تواجه المعمارية العراقية المقيمة في لندن "زها حديد" دعوات لإعادة النظر من جديد بأحدث تصميمين لها مؤخراً ،أحدهما ضخم يشبه خوذة راكب دراجة مستقبلي تمتد عبر موقعه في طوكيو بامتداد ديناميكي هوائي ، والآخر يقال إنه يشبه فرج المرأة وهو يرتفع من الصحراء الق
تواجه المعمارية العراقية المقيمة في لندن "زها حديد" دعوات لإعادة النظر من جديد بأحدث تصميمين لها مؤخراً ،أحدهما ضخم يشبه خوذة راكب دراجة مستقبلي تمتد عبر موقعه في طوكيو بامتداد ديناميكي هوائي ، والآخر يقال إنه يشبه فرج المرأة وهو يرتفع من الصحراء القطرية بانتفاخ مهبلي، حسب صحيفة الغارديان.
وقد رضخ مسؤولو الرياضة في اليابان للنقد المتنامي ضد مخطط حديد لتصميم الملعب الأولمبي في طوكيو 2020 بدعوى أنه في منتهى الضخامة والكلفة العالية قائلين بأنهم سوف يقلصون التصميم إلى الربع.
ويضم مكان الجلوس 80000 متفرج جرى تخطيطه للموقع الحالي للملعب الوطني الذي يضم 48000 متفرج و الذي تم إنشاؤه عام 1958 ووصفته "حديد" كونه "خفيفا ومتماسكاً" وهيكله يكون جسراً ديناميكياً " يخلق رحلة جديدة مثيرة للجمهور". .
لكن التصميم قوبل بالضجة من قبل جماعة من المعماريين اليابانيين الذين شكوا بأنه غير حساس بمحيطه وهو يبدو مرتفعاً 70 متراً فوق منطقة من البنايات والباركات ذات الارتفاع المنخفض في غرب المدينة قريبة من معبد ميجي الذي يرتفع 15 متراً ويعد حداً أقصى.
وهذه الجماعة تضم 100 معماري يقودهم "فوموهيكي ميكي" – 85 سنة- الحائز على جائزة "برتسكر".
واستجابةً لهذا الضغط المتنامي أعلن مجلس الرياضة الياباني بأنه سينقص فضاء الأرضية إلى 220000 متر مربع ويقلل الميزانية إلى 180 بليون ين ياباني والتي هي تقريباً أعلى 40% من التخمينات الأولية للحكومة بالنسبة للملعب الجديد.
ويعكس المشروع بمقياسه الطموح صدى مخططات "حديد" للمركز المائي لأولمبياد لندن 2012 الذي كان يقصد به أصلاً أن يتكون من بنايتين ضعف الحجم تتموجان على طول حافة الميدان الأولمبي مثل زوج من سمك الراي اللسّاع.
وقد جاءت الأخبار من طوكيو بينما كانت "حديد" مجبرة على الرد على المزاعم التي تدّعي بأن تصميمها لملعب الوكرة في قطر لمونديال 2022 منشأ على صورة العضو الأنثوي بعد أن انتشرت صور الملعب الأسبوع الماضي.
تصرّ المعمارية حديد على أن الأسطح المنتفخة للمشروع التي تتوزع على طول السقف كي تؤطر الفتحة المركزية البيضوية قد استلهمتها من أشرعة القوارب البحرية المحلية ،لكن الآخرين سخروا من تشابهاتها الشفيّة.
ووضعت صحيفة "ديلي شو" صوراً للملعب وقد نبتت فيه غابة من زغب الشعر واصفة حديد بكونها "جورجيا أوكيفي" الأشياء التي بإمكانك السير داخلها" وأرسلت مراسلها الرياضي كي يعثر على "مقصورة التغطية الصحفية" البظرية لكن دون فائدة!
كما وصف موقع "جيزيبل" النسوي:" أي شخص واع يدرك بسرعة أن البناء يشبه بالضبط فرجاً ضخماً".
كان رد الفعل في الدوحة صامتاً ،إذ أنّ البرج الشبيه بالصمام الذي صممه "جان نوفل" ما زال يعانق السماء، لكن من غير المحتمل أنّ شكل الملعب سيسرّ جيران البلد الأكثر تشدداً.
والجدير بالذكر أنه في عام 2011 وقف أحد رجال الدين السعوديين المدعو الشيخ محمد الشرهاني ضد خطط لمشروع مطار الملك عبد العزيز الجديد بالقرب من "جدة" متهماً بوجود "مؤامرة غربية" لجعل البناء يشبه شكل جسد المرأة المنبطحة ويلوح فوقها برج يشبه القضيب وتحته " تتحرك طائرة بمسار يشبه حركة الحيمن".
ولم يكن لزها حديد الوقت للردّ على مثل هذه المقارنات الفاسقة.
وقد صرّحت لمجلة "تايم" قائلة:" من المخجل أنهم يظهرون مثل هذا الهراء. ما هذا الذي يقولونه؟ هل كل شيء فيه ثقب يشبه الفرج؟ هذا أمر سخيف".
توصف زها حديد كونها ملكة المنحنيات وساحرة الأشكال الخيالية وأصبحت ماركة عالمية مطلوبة دائماً وهي تنقط العالم بمنشآتها البيض المتموجة من أبو ظبي إلى أذربيجان. لقد حولت يديها لكل شيء من تخطيطات المدن المدوّمة والأحذية المجربة إلى الجواهر المثلمة واليخوت الكبيرة المبهرجة. لكن النجاح لم يكن دائماً يأتي بسهولة.
ولدت في بغداد عام 1950 ودرست الرياضيات في بيروت قبل أن تتمرن كمعمارية في الجمعية المعمارية في لندن. وبعد أن كان يصرف النظر عنها طويلاً كونها "معمارية على الورق" حالمة إلا أن عملها المبكر نشأ من اللوحات الدينامية ذات المنظور المنحرف والهندسة المهشمة التي استلهمتها من الأشكال المتشظية للمذهب الإنشائي الروسي. كانت أول بناية صممتها هي محطة حريق صغيرة في ألمانيا بنيت عام 1994 التي كانت لها جدران ملتوية وسلالم ذات زوايا من الصعب على عمال مكافحة الحرائق الوقوف عليها. وظلت هي بنايتها الوحيدة لعقد كامل حتى منتصف سنة 2000 حين انهالت عليها العروض من مركز بي أم دبيلو في لايبزج إلى دار أوبرا جوانتسو في الصين.
و"حديد" أول امرأة تفوز بجائزة "برتسكر" العالمية التي تعد بمثابة نوبل العمارة عام 2004 وفازت مرتين بجائزة "ريبا سترلينغ" عن تصميمها لمركز ماكسي الفني في روما وأكاديمية أيفلين غريس في لندن. تعداد كادر العمل لديها 400 شخص يعملون في مشاريع لأكثر من 40 بلداً بضمنها البنك المركزي وبناية البرلمان الجديدة في العراق.