TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عوائل الفلوجة تعدّ الطعام للجيش العراقي

عوائل الفلوجة تعدّ الطعام للجيش العراقي

نشر في: 11 يناير, 2014: 09:01 م

لا أخفي قلقي مع عائلتي على سلامة ولدي علي الذي يشارك القوات العسكرية في تحرير أهلنا في الرمادي من سيطرة إرهابيي داعش والقاعدة اللذين ابتليت بهما هذه المدينة العراقية المعروفة بمواقفها الوطنية المشرفة على مر التاريخ، لكن ذلك القلق زال في اتصال هاتفي مع ولدي بالأمس الذي أكد لي على سلامته وسلامة إخوته من قوات الجيش العراقي ،وما أفرحني أكثر هو تعاملهم الإنساني من أبناء جلدتهم في منطقة الكرمة الذين يقومون بتمشيطها من أوكار الإرهابيين الذين سيطروا على مقدرات أهلها بلغة الموت والبطش،وأكد علي في الاتصال أن أهالي الكرمة التابعة لقضاء الفلوجة يعدون الطعام لقوات الجيش وسط ترحيبهم وفرحتهم برحيل الإرهابيين من مدينتهم.
هذا هو شعبنا الذي نعرفه ،وهؤلاء هم أحفاد الشيخ ضاري الذي قام بقتل القائد الإنكليزي جيرارد لجمن وقيام العشائر بمشاركة بقية العشائر العراقية في ثورة العشرين ،وفي عام   عام 1941 حاولت القوات البريطانية السيطرة على المدينة المنتفضة إثر حركة مايس لكنها واجهت دفاعا مستبسلا وشرسا من أهلها وهزمت تلك القوات على حدود مدينة الفلوجة البطلة ،ومن ينسى انتفاضتها عام 1990 ضد الديكتاتور بقيادة اللواء الطيار الشهيد محمد مظلوم الدليمي  الذي ضرب مثلا رائعا في البطولة والاستشهاد،لكن الطاغية لم يحترم كلمته لشيوخ ووجهاء الرمادي الذين ناشدوه إطلاق سراحه فقام بإرساله لهم داخل نعش،فثارت الفلوجة بعشائرها حين سمعت الخبر وقام الطاغية بإعدام العديد منهم وزجّ المنتفضين بالسجون،ومن لا ينصف هذه المدينة أثناء مقاومتها الاحتلال الأمريكي وهي سارية للفخر والتباهي في ذلك الموقف الكبير،ومن يتجاهل موقفهم  الذي يدل على صدق المشاعر ولحمة العراقي لأخيه العراقي حين هبّت الفلوجة بأهلها لمد يد العون لإخوتهم في محافظتي ميسان وواسط الذين شردتهم فيضانات العام الماضي،على الرغم من أصوات الفتنة والتفرقة التي ترسلها بعض الجهات السياسية التي تتعكز على الطائفية في إدامة وجودها ،نعم هؤلاء أهلنا الأصلاء لم يهادنوا داعش وأمراء الفتنة والقتل ،بل ساندوا ودعموا قواتهم الأمنية ضد  الدخلاء على البلد ،الذين يحاولون جرّه إلى الفتنة وأهوالها.
مدينة (الـ550)جامعاً تحتضن اليوم ببيوتها وبالتحديد في منطقة الكرمة العديد من أفراد الجيش العراقي وتؤازرهم للقضاء على جميع الإرهابيين ،فتحيةً لعشائر الرمادي جميعا ولأهل الكرمة وهم يشحذون الهمم لتخليص مدنهم من الارهابيين،ونقول، تباً لكل من يحاول أن يحلّق بأجنحة الفتنة عالياً تحت مسميات طارئة وضيّقة على شعبنا الذي لم ولن  يساوم على عراقيته دائماً وأبداً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الطبيب أنور وصاحب "ألوان"

العمود الثامن: إخجلوا !!

العمود الثامن: رايات وولاءات

الغاز الإيراني و الفرصة التاريخية

قناطر: قبورنا التي تلتهمنا

العمود الثامن: رايات وولاءات

 علي حسين ينقسم العراق الجديد إلى قسمين: واحد يعشق الأحزاب ويهيم غراماً بزعمائها الذين انتفخت جيبوبهم وأرصدتهم بعد عام 2003، وآخر يعشق العراق ويرفض أن يُدجّن، ويحتقر الطائفية المهيمنة على مقدّرات البلاد. وهناك...
علي حسين

قناطر: قمة بغداد العربية. . معادلة البقاء والزوال

طالب عبد العزيز هل ستحلُّ قمة بغداد العربية مشاكل الامة؟ وما فائدة العراق منها؟ عشرات الأسئلة ستطرح أثناء وبعد مغادرة الملوك والرؤساء العرب، لكنَّ السؤال الأهم والأولى يكمن في قولنا: هل بات العراق -مع...
طالب عبد العزيز

لنستفد من الصين بذكاء.. لا بانشاء جامعة متخصصة

محمد الربيعي* في خضم التطلعات نحو تطوير التعليم العالي في العراق ومواكبة التطورات العلمية العالمية، برزت دعوة من وزير التعليم العالي والبحث العلمي لتاسيس جامعة عراقية صينية متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية...
د. محمد الربيعي

قمة بغداد 2025 وإشكالية تفعيل النظام العربي المشترك: بين رمزية الانعقاد وحدود التأثير

محمد علي الحيدري تمثل قمة بغداد الرابعة والثلاثون التي انعقدت في 16 أيار/مايو 2025 محطة مهمة في مسار العمل العربي المشترك، ليس فقط من حيث انعقادها في عاصمة عربية أنهكتها الحروب والاحتلال والتدخلات لعقود،...
محمد علي الحيدري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram