TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حـارس الـولايـة

حـارس الـولايـة

نشر في: 3 يناير, 2014: 09:01 م

لو فتشتم عن السبب الرئيس أو الأول الذي جعل الدول الأوربية تفكر ألف مرة، وليس مرتين، قبل ان تدخل في أي حرب لوجدتم انه عدد الضحايا الذي قتلوا في الحربين العالميتين. ولسألتم عن سبب إصرار الشعب الأمريكي على انسحاب جيشهم من العراق لوجدتموه انه عدد الخسائر البشرية التي كان يتكبدونها. الفكرة باختصار بسيط هي ان الشعوب الحية قد تتساهل مع حكامها في أي نوع من أنواع "الخسارات" الا البشرية التي عندها تقلب الدنيا على رأس حكامها ولا تقعدها الا بزوالهم.
الحاكم الذي يتولى او يقبض بأسنانه ويديه على ملفات الأمن والدفاع، كالمالكي مثلا، يصبح كما الحارس في أي بناية او شارع. يتسلم راتبا ومخصصات خطورة. معيار نجاحه يتوقف على قدرته في حماية المكان الذي تولى حراسته والبشر الذي يقطنون فيه. ليس متفضلا على أحد اذ انه يعمل مقابل أجر وامتيازات. فان قصر يعاقب وان قام بأدوار استثنائية يستحق المكافأة. أما اذا ضحى بحياته أثناء أداء واجبه فذلك مجد يستحق من أجله نصبا تذكاريا.
لا أريد هنا ان أبحوش في المبالغ والامتيازات التي درّتها وظيفة المالكي عليه وعلى آله ومقربيه ومحبيه. فقط سأتوقف عند الثمن الذي دفعه العراقيون من أرواحهم أثناء ولايته الثانية تاركا الأولى:
2010 = 2953 قتيلا
2011 = 2771 قتيلا
2012 = 3238 قتيلا
2013 = 9400 قتيلا
المجموع = 18362 قتيلا
أي حارس هذا الذي سيبقى في وظيفته لو فقد من أوكل اليه مهمة الحراسة على أرواح أبنائه اقل من واحد بالمئة من هذا العدد؟
انه ثمن مر لا أظن ان شعبا قد دفعه من قبل لحارس فشل في حماية أرواح الناس. والأمرّ من ذلك ان في الناس من يصر على ان يبقيه لولاية حراسة ثالثة وهو لا يجيد غير حراسة ولايته. حقا ان لله في خلقه شؤون.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. محمد البغدادي

    روي عن النبي صل الله عليه واله وصحبه وسلم أنّه قال: ((صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي، وإذا فسدا فسدت أمتي، قيل: يا رسول الله، ومن هم؟ قال ص الفقهاء والأمراء. عزيزي القارئ للك الاستنتاج شكرا كاتبنا المبدع سلمت اناملكم

  2. سوسن السوداني

    هو افضل حارس يؤدي الدور بامانة واخلاص لانه عزرائيل لكن ليس وحده يتحمل المسؤولية وانما الشعب الذي بات لايشعر انه من ضمن البشرية بشيء انها مأساة وملهاة

  3. المدقق

    غصبن على راسك المالكي ياخذ ولايه ثالثة ويطبه مرض الما يحب المالكي...

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram