TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شبابيك: كارثة اسمها التعليم

شبابيك: كارثة اسمها التعليم

نشر في: 14 نوفمبر, 2009: 06:24 م

عبد الزهرة المنشداويأكثر من مواطن لديهم أطفال صغار في مدارسنا الابتدائية يشكون من ضعف في أدائهم سواء في منهاج القراءة او الكتابة او منهاج الحساب. البعض من أولياء الأمور يعزون ذلك الى طريقة التعليم المعتمدة في القراءة والتي كانت تنبني على تهجئة الحروف ومن ثم قراءة الكلمة بترتيب حروفها ودمجها،
 اما الطريقة الحديثة والتي اعتمدت على تعلم الكلمة مباشرة من خلال لفظها وكتابتها، يعتقدون انها أثبتت فشلها. والكثير من طلبة الدراسة الابتدائية يصلون الى صفوف متقدمة في هذه المرحلة لكنهم يعجزون عن قراءة الكلمة ناهيك عن الجملة التي ترد في كتاب. هذه المشكلة لم تكن بارزة عند الأجيال التي اعتمد فيها تعلم الحرف ومن ثم الانتقال الى الكلمة، ودليلنا على ذلك ان طالب الدراسة الابتدائية ربما كان يستطيع قراءة صحيفة وهو في مقعد المرحلة الثالثة. هذا السبب ليس الوحيد الذي يمكن ان نعزو له التخلف في هذه المرحلة التي تعتبر من المراحل المهمة في حياة الطفل، اذ ان الدراسة وبجميع مراحلها تعاني خللا رافقها منذ عشرات السنين كان من اسبابه الظروف الصعبة التي مر بها العراق والتي أدت الى تخلفه عن بقية البلدان في اكثر من مضمار وليس التعليم وحده. ما زالت التجهيزات المدرسية وأثاثها أضافت عدم تطور الكادر التدريسي،في هذا الجانب نذكر ان هناك سنة من السنوات كان اغلب معلمي المدارس الابتدائية هم من الذين تم اختيارهم من مرحلة التعليم الإلزامي التي مورست آنذاك، وتدرجوا ليصبحوا معلمين مع اننا نعرف خطورة دور المعلم باعتباره النموذج الذي يمثل الغاية في الثقافة والتربية والسلوك والحس الوطني والإنساني الذي يجب السير على منواله. هذا النموذج يكاد يفتقده التلميذ الصغير في مدرسته، المعلم هو المثال المتجسد أمامه لذلك يسعى الى تقليده في كل شيء في السلوك والهيئة والحديث والسمو الروحي، اما الجانب الآخر في المجال التربوي فان فلسفتنا في هذا الجانب لا تزال دون الطموح لعدم مواكبتها التغييرات التي رافقت التعليم وبكافة مستوياته. عصرنا عصر علم وتقنيات كانت في يوم من الأيام أحلاماً بعيدة عن الواقع المعيش. لكنها وبفضل العلم تجسدت وصرنا عبر وسائل الإعلام نتصل بأقصى الجهات، وبلمح البصر.بفضل العلم والتعلم صار الألم اخف والجوع اقل والفقر اكثر انحسارا مما كان عليه في السابق. شبكة الاتصالات وأجهزة الحسابات تنوعت واتت بعصر جديد غير عصر (القلم والدفتر) الذي كان السلاح الوحيد للتعليم، مدارسنا ما زالت متشبثة بقلم (الرصاص) كما اعتدنا ان نطلق هذا الاسم على القلم. ما زلنا ندع أجهزة الكمبيوتر التي صارت من وسائل التعليم الحديثة ونعتمد لوحة الكتابة السوداء (السبورة)، ما زالت هناك مدارس لا توفر للتلميذ الأجواء المناسبة للتعليم بسبب اعتمادها على مادة الطين في بناء صفوفها وحتى المدارس المبنية بالطابوق ليس بأفضل حال فهي الأخرى بلا أجواء تدفع التلميذ الصغير للتكيف معها بسبب نقصها الى العديد من الوسائل الضرورية، فلا ساحة نظيفة ولا حديقة لمساعدة التلميذ على التريض فيها أوقات الفرص ما بين الدروس.هناك تلاميذ في مدارس العاصمة بغداد لا يزالون يجلسون على الأرض وهم يتلقون الدرس. المعلم من زحمة الصف لا يستطيع إيصال ما يريد إيصاله بسبب عدم سيطرته على الحشود المتراصة اكثر مما يجب في الصف الواحد هناك الكثير، ولكن المتسع قليل لذكره. نحن في تعليمنا نعطي اللغة والتاريخ اكثر مما نعطي من وقت لدروس الصحة والعلوم التي أصبحت من أهم الأمور في هذا العصر. ما نتمناه ان يعاد النظر في استراتيجية التعليم لدينا. ان يكون الاهتمام اكثر في تجهز المدارس بما يلائم طريقة التعليم الحديث في بريطانيا نفسها، فطفلنا ليس اقل قيمة من نظيره هناك.صغارنا يمكن وصفهم بالثروة التي يجب ان يستفاد منها في بلدها ولا نتركهم على قارعة الطريق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram