.. ولأنّكِ كنتِ تحبّينَ تلكّ القصيدةْ سأعيدُ كتابتَها، بعدما دخلَ الجنُّ من بابِها ليعيثوا جُنوناَ بِها. قلتِ، أنتِ: أراكَ عليّاً إلى "فوقَ"، بينا أقولُ: أنا تحتُ كيما أرى أرجلَ الفقراءَ الذينْ يجهلونَ عبورَ الشوارعِ. ..... <div s
.. ولأنّكِ كنتِ تحبّينَ تلكّ القصيدةْ
سأعيدُ كتابتَها،
بعدما دخلَ الجنُّ من بابِها
ليعيثوا جُنوناَ بِها.
قلتِ، أنتِ: أراكَ عليّاً إلى "فوقَ"،
بينا أقولُ: أنا تحتُ كيما أرى أرجلَ الفقراءَ الذينْ
يجهلونَ عبورَ الشوارعِ.
.....
.....
أندسُّ تحتَ لحافِ المشرّدِ،
أجمعُ من تحتِ أظفارهِ وسخَ العالمِ،
ثمَّ أنثرَهُ في سماءِ القصورِ الكئيبةِ.
سوفَ أعيدُ كتابتَها بلا ندمٍ.
ربّما تعرفينَ: القصائدُ تُكتبُ في دفترِ الشعرِ أكثرَ من مرّةٍ:
مرةً: صورةً تتظهّرُ في عَدَساتِ اللغاتْ
وثانيةً: في تآويلِ من يستطيعُ
وثالثةَ: عندما يخرج الطقسُ عن سطره المدلهمِّ،
ورابعةً: كاعترافِ الوحيدِ الذي يتلعثمُ عندَ هديرِ الجموعِ.
وخامسةً: تتجاوزُ ما تقتضيه شروطُ القصيدةْ.
سأعيدُ كتابتها بالّذي يصلُ الأرضَ بالأرضِ والصوتَ بالصمتِ
والروحَ بالحبرِ،
بالحشرجاتِ التي تسبقُ الموتَ:
إنَّ كتابةَ بيتٍ من الشعرِ تعني الدخولَ بمختبراتِ الأعاصيرِ،
حيث السماءُ مبقعةٌ إثرَ ما نزفتْ نجمةٌ من دماءْ.
.......
.......
أنْ أُعيدَ كتابةَ بيتٍ من الشعرِ يعني استعادةَ موتٍ مشوبٍ ببهجةِ من سيطير خفيضاَ ليسقط بعد جناحٍ ونصف جناحِ،
فلا أثرٌ من أعاصيرَ أمسِ
وتختلطُ الصورةُ المستقرّةُ بالحركةْ،
ويعودُ الطباقُ جناساً ويصير الجناسُ اختلافْ.
سأعيد كتابةَ تلكَ القصيدةِ من أجلكِ، أنتِ، من أجلِنا،
ربّما يتواشجُ شيءٌ من الفرحِ الداخليِّ مع النومِ، نوميَ،
فوقَ مخدّةِ ذاكَ النعاسِ الذي تعرفينَ،
في سريرِ الكلامِ الدفينْ.
......
......
سأعيدُ كتابتَها..
مثلَما ترْغَبينْ.