TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وماذا بعد؟؟

وماذا بعد؟؟

نشر في: 3 يناير, 2014: 09:01 م

علامة استفهام بحجم الفيل ترتسم في مخيلة كل عراقي ، تنتابه المخاوف والقلق على مصير بلاده ، واحتمال انحداره الى منزلق خطير ، معظم العراقيين وربما جميعهم ، يسألون ماذا بعد ؟ السؤال قديم مطروح أمام أصحاب القرار في الماضي والحاضر ، بهدف البحث عن سبل تضمن استقرار الأوضاع السياسية والأمنية في بقعة ارض يقال عنها ، انها غنية بثرواتها وخيراتها ، لكن سكانها يعيشون في ظروف العصور الحجرية في ظل استمرار اضطراب امني وسياسي متوارث ذي جذور عميقة في الساحة العراقية ، وليس في الأفق ما يشير الى تجاوز هذه المحنة التي أصبحت هوية عراقية بامتياز.
ماذا بعد ؟ سؤال تراه السلطة مصدرا لإثارة الغبار ، فيما تتجاهله القوى السياسية المشاركة في الحكومة المنتخبة ، لان حساباتها "المكوناتية" تمنعها من الإجابة حفاظا على أصوات قواعدها الشعبية سيما ان العد التنازلي لموعد إجراء الانتخابات التشريعية بدأ ، ووقف الجميع على خط شروع سباق ماراثون التنافس ، فمن يتولى السلطة ومن يشاركه فيها من قوى وأحزاب لها مواقعها ومناصبها في الحكومة ، تبنت هي الأخرى المنهج القديم ذاته في التعامل مع سؤال وماذا بعد ، يوم طرح وربما بصوت غير مسموع حول أحداث جرت في العراق قبل وبعد الغزو الأميركي ، ومازال دخان تداعياتها يشغل الحيز الأكبر من الفضاء العراقي بانتظار إجراءات تبديد الدخان والحصول على سماء زرقاء صافية لا اثر فيها لنجوم الظهر .
ماذا بعد ؟ سؤال بحاجة الى جواب ممن يزعم ان وطنيته ألغت مذهبيته وطائفيته ، وجعلته في موقع المسؤولية للدفاع عن مصلحة وشعبه ، سواء كان صاحب منصب في الدولة او سياسيا يحرص على منع المغامرين من حفر خنادق لدفن ضحايا اندلاع مواجهات مسلحة بين العراقيين يسعى اليها البعض إرضاء لنزوات الوصول الى السلطة باي ثمن ، في زمن التداول السلمي لها استنادا لما ورد في الدستور العراقي ، الذي اصبح ذليلا كعتبة الدار بسبب الاختراق المتعمد او نتيجة التفسير الخاطئ لمواده ، ماذا بعد؟ ومتى وكيف ، يلتفت القادة السياسيون والمسؤولون ، الى الشعور بمخاطر المرحلة ، وما تفرزه الأحداث الإقليمية من تداعيات على الساحة المحلية تحمل بوادر خطيرة ، تهدد مستقبل البلاد وقد ينتهي به المطاف مشلولا في دار العجزة بفعل الأداء السياسي والحكومي طيلة السنوات العشر الماضية ، وماذا بعد ؟ الدخول الى الجحيم الأرضي بجهود من أفرزتهم العملية السياسية و دعاة التجربة الديمقراطية بنسختها العراقية .
يوم كان الأشقاء المصريون المقيمون في العراق يشاركون في قواطع الجيش الشعبي للقتال في الحرب العراقية الإيرانية ينقلون عبر رسائلهم أنباء سارة عن أحوالهم تبدد قلق ومخاوف ذويهم البعيدين ، ويتجاهلون ذكر القول الشهير المتداول بينهم "الجبهة ولعت " اي اشتعلت ، وماذا بعد ؟ الجواب عند الفيل بحجم علامة الاستفهام العراقية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram