اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > نبض الشارع: كذبة عفتان

نبض الشارع: كذبة عفتان

نشر في: 3 يناير, 2014: 09:01 م

استقل عامل البناء حسن الحافلة بعد أن تسلّم المبلغ التعويضي لمفردات الحصة التموينية ،وكان جل همه الوصول إلى صاحب المولدة الذي هدده بعدم تزويده بالكهرباء بسبب عدم دفعه مستحقاته منذ شهرين،وعذره في ذلك أن مهنة البناء في فصل الشتاء لا تدر عليه المال الكاف

استقل عامل البناء حسن الحافلة بعد أن تسلّم المبلغ التعويضي لمفردات الحصة التموينية ،وكان جل همه الوصول إلى صاحب المولدة الذي هدده بعدم تزويده بالكهرباء بسبب عدم دفعه مستحقاته منذ شهرين،وعذره في ذلك أن مهنة البناء في فصل الشتاء لا تدر عليه المال الكافي لتسديد ما بذمته من متطلبات الحياة.الحافلة التي هي نوع(كيا)كانت ممتلئة بالأشخاص المماثلين لشخصية حسن من حيث العوز المادي، والجميع كانوا بحاجة إلى من يطلق الكلمة الأولى لينطلق حوار الشكوى والتذمر من الأزمات والنكبات التي يعيشونها ،وبالفعل تحقق ذلك حين أطلق حسن حسرته الأولى وذلك باستذكار شريط الحوار الذي أجرته إحدى الفضائيات مع نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني وهو يزف البشرى لحسن ومن شابهه بالمأساة بأن عام 2013سيكون عام التصدير للكهرباء الوطنية !،حينها لم يتمالك حسن أعصابه من الفرح وقام بالرقص مع عائلته على أنغام الخبر السعيد، متيقنا تماما بأن ما أطلقه الشهرستاني لا يقبل القسمة على اثنين،ومازاد إيمانه بذلك هو الحوار الذي أجرته قناة الحرة عراق مع وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان الذي صرح من خلاله بأن الوزارة ستقوم بتجهيز المواطنين بـ(24)ساعة يوميا بعد ان دخلت محطات كهربائية جديدة للخدمة،وهذا الأمر دفع مجلس محافظة بغداد بتحديد تسعيرة الأمبير الواحد بأربعة آلاف دينار،وكذلك فعلت بقية المحافظات ظنا منهم واعتقادا بأن ما صرح به الشهرستاني وعفتان هو عين الصواب،وخرجت في اليوم التالي من تلك التصريحات بعض وسائل الإعلام بعناوين كبيرة "انتهى عصر الظلام " و"المولدات إلى قير وبئس المصير"وغيرها من الأخبار التي كانت حافزا لحسن وغيره من المواطنين لإطلاق جمل التندر والتشفي على أصحاب المولدات، بل أن بعضهم رفض دفع الاشتراك منذ شهرين كما فعل حسن ،ولكن الجواب جاء سريعا من خلال عودة الكهرباء الوطنية إلى سابق عهدها من سيئ إلى أسوأ في بعض المناطق.
جميع مَن بالحافلة كانوا يشاركون حسن بسؤالهم الكبير: إذا كانت الكهرباء هذه حالها في فصل الشتاء فكيف تكون في الصيف؟ الكهرباء تطلق التصريحات بين فترة وأخرى وتتهم وزارة النفط بعدم تزويدها بوقود المحطات مما أخرج العديد منها عن الخدمة،وتصرح أحيانا بوصول الضائعات من الإنتاج الكهربائي إلى 40% بسبب المناطق العشوائية،والبعض يقول إن هناك مؤامرة كبيرة ألا وهي إفشال عمل الوزارة! ،حسن وهو يهمّ بالنزول ودّع أصحابه في الهمّ الكهربائي وهو يصف تصريحات الوزارة بشأن التجهيز على مدار الساعة بقوله"لو كنا في الشهر الرابع لقلنا كذبة نيسان ،لكنها أصبحت الآن كذبة عفتان"!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram