-3-
سيمون كيرتس في فيلمه (أسبوعي مع مارلين مونرو) يستعيد بواقعية مجد السينما من خلال أحد رموزها ، بعرض أحداث حقيقية عاشها (كولن كلارك) وسردها في مذكراته عن النجمة الساطعة ، وهو في هذا الفيلم يحيي السينما من خلال احد رموزها مارلين مونرو ، ولكن من خلال أحداث واقعية عاشت تفاصيلها وعاشها معها كلارك خلال تصوير فيلمها (الأميرة وفتاة الاستعراض) مع لورنس أوليفيه كما أسلفنا. التوثيق والاحتفاء بالسينما من خلال صناعها من النجوم والمخرجين تجلت بالعديد من الأفلام التي تناولت سير حياة هؤلاء بالارتباط مع عشقهم للسينما وما قاموا به من خدمات أسهمت في تطويرها، مثل فرنسيس فارمر، جوان كروفورد، هيتشكوك، ووالت ديزني وغيرهم سنقف عندها في مناسبات قادمة.
ولعل تناول مثل هذه السير سينمائيا لا يقتصر على تجربتها مع السينما والشهرة ، بل عند كامل سنوات حياتهم وتسليط الضوء على الدوافع المعلنة والمخفية التي جعلتهم يختارون طريق السينما وعن طريقهم تزجى لها التحية.
(دائما براندو ) للتونسي رضا الباهي يختار نجما استثنائيا ،مثل براندو وتجربة مفترضة تبنى عليها حكاية الفيلم.. وهو هنا غير معني بسيرة الرجل قدر عنايته به كأسطورة وحلم لأجيال جديدة تعشق السينما من خلال رموزها.
فبعد غياب طويل، يعود المخرج التونسي رضا الباهي من خلال فيلمه (دائما براندو) .وحكاية هذا الفيلم تبدأ قبل أكثر من ثمانية أعوام عندما تناقلت أخبار الدوريات الفنية مشروع عمل النجم الهوليوودي الكبير مارلون براندو تحت إدارة الباهي ، لكن وفاة براندو عطلت هذا المشروع أو على الأقل أحدثت أكثر من تغيير في كتابة السيناريو ضمن نسخته النهائية فضلا عن حكاية الفيلم التي وضعها الباهي نفسه، والتي تحوي أيضا تجربة المخرج في مسعاه لإقناع براندو بالعمل معه والذي أجهضته الوفاة المفاجئة لبراندو.
وموضوع الفيلم لا يبتعد كثيرا بأية حال عن انشغالات الباهي في أفلامه الأخرى، المتمثلة بمسألة الهوية، والعلاقة مع الآخر، والآخر في هذا الفيلم نموذجان: الإيجابي الذي جسد بعبقرية التمثيل الهوليوودية براندو الذي عرف بمواقفه المناصرة لقضايا الشعوب، والسلبي المتمثل بفريق أميركي لتصوير فيلم بإحدى القرى التونسية الذي يحدث تواجده فيها تغييراً في استقرارها وطبيعة علاقاتها، بدءاً من الشخصية الرئيسة في الفيلم أنيس (الممثل أنيس الراشي) الذي يمتلك شبهاً كبيراً بالنجم السينمائي، وهو ما يجعل فريق العمل يعرض عليه أحد أدوار الفيلم، ما يشحذ رغبته في تقمص شخصية هذا النجم والحلم بلقائه من خلال السفر إلى أميركا ، ثم نهايته المأساوية، بينما كان يحاول تحقيق حلمه في نفس الوقت الذي تنتهي فيه حياة براندو نفسه. الفيلم أيضا تحية للسينما في هذا العالم الجميل من خلال السيرة الحقيقية للمخرج نفسه. وهو ما يعيدنا إلى فيلم الإيطالي جوسيب تورناتوري (سينما باراديسو).من جهة أخرى.
احتفاء وتوثيق
[post-views]
نشر في: 8 يناير, 2014: 09:01 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...