TOP

جريدة المدى > عام > تجارب كوديلكا الفوتوغرافية ..بالأسود و الأبيض من أوائل الستينات

تجارب كوديلكا الفوتوغرافية ..بالأسود و الأبيض من أوائل الستينات

نشر في: 11 يناير, 2014: 09:01 م

كان المصور التشيكي جوزيف كوديلكا، يبدو بلحيته و شعره البري الأبيض، و هو مرتدٍ قميصاً زيتونياً فاتحاً، و سترة قتالية، أشبه ببابا نويل حرب عصابات. و قد حصره الصحافيون، بكاميراتهم و هواتفهم، في زاوية من معرضه الشخصي في جلسة أسئلة و أجوبة تحدث فيها عن مش

كان المصور التشيكي جوزيف كوديلكا، يبدو بلحيته و شعره البري الأبيض، و هو مرتدٍ قميصاً زيتونياً فاتحاً، و سترة قتالية، أشبه ببابا نويل حرب عصابات. و قد حصره الصحافيون، بكاميراتهم و هواتفهم، في زاوية من معرضه الشخصي في جلسة أسئلة و أجوبة تحدث فيها عن مشاعره نحو الناس، و الموسيقى، و الطابع المسرحي للحياة، و التصوير الفوتوغرافي. كما عبّر فيها عن غضبه الدائم على المظالم و أنظمة الحكم المستبدة ذات التاريخ الطويل من قمع الناس و ثقافتهم الوطنية.
و يغطي معرض كوديلكا الاستعادي المقام في المتحف الوطني للفن الحديث في طوكيو حتى أواسط كانون الثاني، تجارب المصور الفوتوغرافي بالأسود و الأبيض من أوائل ستينات القرن الماضي من خلال سلسلة " الغجر Gypsies " و عمل الصحافة الصورية المتميز بشأن الهجمة السوفييتية في موطنه في عام 1968. و يستمر ذلك حتى آخر عمل منظري له في شكل بانورامي.
و كشخص متلائم يعتبر نفسه جوَّالاً و منفياً ( و نصيحته الوحيدة للمصورين الشباب " أن يشتروا حذاءً جيداً " )، فإن عمل كوديلكا قد تنقّل هنا و هناك في الشكل و النوع في مسيرته المهنية على مدى أكثر من نصف قرن. فهناك التشكّل الفعال الدراماتيكي للّقطات الفوتوغرافية التي تسجل لحظات حاسمة، و لكن أيضاً ما يذكّر بالتصوير الساكن المبعَد لفوتوغراف أوغست ساندر الوثائقي ــ اللذين يقارَنان معاً بالمنظر الطبيعي الواسع النطاق و غير المأهول عموماً في السنوات الأخيرة.
و في الوقت الذي يوفر فيه هذا المعرض البارز، الذي  يتضمن أكثر من 300 صورة، خبرةً بصرية كثيفة في التصوير بطرق مختلفة يمكن استخدامها، فإن غالبية الصور يغلب عليها الثقل و عتمة الأماكن الضيقة.
و لقد كانت الدراما جزءاً مهماً من العمل التصويري المبكر لكوديلكا : لأنه، بالمعنى الحرفي، اشتغل لمجلة مسرحية في الستينات، مبدعاً صوراً مؤثرة، لكن أيضاً لأن العمل المسرحي كان موجوداً، و ما يزال، بشكل عميق في الرؤية العالمية للمصور. و يتمثل هذا في تغطيته لبعض أحداث الغزو السوفييتي لتشيكوسلوفاكيا عام 1968، و في إنجازه سلسلة صور " الغجر "، وكان يعمل آنذاك مصوراً مسرحياً، و قد وصف كوديلكا عمله ذاك بـ " مسرح الواقع ".
و من خلال التركيب الديناميكي و المجاوَرة juxtaposition  ، يتحدّانا عمل كوديلكا في أن نستطيع التفريق بين المشهد و الواقع، و بينما لا توجد هناك إشارة فعلية بأن لأحدهما أفضلية على الآخر، فهذا ليس بالأمر المساوي لإنكار الواقع الذي يميّز ما بعد الحداثة. و كما يعبّر هو عن ذلك، " فإنك تشكّل العالم بمحدِّد نظرك، لكن العالم، في الوقت نفسه، يشكّلك. "
و من ناحيةٍ، فإن كوديلكا لا يريدنا أن نُصبح مستريحين جداً لأعماله كبيانات حاسمة. و بدلاً من ذلك، نجده يقطع الأجسام في الصور بشكلٍ حاد؛ فغالباً ما نرى الأشخاص مقطوعين من الركبة أو رسغ القدم، مفصولين بصرياً و مجازياً عن الأرض. بكلمات أخرى، تبرز أذرع و سيقان مفصولة داخل حيّز الصورة الفوتوغرافية، جاعلةً المشاهد سريالية و تذكرنا بأنه مهما كان التكوين متماسكاً، فإننا لا يمكننا أبداً أن نرى بالكامل صورة ما يجري في الواقع.
 عن: The Japan Times

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram