الإلمام بالمصطلحات الحديثة التي تحكم وتتحكم بالحواسيب (الكومبيترات) والهواتف الجوالة، يرقى – دون تحفظ– على الإلمام بمفردات اللغة (السنسكريتية) التي سمعنا بها، والتي قيل إنها انقرضت، او هي في سبيلها للإنقراض لصعوبة التعامل بها، لتعقيدها وتقعور مفرداتها، قراْءة وكتابة ومكالمات.
لكن – ويا للغرابة – حلت محلها لغة أكثر تعقيدا وغموضا، للغالبية العظمى من عامة الناس_، الذين يستعملون تلك الأجهزة السحرية كل يوم، بل كل ساعة، دون أن يسبروا أغوارها.
نختار من بين آلاف المصطلحات (قبسا) لا يزيد ظلمتنا إلا ظلاما.. هاكم:
كراك، ستايلوز، دومين، للانا، سيييف، سكرول، نافي ويل، إمبيك، جي فيك، واي فاي، وايماكس، ببببز، فيد تريث، هاكرز، ميغاسايكل، - بطارية خارقة تصل قوتها إلى أربعة آلاف ميللي آمبير في الساعة. درووبوت جيت، ذاكرة وصول (4) ميغا بايت عن طريق بؤبؤ العين بدلا من بصمة الأصابع، لضمان تحقيق أعلى مستوى من الأمان والسرية والخصوصية للمستخدمين!!
تصوروا: مواصفات جديدة خارقة بجهاز لا يتجاوز مساحة راحة الكف: كاميرا رقمية، ذاكرة لألف إسم، لألف عنوان، لألف رقم، آخر ألأخبار، آخر صرعات الأزياء، أفضح الفضائح، رياضة، زراعة، تاريخ جغرافيا، خرائط، جداول إستبيان،شطرنج، كلمات متقاطعة،... إلخ. دقة الشاشة الجديدة تصل إلى (2560 × 1440) بايكسل، أما حجمها فلا يتعدى الخمس بوصات! أما شبكة ديي، فتعادل 900 ميغا هرتز، وعساك لا تغامر بالسؤال عن شبكة (أيي) فهي تعادل 1800 ميغا هرتز... منظور متطور واسع النطاق، عريض التقاطع، عالي السقف، مستشعر القرب والبعد، لأبعد ولأقرب نقطة.مصطلحات يصعب حصرها، يتعذر تعدادها.
كل هذا بكوم __ وإن شئتم ب (دوت كوم) والتقرير الذي نشرته صحيفة دير شبيغل الألمانية عن كيفية قيام وقدرة الأجهزة المتخصصة في وكالة الإستخبارات الأميركية بفض أسرار الحواسيب والهواتف حيثما كانت عبر شعاب الأرض، ووقتما ترتأي!، ورصد بالغ الدقة لأشخاص او أجهزة تضم أسرارا ومعلومات يمكن الإستفادة منها حين تستدعي الحاجة ويجد الجد..إلخ..إلخ
أقرأ هذي اللغة (السنسكريتية الجديدة) دون الإلمام بمفردة من مفرداتها الملغزة، وأمد نظري إلى حيث البؤر الساخنة عبر المعمورة، ويحرقني اللهب المتصاعد من ربوع بلدي، حيث يحتدم الصراع الضاري بين من ومن؟ للفوز بمغانم زائلة، والحظوة بموطئ قدم في أرض رخوة، تميد بأصحابها وقتما ينقر ناقر في البلاد البعيدة على مصطلح، لتأجيج اللهب كلما خمدت جذوة الجمر، لتعميد ومباركة من يتيمم بالتراب، ليصلى صلاة العصر، بدل البحث عن ماء التيمم في مجرى النهرين.
سنسكريتتا
[post-views]
نشر في: 8 يناير, 2014: 09:01 م