TOP

جريدة المدى > عام > متجر الروائية الأمريكية آن باتشيت لبيع الكتب

متجر الروائية الأمريكية آن باتشيت لبيع الكتب

نشر في: 6 يناير, 2014: 09:01 م

عندما افتتحت الروائية الأمريكية آن باتشيت محلها لبيع الكتب في مسقط رأسها في ناشفيل بولاية تينيسي الأمريكية قبل عام   ، تساءلت عما إذا كان فتح هذا المتجر مغامرة غير محسوبة النتائج في عصر يشهد فيه تسارع انتشار الكتب الإلكترونية ، أم أنها تبقى

عندما افتتحت الروائية الأمريكية آن باتشيت محلها لبيع الكتب في مسقط رأسها في ناشفيل بولاية تينيسي الأمريكية قبل عام   ، تساءلت عما إذا كان فتح هذا المتجر مغامرة غير محسوبة النتائج في عصر يشهد فيه تسارع انتشار الكتب الإلكترونية ، أم أنها تبقى حقيقة أن الكتاب الورقي لن يهزم أمام هذا المد الصاعد من التقنيات الرقمية؟
باتشيت وهي تحتفل مع شريكتها كارين هايز بمرور عام كامل على افتتاحهما متجرهما لبيع الكتب قالت :

