TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المستشار مطنش!

المستشار مطنش!

نشر في: 6 يناير, 2014: 09:01 م

مصطلح المستشار يُعد مصطلحاً وظيفياً سمعنا عنه الكثير سواء في مجال السياسة او الثقافة او الاقتصاد لنتناوله في مجتمع الرياضة خصوصا خلال العقد الأخير وبصورة دائمية بحيث بدأ ذلك المصطلح لا يلبث أن يقفز الى الواجهة بين فترة وأخرى وحسب معطيات المرحلة التي نعيشها .
البعض قد يجهل مفردة المستشار أحيانا لأن وجود هذا الرجل او الموظف أصبح محيراً في زمننا هذا الذي يعد زمن العجائب والغرائب خصوصا في مجال الرياضة الذي بات الإخفاق بها متنوعاً وبتفنن بحيث بتنا نترك الإخفاق في البطولات الرسمية وغير الرسمية الذي اصبح السمة المميزة لرياضتنا خصوصا في مجال كرة القدم الذي تحتل عالميا المركز 110 وهناك معلومات تشير الى ان تصنيفنا لشهر كانون الثاني الحالي سيصل الى الرقم 117 وبنجاح ساحق ، ونهتم بتسمية المستشارين وتوزيع المناصب التي يعرف الجميع انها لا تغني من فقر أو تسمن من جوع! ومعروف ان المستشار ينبغي ان يكون هو الشخص الذي يجب اخذ رأيه واستشارته بكل خطوة يخطوها القائمون على اللعبة لما له من سطوة كبيرة وحظوظ وفيرة في مجال المهنة كأن تكون كرة القدم جراء تراكم الخبرة التي يمتلكها من خلال عمله الميداني والنظري والأكاديمي الذي حتم عليه ان يحمل صفة المستشار ، إلا أننا في العراق فعلا رأينا العجب ان تتم التسميات جزافا وأحيانا يراد بها الترضية لمن تتم تسميته للتخلص من لسانه وإسكاته في حال انتقاده للقائمين على الكرة العراقية تحديدا ، لنرى ان اتحاد الكرة بات يطلق التسميات لمن يراه مناسبا أو غير مناسب لها وبطريقة عشوائية أمام مرأى ومسمع الجميع الذين أصابهم الذهول جراء تلك التخبطات !
المدرب هادي مطنش الذي قاد المنتخب الاولمبي في بطولة التضامن الاسلامي في اندونيسيا التي كانت نتائجه هي خسارة أمام المنتخب التركي وتعادلين أمام منتخبي سوريا والسعودية ليغادر منافسات البطولة من دورها الاول ، ليعود مطنش ويقود الاولمبي في بطولة غرب آسيا الاخيرة التي من المقرر ان تختتم اليوم بلقاء منتخبي قطر والاردن ويخرج من دورها الاول بنقطتين يتيمتين ومن دون ان يسجل العراق فيها أي هدف ، ولم يقف مطنش عند هذين الإخفاقين، بل انه قاد المنتخب الاولمبي لخسارة جديدة أمام فريق الوكرة القطري بهدفين لهدف قبل ان ينهي مهمته معه ليتحول بليلة وضحاها من مدرب محبط الى مستشار فني ، وبهذا اللقب يكون مطنش قد دخل موسوعة غينيس للارقام القياسية خصوصا انه اللقب الاول للعام 2014 الذي سيكون الحدث الاول عندما يطوي هذا العام صفحاته في نهايته .
لا أعرف أي تخبط هذا وأي منزلق هوت منه كرتنا لتجعلنا لا نميز الامور جيدا بحيث تاهت علينا تماما ، فان كان مطنش مع جل احترامي له مستشارا بعد تلك الإخفاقات التي تعرض لها فماذا يجب ان نسمي سلسلة الخبراء والمدربين من حملة الشهادات العلمية والتدريبية في مجال كرة القدم ممن جعلهم اتحادنا الموقر عاطلين أو معطلين عن العمل بفعل فاعل يمنون أنفسهم بفرصة عمل ليفصحوا عما يختزنونه من الخبرة العلمية والعملية ؟!
عندما نقول يجب أن ننأى بكرتنا بعيدا عن تلك التخبطات يجب ان نعمل بنكران ذات ومن دون التفرد باتخاذ القرارات المراد بها ترضية فلان وعلان على حساب تأريخ الكرة العراقية الذي للأسف تآكل وأصابه الهراء لكثرة الهفوات التي تعرضت لها كرتنا خصوصا بعد أن طل علينا النائب الاول لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود وقال بالحرف الواحد: إن قرار تسمية حكيم شاكر مدربا للأولبي وتسمية مطنش مستشارا له يُعد قرارا انفراديا من قبل ناجح حمود من دون أخذ مشورتنا به .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram