد.
أمريكا من حقها ان ترى ان هذا زمان المالكي والنجيفي والمطلك والسنيد والكربولي، وان البيت الابيض مع بناء الدولة على طريقة المحاصصة الطائفية، ومن حقها أن يصبح العراق خارج اهتمام حملات أوباما الانتخابية، ومع احترامنا الكامل لأولويات اوباما او منافسه رومني، لكن الحرب التي خاضتها أميركا عام 2003 لم يكن من بين أسبابها ان تنحاز الى قوى سياسية، تعتقد أن التغيير فرصتها وغنيمتها ولا تريد لأحد ان ينافسها عليه.
قبل أيام سألت احد السياسيين سؤالاً مباشرا: ما هو تفسيرك لصمت الإدارة الأمريكية عما يحدث الآن؟ هل هو سوء تقدير من أوباما، أم شيء مخطط له بعناية فائقة؟، هذا السياسي الذي ازعم انه على اطلاع بدهاليز ما يجري على الارض قال انه يعتقد أن الأمر أشبه بزلزال لم يكن يتوقعه احد من الساسة باستثناء الحلقة الضيقة والقريبة من رئيس مجلس الوزراء، فكرت في إجابته وراجعت تداعيات ما حدث فوجدت أن الأمر اكبر من سوء تقدير لأوباما، أو من اتهامات توجه لهذا السياسي أو ذاك المسؤول، فمهما حاول أصحاب المقولات البراقة، ومهما حاول المتفائلون أن يخففوا من وطأة ما يحدث على الساحة السياسية.
بصراحة شديدة، نحن نعيش على حافة الخطر والمحرقة التي اشتعلت في الأشهر الأخيرة تمتد وتتوسع لتطول كل شيء، مستقبل البلاد معلق بخيط رفيع لا احد يعرف متى سيتم قطعه، وإذا ما تم قطعه، ما الذي سيحدث؟، هل نعود إلى عصور الدكتاتورية، أم يتم الترويج لمشروع التقسيم الذي لايزال السيد بايدن يحتفظ به في درج مكتبه.
في كل يوم يشعر العراقيون بأنهم يعيشون المرحلة الأصعب والأخطر في تاريخ بلادهم، وهي مرحلة الانقلاب على التغيير الذي حصل بعد عام 2003 حيث توقعت الناس التي عاشت عقودا من الدكتاتورية والتسلط بأنها ستفتح الأبواب والنوافذ للمستقبل، حتى اطل السياسيون برؤوسهم، فانفصمت عرى البلاد وتفرق الناس شيعا وأشياعا بفضل حكمة وحنكة العديد من الساسة الذين لم يتوقفوا عن تقديم كل ما هو فاشل ومزيف وعشوائي، وإشاعة كل ما يمت إلى القسوة والعنف، ونحن ندخل السنة العاشرة من التغيير بات المشهد أكثر سوداوية وقتامة، سيتهمني البعض بأنني أحاول أن انسج سيناريو من الخيال، ولكن الحقيقة تقول إن السيناريوهات التي يضعها بعض السياسيين، تثبت بالدليل القاطع أننا أمام معالجات درامية استطاع أصحابها وبمهارة أن يواروا ملفات مهمة مقابل انشغال الناس بورقة الشرف التي تبرأ منها النجيفي قبل يومين والتي اتحدى اي مواطن أن يعرف ما الذي تحتويه؟ او بانتظار الاجتماع الحاسم بين ابراهيم الجعفري والسفير الامريكي الذي سيتحول حتما الى مشهد من مسرحية كوميدية، بعد ان يهز السفير راسه علامة على صعوبة حل الاحاجي والالغاز التي قالها خطيب العراق الاوحد .
بعد 2003 تبنى العراقيون أسلوب التحول الديمقراطي بطريقة سلمية تحفظ الأمن والهدوء والاستقرار، وتحفظهم من المخاطر والأهوال، لكن الأمور جاءت عكس ما تمنوا ولم تعرف البلاد هدوءاً منذ أن بدء الساسة يهتفون الواحد ضد الآخر، العراقيون انحازوا للديمقراطية، واصحاب القرار انحازوا لمصالحهم الشخصية، فخلطوا شعارات مصلحة الوطن بأطماعهم السياسية، كنا نسعى جميعا إلى عراق الإخاء والمساواة، ولكن البعض يريده عراقاً مكبلاً مريضاً فاسداً، لا مكان فيه لأي شيء حقيقي، بل السطوة والنفوذ لكل مزيف ومزور ومنافق وفاسد.
اليوم حين يحاول البعض تفسير ما حدث بأنه سوء تقدير من أوباما، او غلطة ارتكبها الجمهوريون او الديمقراطيون فذلك إنما دفاع عن وهم لا يزال يعشش في عقول الكثيرين.
الخوف كل الخوف والخطورة الحقيقية أن يكون مصير العراق متوقف على خطبة يلقيها ابراهيم الجعفري على مسامع السفير الامريكي الذي سيطلب حتما ترجمتها الى السنسكريتية.
اميركا وانتظار خطبة الجعفري!!
[post-views]
نشر في: 1 يناير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 4
رعد الصفار
كنا نحلم بعد 2003 باننا سوف نبني دوله مؤسئسات دوله يحترم فيها المواطن ولكن مع الاسف وقع البلد تحت ايادي اناس لاتفهم معني بناء دوله ان من يتصور بامثال هذه النكرات المالكي وبطانته يمكن بناء دوله فهو يحلم فهولاء سوف يقودون البلد الي الهاويه
داخل السومري
انا قد بدأ يصيبني قلق خطير، ليس من نوع القلق الذي نعيشه جميعا بسبب فساد الاطراف المتسلطه على سياسة العراق، بل قلقي الجديد هذا هو على روحية الشعب العراقي العريق. اذ بدأت اتساءل: هل يمكن ان يكون قد نالت من روحية هاذا الشعب دكتاتورية صدام حسين التي استمرت اك
محمد سعيد العضب
الاخ الكاتب الحذق وصاحب تشخصيات صائبه, قد لا اتفق معكم با ن مشكلات العراق بدءت منذ اشهر حينما صعد نجم المالكي وبدء مرحله التحول الي دكتاتوريه جديده , بل ولدت وتضخمت منذ الغزو والاحتلال عام 2003 ورسوخ الرؤيا عند الكثر من القوي الفاعله بان
كاظم الأسدي
fhgبالضبط كما تفرقنا من الموقف الأمريكي ومدى جديته قبل الأحتلال كذلك الحال مستمر بعده !! وهاهنحن بعد عشرة سنوات أمسينا فرقا وشيع ومذاهب وقوميات ومناطق ولازلنا نبدع التشظى على حساب الهوية الوطنية .. ولانعلم الى أين سيؤول بنا المطاف وقد سلمنا أمرنا ومصيرن