TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > صحافة عالمية: كل شيء كان سياسيّاً

صحافة عالمية: كل شيء كان سياسيّاً

نشر في: 10 يناير, 2014: 09:01 م

وزير الدفاع الأسبق في حكومة باراك أوباما يعنّف رئيسه مذكرات روبرت غيتس . . حافظ دائماً على ما هو سرّي. كتب روبرت غيتس، السياسي المحنك في واشنطن والذي شغل منصب وزير الدفاع في الولاية الثانية لجورج دبليو بوش وبقي يشغل المنصب ذاته في الولاية الأولى لب

وزير الدفاع الأسبق في حكومة باراك أوباما يعنّف رئيسه

مذكرات روبرت غيتس . .

حافظ دائماً على ما هو سرّي. كتب روبرت غيتس، السياسي المحنك في واشنطن والذي شغل منصب وزير الدفاع في الولاية الثانية لجورج دبليو بوش وبقي يشغل المنصب ذاته في الولاية الأولى لباراك أوباما، مذكرات ناريّة تتناقض وصيته بكونه لاعباً فعالاً مبهماً وهادئاً وسط الأزمات (حتى إنّ فريق أوباما أسماه "يودا"، بعد شخصية القائد الجدي في فيلم "حرب النجوم").
كشخصية نادرة مؤيّدة من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي في عاصمة مستقطبة من كليهما؛ شخصية رجل عمل لصالح ثمان رؤساء في حينها، فإنّ السيد غيتس أذهل واشنطن بإفصاحه عن العواطف التي تقبع تحت وجهه المعدنيّ الخالي من التعابير. إنّه يفصح عن كراهية حقيقية للكونغرس (إنّه يرى بأنّ معظمهم هم أعضاء محدوديّ التفكير، غير مؤهلين، فظين، انفعاليين إزاء الانتقادات، نفعيين، ومنافقين). يتحدّث عن جلسات الاستماع في الكونغرس قائلاً بأنّها تحولت إلى محاكم شعبيّة، لا تراعى فيها القوانين، من قبل أعضاء "هم في حالة دائمة من الغضب". وفي نفس الوقت، يعترف السيد غيتس، الذي كان رئيساً لوكالة المخابرات المركزية، "سي آي أي"، خلال فترة رئاسة جورج بوش الأب، بالحزن المنهـِك الذي شعر به إزاء خسائر الجيش.
كتابه المعنّون، ببساطة، "واجب" (Duty)، يظهر ازدراءً للعديد ممن هم في دائرة السيد أوباما الداخلية. ازدراء من نوع خاص يُفرَد لنائب الرئيس جو بايدن، والذي كان "على خطأ تقريباً في كل ما يخص السياسة الخارجية الكبرى وفي كل قضية تخص الأمن الوطني خلال العقود الأربعة الماضية". ويُطرَد معاونو أوباما المقرّبين من دائرة الأهمية والجدارة، كونهم قليلو خبرة، عدائيون، مشبوهون، ومسربو أسرار. يقول بأنّ "فريق أوباما" يميل إلى إدارة الرقابة الدقيقة في ما يخص الأمن الوطني أكثر من أيّ حكومة وصلت إلى البيت الأبيض كان هو قد عاصرها "منذ أن حكم ريتشارد نيكسون وهنري كيسنجر المجثم". مكتويّاً ومذهولاً مما شعر بأنّه كان وعوداً مخروقة تتعلّق بمصاريف الدفاع وبمثليين في الجيش، يحتجّ السيد غيتس: " إنّ الاتفاقات مع حكومة أوباما في البيت الأبيض كانت جيدة طالما أنّها كانت مريحة سياسياً".
لكنّ المؤرخين ربما يرون اهتماماً أعظم بصورة غيتس الحزينة أكثر منها تلك الغاضبة على السيد أوباما، الرجل الذي يصغر سيده بـ 18 عاماً. يزعم صقور السياسة الخارجية الجمهوريون، مثل السيناتور ليندسي غراهام من "ساوث كارولينا"، بأنّ كتاب السيد غيتس هو دليل على إنّ السيد أوباما سبّب خراباً من العراق إلى سوريا بتجاهله الجيش ورفضه القيادة.
إنّ مهمّة الكتاب أكثر مكراً من ذلك. السيد غيتس يصف رئيساً مستعدّاً لأن يتجاوز مستشاريه السياسيين ويأخذ قراراتٍ صعبة، كما في اندفاعته العسكرية عام 2009 في أفغانستان. لكن حسب قول السيد غيتس، فإنّ السيد أوباما متردد بشكل غريب لاتخاذ هذه القرارات. الجراحة العسكرية الأفغانية تُعد نقطة نهاية منطقية لسير عملية شهدت ظفر السيد أوباما بالبيت الأبيض كمعارض لحرب العراق "السيئة"، ومُشيداً بحرب أفغانستان "الجيدة". كان على السيد أوباما أن يخرج بخطة للفوز، معلناً أفغانستان حرب ضرورة ومحلّلاً خياراته لأشهر. إلا إنّ وزير الدفاع انتابه الشكّ فيما إذا كان قلب السيد أوباما مع ذلك. وهو يصف لقاء عام 2011 الضائع بضوضاء مجادلات مع الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، و بالإيجازات غير النافعة المقدّمة من قبل الجنرال ديفد بيترايوس، وهو القائد العسكري في أفغانستان وقت ذاك. السيد غيتس يستذكر: "إنّ الرئيس لا يثق بقائده العسكريّ، ولا يدعم كرزاي، ولا يؤمن باستراتيجيته هو، ولا يعتبر أنّ الحرب حربه. بالنسبة له، إنّ كل شيء يتعلق بالانسحاب".
السيد غيتس يجد بعض أوجه التشابه بين السيد بوش والسيد أوباما، واصفاً كليهما بأنّهما مكتفيان بذاتهما، منعزلان، ومتغطرسان، مع أعضاء في الكونغرس أو مع قادة أجانب من المحتمل أنّهم حلفاء، بشكل يُحدث ضرراً. وكشخص واقعيّ، كما يعلن السيد غيتس نفسه، وشكوكي حيال جدوى القوة العسكرية، فمن الممكن القول بأنّه الأقرب إلى نظرة أوباما الاستيراتيجية. لكنّه لا يستطيع إخفاء خيبة أمله بقائد يأتي كمراقب لا صلة له بسياسته الخارجية. "اعتقد بأنّ السيد أوباما فعل أشياء صحيحة فيما يتعلقّ بالأمن الوطني" يكتب غيتس "لكن كل شيء يأتي على نحوٍ محسوب سياسياً". الرئيس كسب احترام السيد غيتس، الجمهوري الاستثنائي في "فريق أوباما"، لكنّه، وكما يبدو، لم يكسب ودّه مطلقاً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

اغتيال مسؤول إيراني رفيع بهجوم مسلح

إغلاق حساب باسم يوسف على "إكس" بسبب تغريدة.. ماذا قال فيها؟

صحيفة بريطانية: قائد اركان الجيش الأمريكي يزور دولتين عربيتين لاقامة "تحالف" ضد ايران

العالم يتنبأ بندرته.. كيف سيكون مستقبل "الذهب الازرق" في كوكبنا؟

حزب الله يشن هجوما "واسعا" وإسرائيل تتوعد

مقالات ذات صلة

صواريخ حزب الله تنتقم لشكر وطائرات إسرائيل ترد بعنف.. التصعيد قادم؟!

صواريخ حزب الله تنتقم لشكر وطائرات إسرائيل ترد بعنف.. التصعيد قادم؟!

متابعة / المدى أعلن حزب الله أنه أنهى بنجاح المرحلة الأولى من الرد على اغتيال القيادي العسكري بالحزب فؤاد شكر، كما أكدت مصادر إسرائيلية أن العملية من جانب إسرائيل قد انتهت.التصعيد الجديد غير المسبوق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram