TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الحكومة و"المعارضة"

الحكومة و"المعارضة"

نشر في: 1 يناير, 2014: 09:01 م

إذاً، فقد أمكن فضّ اعتصام الأنبار بسلمية تامة ومن دون إراقة قطرة دم واحدة.. أليس هذا ما جاء بالنص في البيان الذي وجهه رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة الى الشعب؟.. هذا شيء ممتاز، عظيم، فحلّ المشاكل سلمياً من دون اراقة دم ومن دون قمع وتعسف مطلبنا، وهو ما يتوافق مع أحكام دستورنا ومع الشرائع والمواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان وبالحريات العامة والخاصة.
إذاً أين ذهبت ترسانة السلاح والعتاد والذخيرة والمفخخات التي قيل لنا مئة مرة واكثر ان ساحة الاعتصام محتشدة بها والمعتصمين مدججون بها؟ أين طار قادة تنظيم القاعدة الإرهابي الثلاثون الذين قيل لنا أيضاً انهم مرابطون في الساحة؟
هل كانت الحكومة والناطقون باسمها ونوابها في البرلمان ووسائل إعلامها والقادة العسكريون يكذبون علينا بهذا الشأن طوال العام المنصرم؟ كم كذبة أخرى مرروا علينا خلال العام نفسه؟ وكم كذبة أخرى على مدى ولايتين حكومتين وبرلمانيتين؟ وكم حماقة أخرى ارتكبوها في حقنا في الشؤون الأخرى الأمنية والسياسية والاقتصادية؟
هذا على صعيد الحكومة وفريقها، اما على صعيد "المعارضة" فثمة الكثير من الاسئلة أيضاً.
ما معنى أن يعلن نواب كتلة "متحدون" انسحابهم من البرلمان الآن؟ هل هم يحتجون على استخدام السلاح في فضّ اعتصام الأنبار؟ ما نفع هذا الانسحاب إن حصل؟
هي من دون شك حركة "قرعا" بالتعبير المصري الشهير.. فهؤلاء النواب ظلوا شهود زور حقيقيين على مدى السنوات الأربع الماضية.. بأم العين رأوا كيف تجاوزت الحكومة، التي هم شركاء فيها، على الدستور وعلى مجلسهم وصلاحياته.. الحكومة جعلت من مجلسهم لا يتمتع حتى بالسلطة التي يتمتع بها مجلس بلدي في قضاء أو ناحية.. الحكومة سلبت منه، بمعونة السلطة القضائية غير المستقلة، كل سلطة له، فلم يعد البرلمان سلطة للتشريع ولا سلطة للرقابة.
سيّان، انسحب نواب "متحدون" أم بقوا في مقاعدهم.. أربع سنوات ولم يشرّع مجلسهم قانوناً واحداً لا تقبل به الحكومة، واذا حدث وان شرّعوا قانوناً رغماً عن ارادة الحكومة عطّلته هي باسم القضاء، غير المستقل بالتأكيد!.. واربع سنوات لم يستطع مجلسهم فيها أن يراقب مركز شرطة أو أن يحاسب فرّاشاً عند وزير!
ليست مرجلة أن يستقيل هؤلاء النواب الآن.. المرجلة كانت بان يشكلوا حركة معارضة قوية داخل البرلمان وخارجه.
هؤلاء النواب يدركون الان انه لم يتبق على وجودهم في مناصبهم وتمتعهم بامتيازاتها سوى اربعة اشهر، فقرروا ان يذروا الرماد في العيون بالقيام بهذه الحركة "القرعا" للعودة الى هذه المناصب وامتيازاتها.
يا لتعاسة العراقيين مع حكومة سيئة كهذه ومع معارضة أسوأ منها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. قيران فرج المزوري

    دولة رئيس الوزراء كان على حق في تجيشه نحو خيام المعتصمين في الانبار وظهر الجرم المشهود وبالدليل القاطع عن ما كان الارهابيون يخططونه في تلك الخيم حيث ظهر قائد عسكري كبير الرتبة والحجم على قناة العراقية ( زريج ) وبيده لوحتين أو ثلاثة للسيارات قال بأن الار

  2. الدكتور صبحي الخزعلي

    قرات المقالة ويبدو ان اعرق الصحفيين العراقيين قد اغرقنا في عشرة مواضيع في ان واحد فانتقد الحكومة وانتقد مجلس النواب واعضاء مجلس النواب ممثلي الانبار وانتقدالمعارضة وانتقد ولم يدخلنا بمدخل صدق في واحدة مما تحدث عنها فاضاعنا في زخام مواضيعه الكثيرة, نحن كعر

  3. ابو سجاد

    من قال لك ياستاذ عدنان هؤلاء معارضة اليس هؤلاء هم جزء من السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية اليس هؤلاء هم شركاء في العملية السياسية الرعناء هؤلاء شركاء المختار في تدمير العراق ومرتزقة ومتامرون على المكون السني ولكن للاسف الكثير من اخواننا السنة لايعرفون ا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram