أتدري أنت أم لا تدري، أيها السيد المهذب السمح عالي الجناب وسامي الخطاب، حسين إسماعيل الصدر.. أتدري أن القناة التلفزيونية الممولة من بيت مال مؤسستكم التي أفترض أن بعض مواردها ترد من تبرعات مؤمنين يدعمون التوجه المسالم المعتدل للمؤسسة ولسماحتكم، قد زاغت عن طريق الحق الذي اختطموه لنفسكم ولمؤسستكم ولقناة "السلام"؟
نعم، حصل هذا غير مرة، وآخرها منذ بضعة أيام عندما لم تجد قناتكم من تحاوره حواراً دستورياً غير مشعان الجبوري! كأنما البلد خلا من خبراء القانون الأكفاء والحقوقيين المتمرسين والأكاديميين الضليعين.
لا أخالك، ايها السيد المحترم، لا تعرف من يكون مشعان ركاض ضامن الجبوري.. نعم انه الارهابي (السابق!) صاحب القناة التلفزيونية التي جعلت من نفسها ناطقا باسم "المقاومة" الكاذبة، وكانت تحرّض ضد الحكومة والدولة العراقية وضد الشيعة والكرد وتشجّع على القيام بعمليات التفخيخ والتفجير، بل كانت تعلّم مشاهديها كيفية صنع المفخخات والمتفجرات، وأغلب الظن ان مئات من العراقيين الابرياء من الاطفال والنساء والرجال قد قضوا في عمليات إرهابية حظّت على ارتكابها وهللت لها تلك القناة الشيطانية.
نعم، ايها السيد الكريم حسين إسماعيل الصدر، مشعان الجبوري الذي لا يستحق أن يقترن اسمه باسمكم، هو نفسه الذي سبق وأن حكم عليه القضاء العراقي وعلى ابن له بالسجن خمس عشرة سنة بتهمة قيامهما بالاستيلاء على المبالغ المخصصة لإطعام أفواج حماية أنابيب النفط، وتورطهما في قضايا فساد مالي واداري استناداً إلى تقارير قدمتها هيئة النزاهة، ثم خرج أخيراً من القضية "مثل الشعرة من العجين".. كيف؟ لا ندري.. ما ندريه ان شريكاً لمشعان في مجال المال والاعمال، وهو نائب في مجلس النواب كان الى وقت قريب مقرباً للغاية من رئيس مجلس الوزراء، عاد بمشعان الى بغداد، وهو الذي كان مطلوباً الى البوليس الدولي (انتربول)، فرُتبت له محاكمة مُعادة، و"بُيّضت" صفحته الجنائية.. كيف؟ لا ندري أيضاً (!) مثلما لا ندري كيف حكمت عليه المحكمة الجنائية في تموز من العام 2007 بذلك الحكم وكيف أسقط مجلس النواب حصانته البرلمانية اذا كان بريئاً براءة الذئب من دم يوسف! ومثلما لا ندري أيضاً كيف تجرأ هذا الارهابي (السابق) على الاعلان عبر قناتكم عن انه سيترشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بل انه بدا واثقاً من الفوز ومن المشاركة في الحكومة المقبلة، كما لو انه حاز على شيك مفتوح من صديقه الجديد السيد نوري المالكي!
السيد حسين الصدر.. عبر قناتك التلفزيونية وجّه هذا الارهابي (السابق) الشتائم المُقذعة التي يندى لها الجبين ويخجل منها الاشراف الى الكثير من العراقيين، بل أطال لسانه أكثر ومارس شوفينية مُنكرة تجاه القومية الثانية في بلادنا، الكرد الذين وصفهم بما لا يصح اطلاقه حتى على الغجر.. نعم كل هذا عبر قناتك التي تحولت بهذا الى قناة داعية للكراهية والحرب... فكيف يحصل هذا يا سيد السلام والمحبة؟.. كيف يحصل أن تتنجس قناة "السلام"؟ .
انه لأمر لا يمكن السكوت عنه.
رسالة استنكار إلى السيد حسين الصدر
[post-views]
نشر في: 7 يناير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
علي الخزعلي
رائع استاذ عدنان - - اذا المصالح الماديه اقتضت ان تتساهل مع هذا النتن الارهاربي فالمبادي تقتضي اسقاطه ومحاكمته والتشهير به ومن يدعمه ويواليه
ابو سجاد
انا اشكرك الشكر الجزيل سيد هدنان عندما تناولت هذا الموضوع منذ فترة وليست بالقصيرة قد تحولت هذه القناة من محايدة الى منحازة واصبحت للاسف الشديد كانها قناة العراقية التي تتحدث باسم الحكومة وبرامجها قد تحولت الى برامج لم نعهدها من قبل ولقاءاتها مع شخصيات مرف