باعترافات المنجمين من مختلف الجنسيات ، اكدوا استعانة رؤساء دول وملوك وشخصيات سياسية بخدماتهم للاطلاع على ما يخفيه المستقبل ، وحكام المنطقة العربية ، من خيرة الزبائن ويدفعون أموالا طائلة عندما تكون النبوءة تحمل بشائر المكوث في السلطة ، وضمان التأييد الشعبي ،وانعدام وجود بوادر تنفيذ انقلاب عسكري او التعرض لعملية اغتيال ، وبحلول العام الجديد ينشط عمل المنجمين والمنجمات بإصدار كتب تطبع بأعداد كبيرة للراغبين في قراءة أبراجهم ، وبصرف النظر عن صحتها فإنها تتمتع برواج واسع ، حتى أصبحت تجارة مربحة منحت الفلكيين والفلكيات شهرة تنافس نجوم المسلسلات التركية والعربية ، ومقابل شيوع الظاهرة وقف التربويون والمختصون بعلم الاجتماع ضدها بالمرصاد ، وعدوها تعبيرا للبحث عن حالات اطمئنان مفقودة لطالما اتصفت بها المنطقة العربية لخضوعها لاضطراب امني وسياسي ، فضلا عن إسهام بعض وسائل الإعلام من فضائيات ومطبوعات في ترسيخ التنجيم وقراءة الأبراج استجابة لرغبة الجمهور .
احد العاملين في صحيفة محلية أثناء اندلاع الحرب العراقية الإيرانية كلف بأعداد زاوية الأبراج ، فكان يستعين بما تنشره الصحف العربية ويقتطع منها ما يناسب المزاج العراقي في احد الأيام وبالتحديد مطلع عام 1985 منح لمواليد جميع الأبراج فرصة استقبال فرحة كبيرة تتعلق بإحلال السلام ووضع نهاية للحرب بين البلدين ، وبقدر سعادة القراء بقراءة الصحفي الفلكية فانه تعرض الى استجواب بعد ان اتصلت جهة رسمية برئيس التحرير ، وأبدت اعتراضها على ما نشر في جريدته بزاوية الأبراج وطالبت بإحالة المحرر للتحقيق ، ثم إعداد تقرير فوري وإرساله باليد لبيان الدوافع التي جعلت الصحفي يتناول قضية مهمة تتعلق بالأمن القومي بزاويته اليومية.
المحرر "خرط عنده السوك "كما يقول العراقيون عندما يتعرضون الى مفاجآت غير محسوبة ، ترافقها حالات اضطراب في ضغط الدم والتشبث بفلان وعلان لتدارك الموقف ومعالجته قبل الانتقال الى غرفة العناية المركزة في مستشفى حكومي ، أهل الرحم من المتعاطفين مع المحرر حشدوا جهود الوساطة ، وعن طريق مسؤول كبير في وزارة الإعلام يتمتع بصفة حزبية قيادية في ذلك الوقت تقرر إغلاق الملف ، واضطر المحرر لإثبات وطنيته الى الاتفاق مع رئيس التحرير على استحداث زاوية يومية ثابتة بعنوان " يوميات صنديد" يسلط فيها الضوء على بطولات الصناديد ، مستعينا بمعلومات يوفرها له مراسلو الجريدة في جبهات القتال ، لكنه وقع في خطا لا يغتفر عندما تناول في يومياته آمر لواء مضى شهر على إيداعه في المعتقل بانتظار تقديمه لمحكمة عسكرية بتهمة التقاعس في تنفيذ الواجب ، وقبل وصول استفسار من الجهات المعنية ، نشرت الجريدة في اليوم التالي تنويها بالبنط العريض يشير الى حصول سهو في اسم الضابط الذي ورد في زاوية امس ، فيما قرر المحرر التخلي عن الكتابة طالبا النقل الى قسم الأرشيف ، متفرغا لإعداد زاوية أبراج ونشرها بجريدة أخرى باسم مستعار ، وبمرور الزمن اصبح منجما مختصا بالشأن السياسي ، وهو اليوم مستعد لتقديم خدماته لمن يطلبها ، وينوي تشكيل منتدى يضم أمثاله لتقديم خدماته للمسؤولين والسياسيين قبل ان "يخرط السوك " تزامنا مع بدء العدل التنازلي لموعد إجراء الانتخابات التشريعية.
منجمون تحت الطلب
[post-views]
نشر في: 7 يناير, 2014: 09:01 م