فضائية عراقية، تزعم انها مستقلة وحيادية، وتمويلها ذاتي من المال الحلال، وغير مدعومة من الخارج، كغيرها من نظيراتها، تناولت الاحداث في الانبار باجراء اتصالات هاتفية مع اشخاص في المحافظة، تحدثوا عن الاوضاع الانسانية الصعبة ورغبتهم في ترك المدينة والبحث عن ملاذ آمن بعد ان اختلط الحابل بالنابل، واستعانت الفضائية المعروفة بتغيير خطابها في كل ساعة لصالح جهة ضد اخرى، بمحلل سياسي، رئيس تحرير جريدة محلية تحمل اسم واحدة من اشهر الصحف اللبنانية، وبقراءة (تحليلية دقيقة واستشراف لما يحمله المستقبل من احداث واحتمالات ومتغيرات ومعطيات وتاثيرات اقليمية واخرى دولية)، شخص المحلل اسباب الكارثة العراقية برفض القوى السياسية مشروع المصالحة الوطنية المطروح من قبل الحكومة.
بعد الفاصل عاودت الفضائية الاتصال باشخاص لابداء آرائهم بمشروع المصالحة، فاجمع المتحدثون على فشل المشروع، مستفسرين عن اسباب انتشار مجاميع كبيرة من عناصر الفصائل المسلحة في معظم مدن الانبار بعد تنفيذ عملية عسكرية في الجزيرة لملاحقة التنظيمات الارهابية، اين المصالحة ؟ سؤال لطالما طرحته شخصيات سياسية، واطراف مشاركة في الحكومة، واياد علاوي زعيم ما تبقى من القائمة العراقية هو الاخر طرح السؤال اكثر من مرة، وعد تنفيذ المشروع بوابة الدخول الى استقرار الاوضاع الامنية والسياسية في العراق.
مستشارية المصالحة وفي مراجعة لمؤتمراتها السابقة، ونشاطاتها خلال العام المنصرم تحدثت عن استجابة العشرات من الفصائل المسلحة لمشروعها و"الانخراط" بالعملية السياسية ، وقوبلت اجراءاتها بهذا الشأن بترحيب ومباركة اوساط شعبية وسياسية مع تمنيات بأن تنعكس النتائج على الارض، بالحد من تنفيذ العمليات الإرهابية، وتوطيد السلم الأهلي وتشخيص الفصائل المسلحة التي ترفض "الانخراط".
منظمة عراقية معنية بتحقيق العدالة الانتقالية، شخصت الخلل في تحقيق مشروع المصالحة بحصر الملف بيد الحكومة، وترى ان الدور الرسمي في هذا الامر يقتصر على تنفيذ قرارات، تسهم في انجاح المشروع، الذي يجب ان تتولاه جهات مستقلة تمتلك الإمكانيات وحرية التحرك والاتصالات، مدعومة بتدابير قضائية وبرامج اقتصادية واجتماعية، تمهيدا لتوفير بيئة طاردة لجماعات مسلحة تتبنى الأفكار المتشددة.
المعلومات الواردة من الفلوجة تفيد بان المدينة شهدت انتشار المسلحين باعداد كبيرة، وفي لقاء متلفز اعرب رئيس مجلس انقاذ الانبار حميد الهايس عن استغرابه من تواجد الأعداد الكبيرة من المسلحين متسائلا "ما ادري منين اطلعم" وسؤال الهايس يختزل استفسارات معظم العراقيين حول التناسل السريع للجماعات المسلحة، وهل سبق لعدد منها ان "انخرط" في العملية السياسية واعلن تخليه عن السلاح استجابة لمشروع المصالحة الوطنية؟
العراقيون عبروا عن دعمهم وتاييدهم لجيشهم في القضاء على الارهاب وتنظيماته، ويتطلعون بعد ان تستعيد الانبار ومدنها امنها واستقرارها الى اجراء جرد حساب لمعرفة من" انخرط " فعلا بالعملية السياسية، للاجابة على سؤال الفضائية المستقلة الممولة ذاتيا بالمال الحلال.
حي الله المصالحة
[post-views]
نشر في: 8 يناير, 2014: 09:01 م