- قد لا يستخدم الناس قطع الثلج في مشروباتهم وسط الجو البارد ، لكن هذا لا يعني التخلي كليا عنه ،فهم ما زالوا يستخدمون بعض قطعه في مشروبهم المفضل ، هذه الحقيقة قد تنطبق على ما يماثلها الآن في موضوع الكتاب الورقي الذي يواصل صموده أمام رياح الكتاب الرقمي ، فقد بعنا ما يقرب من 2 مليون دولار في العام الماضي ،ومعظم هذه المبيعات كانت كتبا مطبوعة على الورق ،إنه تحد كبير نحو اتجاه بقاء هذا المنتج في الصدارة لحد الآن .
ومع أن العمل في المكتبة يأخذ منها وقتا طويلا ، لكنها  خلال فترة تدشينها لها لتكون جاهزة أمام المتبضعين أنجزت روايتين مهمتين لتنضمّ إلى باقي رواياتها التي تعاقب صدورها منذ العام 1992 ، كروايتها الأولى " القديس الشفيع للكاذبين " حيث سبق أن نالت عنها جائزة كوبرنيكوس وأنتجتها شبكة  سي . بي . أس التلفازية عام 1997 ، كما حصدت روايتها الثانية " تافت " جائزة كافكا عام 1994 التي تمنح لأفضل رواية خيالية ، الروايتان الأخيرتان اللتان صدرتا لاحقا هما " بيل كانتو - الرهينة " التي تتحدث عن عملية اختطاف مغنية الأوبرا روكسان كوكس من قبل بعض الإرهابيين في أمريكا  الجنوبية ، وهي رواية تحمل من التشويق والإثارة والمغامرات ما يحبس الأنفاس حتى سطورها الأخيرة أصبحت بعدها تحتل المركز الثاني عشر في الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر الكتب مبيعا العام الماضي ،  ورواية " هذه هي قصة زواج سعيد " المأخوذة أصلا من قصة زواجها الثاني حقيقة  .
باتشيت التي أصبحت الروائية الأكثر مبيعا في أمريكا حاليا كثيرا ما تنسب سر نجاحها لشريكتها التجارية هايز التي تنوب عنها بأغلب أعمال مكتبتهما حينما تكون مشغولة بكتابة رواية جديدة ، حيث تنفق بضع ساعات إضافية في كل يوم بهمة ونشاط عاليين ويراها المتبضع دائمة التجوال في المكتبة ووضع آخر الإصدارات بين يديه ، كذلك هي لا تألو جهدا في الإجابة عن أي استفسار يوجه لها وكأنها حاسبة لا تخطئ معلوماتها .
الشيء الذي أضافته هايز وباتشيت لهذه المكتبة هو استضافتهما لبعض الكتّاب لتوقيع كتبهم أمام الجمهور ، حصل هذا مع  توبياس وولف الكاتب والروائي الأمريكي مع مؤلفه الذي حاز   شهرة كبيرة " حياة هذا الصبي " الصادر عام 1989 إضافة إلى بعض قصصه ورواياته  ، وولف تحدث عن هذه التجربة قائلا :
- " أعرف أن الجميع هنا يرغبون بهذه التجربة ، فنحن لا ننظر فقط إلى شخص الكاتب بل إلى كتابه والأفكار التي احتواها ، وأعلم كم سيكون مردودها كبيرا على الصعيد المادي والإعجاب الذي سيحوزه الكاتب وكتابه بسببها .
اختارت باتشيت وهايز متجرهما على بعد أربعة أميال إلى الجنوب من وسط مدينة ناشفيل حيث احتوى على 000 / 22 ألف من الكتب المتنوعة الاختصاصات ووضعتا وسطه جهاز بيانو يعزفان عليه أحيانا بعض القطع الموسيقية ما يثير في نفوس زائريه شعورا بالألفة وحبورا زائدين ،وهي التفاتة لم يسبقهما به أيّ من متاجر بيع الكتب ويستخدم كذلك لإقامة الحفلات الشهرية حيث يستضاف أحد الفنانين المعروفين هناك للعزف عليه وهي مناسبة ذكية لبيع أكبر عدد من الكتب خاصة الموسيقية منها  .
استثمرت باتشيت في إنشاء متجرها 150 ألف دولار يتم سدادها على مدى 10 سنوات أضيف إليه مبلغ قدره 30 ألف دولار كمساهمات من مؤسسات اجتماعية حيث قام المتجر بعدها بعرض 200 عنوان لمؤلفين شباب وإخراج هامش ربحي لهم يقدر بثمانية عشر بالمئة دعما لهم وهي كذلك سابقة لم تقدم عليها أي مكتبة في بداية تأسيسها حتى المتاجر المعروفة ، هذا العمل ازداد مع إقبال الجمهور للاطلاع على النتاجات الشابة ما انعكس إيجابا على عدد الكتب الموجودة فيه .  
 ويمكن أن نذكر هنا أن متجر بارنز أند نوبل الشهير لا يضم سوى   125 ألفا من عناوين الكتب أي بزيادة ثلاثة آلاف فقط عن متجر باتشيت  بدون بيانو ، أما متجر الأمازون الذي يقدم ملايين الكتب على الإنترنت فيسعى أحيانا إلى تخفيض أسعارها في محاولة لكسب أكبر عدد ممكن من القراء لشرائها وهو ما لا تقره بانشيت التي تحافظ على أسعارها التي من شأنها إعطاء قيمة لتلك المنتجات وهي من أبرز سياسات البيع لديها والتي لم تقف عند هذا الحد فقط بل وسّعت نشاطها ليشمل عقد صفقة شراكة مع جمعية بائعي الكتب الأمريكية الرقمية  التي جاءت مبيعاتها لتشكل نسبة واحد بالمئة وهي نسبة قد تكون متدنية ، لكنها البداية كما تقول هايز إذا ما أضيفت إليها مبيعات أجهزة القراءة الإلكترونية التي يركز عليها المتجر كواحد  من منافذ تسويق كتبه تلك عن طريقها  ، هايز تعترف بأن تلك المبيعات من حيث أسعارها لا يمكن أن تنافس الأمازون بأي حال من الأحوال وهي التي قفز سهمها في سوق الكتب المطبوعة والإلكترونية في فترة وجيزة من 8 بالمئة إلى 31 بالمئة كما يقول ألبرت جريكو الأستاذ في جامعة فوردهام بنيويورك  الذي يدرس صناعة الكتاب .
باتشيت ليست أول كاتبة تسعى لامتلاك محل لبيع الكتب وهي الفكرة التي ظلت تختمر في عقلها والتي شجعتها عليها الروائية جي . كي . رولينج أثناء استضافة الأولى لها في مركز لينكولن في نيويورك والتي قالت عنها أنها بداية عصر جديد لها ، بعد أشهر من هذا اللقاء حققت رولينج  من خلال متجر باتشيت مبيعات مهمة لروايتها ذائعة الصيت " خمسون ظلاً للرمادي " ، حيث بلغت أكثر من 352 نسخة في أقل من أسبوع من عرضها على نافذة المتجر الأمامية مع مجموعة واسعة لأهم الأعمال الروائية الصادرة حديثا  التي تشهد عادة تزاحما كبيرا لغرض الاطلاع عليها ، والأمر الذي جلب الانتباه حقا هو أن أكثر من اشترى تلك العناوين اشترى معها الجهاز الخاص بتحميل طبعاتها الإلكترونية وكأنه لا يريد أن يفقد تذكارا مهما سوف يحتل هو الآخر ركنا بارزا في مكتبته المنزلية .
آن باتشيت المولودة في لوس إنجليس عام 1963 لم تنقطع أفكارها ولم يجفّ مداد قلمها مع كل انشغالاتها ،فهي إضافة لكتابة الرواية تمارس حاليا كتابة آرائها الصحفية والأدبية في مجلة نيويورك تايمز وشيكاغو تربيون وبوسطن غلوب وغيرها ، أما في منزلها فنجدها تعتني بكل شيء فيه حتى في رعاية كلبها المدلل ، كما لا تنسى أن تهيّئ لزوجها كارل الراحة التامة بعد عودته من عمله واللقاء بأصدقائهما وترتيب مكتبتها المنزلية التي تذكرها بمكتبتها الكبيرة في ناشفيل .
 عن: الأمريكية USA.today

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram