اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "زعل" الفتلاوي و"اعتراف" الشمري

"زعل" الفتلاوي و"اعتراف" الشمري

نشر في: 6 يناير, 2014: 09:01 م

صباح كل يوم اسأل نفسي: كيف يمكن للواحد منا أن يهرب من كل هذا الذي يحاصره؟ كيف ينعزل ليكتب بعد ذلك كلمات هادئة مفعمة بالأمل وشحذ الهمم كما يطالبنا السادة أبطال مجلس النواب؟
وهل لو فعلتُ ذلك، وانسحبت من وجع الوطن النازف الى داخل ذاتي، إلى لغة ترضي المسؤولين وتروي عطش البعض لكلمات المديح، هل أكون خائنا، حين ألون الكلمات وأزوقها في زمن اصبح فيه لون الدم هو الطاغي؟
يثير قلقي، كما يثير قلق الكثيرين غيري، قدرة بعض الذين يمسكون بالقلم ليسطروا كلمات دون معنى حقيقي ، دون انفعال بما يجري وكأنهم يعيشون ازهى عصور الاستقرار.
ادرك كما يدرك العديد من الزملاء ان الإعلام الحر يمثل هاجسا مقلقا لأي مسؤول حتى لو كان نزيها، فما بالك ونحن نعيش وسط غابة مليئة بالمسؤولين الفاسدين والفاشلين، الكثير منهم لم يتعود على الجدل والمناقشة، تربوا على فكرة السمع والطاعة، وبالتالي فمن المنطقي أن ينزعجوا من أي نقد، حتى لو كان حقيقياً، دائما ما نراهم يتهمون وسائل الإعلام بإثارة الفوضى وتهويل الأمور، ونراهم يريدون منا ان نتقي الله في هذا الشعب، ولا ادري، لماذا يطلب منا نحن الذين لا حول لنا ولا قوة ان نخشى الله في الناس فيما لم يطلب من الحكومة والبرلمان ان يتقوا مخافة الله في كل شيء.
المواطن يعرف قبل غيره أن ما نكتبه عنه ونكشفه هو اقل بكثير مما يدور في غرف السياسيين المغلقة، لأن الخطر اكبر من تصوراتنا والخراب أعم وأشمل، ولا يعرف أحد على وجه الدقة حجمه وأبعاده، خصوصاً أن هناك جهات سياسية تسعى لـ " لملمة" كل شيء، حالة الخراب السياسي اليوم تزيد من انتشار ظاهرة الشطارة السياسية، واعرف جيدا أننا كصحفيين نؤذن في مالطة ونحن نواجه سياسيين مصابين بالفساد والعطب، واعرف ان البعض ممن دخل السياسة يستحقون الرمي في اقرب بحر.
فمنذ أن دخلت عبارة "الديمقراطية" قاموس الحياة العراقية اليومية شاعت كلمات مثل المحسوبية والانتهازية والقتل على الهوية والطائفية وانتخبوا مختار العصر ونفذت الجهات السياسية عمليات إعدام بالجملة لكل مفاهيم الديمقراطية الحقيقية في إطار سياسة تجفيف منابع الخطر، بل إن من التشريعات الحكومية ما يجرم كل من يطلق صرخة غضب ضد الفاسدين والمدلسين والمزورين.
بالتأكيد أنا لست سعيدا بما أنا فيه، فالعالم لايزال يحتفل بأعياد الميلاد ونحن منشغلون بأخبار النائبة حنان الفتلاوي هل استقالت من دولة القانون ام لاتزال مترددة وما حقيقة " زعلها"، لأن المالكي لم يضعها في صدارة قائمته الانتخابية رغم أنها ظلت تدافع وبضراوة عن الفساد الذي ينخر جسد الحكومة، وعن صفقة الأسلحة الروسية وعن إقصاء الكفاءات، بل رأيناها تذرف الدموع لان العراقيين لم يهتفوا بحياة السيد نوري المالكي
في بلدان العالم تطورت الدولة من العشيرة إلى دولة المؤسسات،. ومن الفرد الحاكم إلى الجماعة التي تدير مصالح الناس.. انتهى زمن مقولة: البلاد تضيع بدون "قائد ضرورة"، قالها القذافي من قبل ويقولها اليوم دعاة دولة القانون.. الناس تريد ان تعرف لماذا العراق دائما فى خطر،؟ فى السلم وفي الحرب؟ لماذا يرى المسؤول نفسه مبعوث عناية من طراز فريد.
وانا اسطر الكلمات في هجاء الساسة، ليس أمامي إلا الدعاء على من سرق منا بهجة الفرح وراحة البال، وأحال أيامنا الى سلسلة متواصلة من الفواجع، كان اخرها تصريح وزير العدل حسن الشمري عن: قيام "رؤوس كبيرة" في الدولة بتسهيل هروب عناصر وقادة القاعدة من سجني أبو غريب والتاجي لتعظيم دور التنظيم في سوريا وتخويف الولايات المتحدة من النظام الذي قد يخلف الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بمشاركة القوات الأمنية المسؤولة عن حماية تلك السجون.
والان أيها السادة الذين تطالبوننا بالهدوء لا أطالبكم بدفع ثمن الخراب الذي حل بالبلاد، لكنني أدعوكم إلى الرحيل عن وجوهنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. داخل السومري

    وانا بدوري يا استاذ علي اناشد كل الذين جاؤا على ظهور الدبابات الامريكيه لو كان لديهم قلة من الشرف وذرة من حب الوطن ان يتنحوا عن مواقع التسلط ويسلموا الامور للوطنين من ابناء هذا البلد ويعودوا الى قصورهم المشيده في امريكا وبريطانيا وفرنسا وغبرها من الدول ال

  2. فادي أنس

    علي حسين يامن تلامس جرح العراق النازف, لافض فوك.

  3. حيدر الموسوي

    الاعلامي علي حسين انت ينرادلك غسلة زينة من قبل البطلة حنان الفتلاوي لتعلمك اصول الحديث ايها الصغير

  4. عبد الناصر الدليمي

    سلمت يدك أيها الأصيل, صدقت و كتبت بعفوية و وضعت يدك على جرحنا الغائر... تحياتي و اعتزازي و تقديري

  5. احمد العزاوي

    بسم الله الرحمن الرحيم لم ارى ناس حقراء واراذل مثل الشيوعين انهم خنثاء خبثاء تراهم مثل الصراصير لايرتاحون الا بالحذاء

  6. حيدر

    صاحب التعليق .. الاخير شجاب البسمله على الحذاء والمخانيث والصرصر .. ولكم عيب راح تخبلون المالكي انتم ترفعون جماعة المدى تكبس ... عراقيين ما تصير الكم ابدا من جاره وحل .. الى متى نبقى ع هذا الموال

ملحق منارات

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

العمودالثامن: شجاعة نائبات

 علي حسين إذا كنت مثلي مجبراً رغم أنفك، على سماع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه العشرات من المدونين ، يشن حملة ضد محامية ذنبها الوحيد أنها دافعت عن قانون الأحوال...
علي حسين

قناطر: الشعر هو ما يجعلنا نحلم

 طالب عبد العزيز قليلاً ما أكتب الشعر في الصيف، بل هو لا يأتيني فيه، فأنا أكره الحرَّ والشمس اللاهبة، ذلك لأنني رجل شتوي بامتياز، أحبُّ البرد والرياح القارصة والمطر والثلوج، ولا أجمل من...
طالب عبد العزيز

فلسفة الحكم في العراق

محمد حميد رشيد الحكم في العراق مبني على شعارات مجردة وفرضيات مبهمة وعواطف ملتهبة وعلى قواعد عامة لا تكفي أن تكون نظام لتسيير مؤسسة صغيرة وليست دولة كبيرة. وهناك من يقول ان الدستور هو...
محمد حميد رشيد

العراق: أحوال شخصية ام تكريس لظاهرة السلطة الموازية؟

حارث حسن واجهت معظم الدول الإسلامية الحديثة إشكالية التناقض بين مبادئ وأحكام الفقه الإسلامي (الذي يستخدم خطأً باعتباره مطابق للشريعة)، وبين المبادئ التي تقوم عليها الدولة الحديثة. يتعلق الأمر بمسألة شرعية هذه الدولة، والتي...
حارث حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram