وديع غزوان مازال قطاع السياحة في إقليم كردستان يحتاج الى الكثير من الجهد للنهوض به بشكل يتوازى وأهميته كأحد روافد عملية النشاط الاقتصادي المهمة .
ولا أظننا نجانب الحقيقة اذا قلنا ان تنمية وتطوير هذا القطاع تتطلب مسارات غير تقليدية تتجاوز المألوف الذي يركز نشاطه على مصايف او مناطق معروفة كشلال الكلي والعمادية واحمد اوه وشقلاوة وغيرها وأهمل لسنوات مناطق أخرى حباها الله بجمال طبيعة أخاذ يأسر عيون زائريها.. مناطق منتشرة في أطراف أربيل والسليمانية ودهوك لم يزرها حتى الآن الا عدد محدود من الناس بمن فيهم مواطنو الإقليم أنفسهم.. مناطق ظلت محافظة على ما وهبته إياها الطبيعة فاكتسبت جمالا مضافا حولها الى لوحات ربانية لا نظير لها. لا نقصد بهذه الدعوة رفع اليد او تقليص الاهتمام بالمناطق السياحية التي اعتاد السياح على ارتيادها، بل خلق واستكشاف عوامل جذب جديدة للسياح ،خاصة ان البعض منهم تستهويه مثل تلك المناطق أكثر من غيرها ولا تحتاج الا لإضافة أسماء تلك المناطق الى خارطة الدلائل السياحية التي مازالت دون المستوى المطلوب حتى الآن. ونحسب ان برنامج القائمة الكردستانية قد انتبه الى هذا الجانب فوضع في حقل قطاع السياحة فقرة تدعو الى إعداد خطة شاملة وإجراء مسح لاستكشاف المناطق السياحية والأثرية في كردستان، كما ان رئيس حكومة الإقليم الدكتور برهم احمد صالح سبق ان نوه وفي أكثر من مناسبة الى ضرورة العمل على ايلاء هذا القطاع الحيوي الأهمية التي يستحقها وتشجيع الاستثمار المحلي والخارجي على الإسهام فيه. لا نريد ان نسهب في سرد بديهية معروفة للجميع، فنتحدث عن دور السياحة في توفير موارد مالية مهمة لأي بلد غني بمناطق السياحة الدينية او الاثارية او الطبيعية، ناهيك عن فوائد أخرى متنوعة في مقدمتها تشغيل الأيدي العاملة، غير اننا نطمح الى التفاتة اكبر وأوسع من قبل الجهات المختصة بهذا القطاع الذي يمكن إذا ما أحسنّا استثماره ان يكون مصدر دخل صيفا وشتاء للإقليم، إضافة الى وضع خطط كفيلة بالنهوض به، ويكفي ان نعرف ان دولا لها مكانتها الدولية جل ميزانيتها تعتمد على السياحة لا غير، نحن بحاجة الى جهود وخطط علمية للارتقاء بقطاع السياحة ليكون بحق رافدا من روافد النشاط الاقتصادي.