اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المدى تتحرى عن الاسباب والدوافع مع عوائلهم..مشاهد وحكايا مؤلمة مع أمهات وشقيقات وآباء الإرهابيين

المدى تتحرى عن الاسباب والدوافع مع عوائلهم..مشاهد وحكايا مؤلمة مع أمهات وشقيقات وآباء الإرهابيين

نشر في: 11 يناير, 2014: 09:01 م

تمكنت الأجهزة الأمنية في الفترة الأخيرة من اعتقال عدد من المشتبه بهم في التفجيرات الأخيرة التي وقعت في مدن العراق ومحيطها، ومع أن المسؤولية الملقاة على السلطات الأمنية تعد بالغة الأهمية وذلك من خلال واجباتها تعقب نشاطات هؤلاء الإرهابيين الذين أدت أعم

تمكنت الأجهزة الأمنية في الفترة الأخيرة من اعتقال عدد من المشتبه بهم في التفجيرات الأخيرة التي وقعت في مدن العراق ومحيطها، ومع أن المسؤولية الملقاة على السلطات الأمنية تعد بالغة الأهمية وذلك من خلال واجباتها تعقب نشاطات هؤلاء الإرهابيين الذين أدت أعمالهم الإجرامية إلى قتل الأبرياء وترويع الآمنين، فهناك مسؤولية أخرى قليلاً ما يهتم الإعلام بها وهي مسؤولية الأهل والعائلة عن خروج هؤلاء الشباب المضللين عن الطريق السوي ودخولهم في عالم هذه النشاطات الإرهابية .
رأي القوات الأمنية
العقيد ( ن – ف ) تحدث للمدى عن دور الأم ومسؤولية التربية المنزلية في حشو عقول هؤلاء الشبان بالأفكار الفاسدة .
وكذلك سألنا خبيراً في وزارة الداخلية يتابع التحقيقات مع الإرهابيين عن رأيه في الأسباب التي تدفع شاباً إلى طريق الإرهاب مع أن ظروف نشأته وعائلته تبدو عادية وطبيعية ، تحدث عن مسؤولية ودور السياسيين والإعلاميين والمثقفين ورجال الدين عن تكوين الفكر الإرهابي المتطرف، وعلى الرغم من صحة الكثير من تلك الآراء ومسؤولية تلك الفئات إلا أن تلك القائمة خلت من فئة مهمة لم يشر إليها على الرغم من أهميتها بل وتعد عاملاً أساسياً في ظهور الإرهابيين ،هذه المجموعة تضم أمهات وزوجات وأخوات الشباب الذين ابتلوا بهذه الأفكار الإرهابية الضالة.
لقاء ليس بالسهل
كانت بداية لقائنا مع والدة الهارب من وجه العدالة ( أ – ب ) ،ولم يكن اللقاء معها بالأمر السهل , ففي المحاولة الأولى للاتصال هاتفياً بغية سؤالها عن تحديد موعد للقائها والتحدث معها في منزلها , للأسف لم تعطنا أي فرصة وأغلقت الجهاز، وفي المحاولة الثانية كانت والدته أهدأ من المرة الأولى , لكن خوفنا من أن تقوم بإغلاق الجهاز جعلنا نبادر  بسرعة إلى السؤال عن ولدها فأجابت بانفعال لا ندري أين هو ولا نعلم أي شيء عن أخباره وليست بيننا أي وسيلة اتصال ،فمنذ ثلاثة أو أربعة أعوام لا نعلم هل هو في (بير أو في بطن بعير) , ثم أغلقت الجهاز .وفي المحاولة الأخيرة ازداد غضبها وهي تقول لنا : حرام عليكم ارحمونا أنا إنسانة مريضة ولا أملك أية معلومات وأنتم أدرى به منا !
قصته مع الإرهاب
وكانت علاقة ( أ – ب ) مع الإرهاب قد بدأت عندما كان في السابعة عشرة من عمرة , حيث ترك مقاعد الدراسة واتجه إلى إحدى دول الجوار ،التي كان يتردد عليها في فترات متقطعة للقتال مع الجماعة المسلحة ولم تطل إقامته في تلك الدولة ليعود إلى بغداد  ليتم القبض عليه وتمت محاكمته وسجنه ،وفور هروبه من السجن أصبح في خبر كان !
اللقاء الثاني جمعنا بشقيقة ( ج – أ ) الذي قتل في اشتباك مع القوات الأمنية  ، عندما كان يروم تفجير نفسه  لحظة إعداد هذا الموضوع في المجلة وشقيقته تكنى بأم عمار التي استقبلتنا في البداية بوابل من الأسئلة والاستفسارات .
حوار تحت مظلّة الصراحة
ثم بدّلنا المواقع وأجرينا حوارا صريحا معها أكدت فيه أنها رأت شقيقها آخر مرة في رمضان الماضي ،وعن تغيبه عن المنزل بينت بأنه على العكس من ذلك، ولم نشعر بغيابه إلا بعد أن ظهرت صورته في مواقع الإنترنت ،فغالباً ما كان يتغيب عن المنزل ليومين أو ثلاثة فقط لزيارة أشقائي،وعن طبيعة تصرفاته ومدى التغيير عليها ،أوضحت بأنه كان طبيعيا ويمارس حياته بالصورة التي نعرفها عنه  إذ كان يذهب للعمل ويعود إلى البيت فقط .وأكدت بأنهم بعد غيابه طلبوه من خلال عبر موقع التواصل بنداء يطالبوه فيه بتسليم نفسه للقوات الأمنية.
صدمة كبيرة للعائلة
وعن حالتهم النفسية بعد أن ظهرت صورة شقيقهم ضمن المطلوبين أمنياً قالت : لقد كانت صدمة كبيرة بالنسبة لنا أن يظهر اسم وصورة أخي مع المطلوبين والإرهابيين وهو المشهود له بحسن الخلق لكن بفضل من الله استطعنا أن نتجاوز هذه الأزمة .
وبشأن تعامل الناس معهم بعد معرفتهم بالخبر أكدت أن بيتهم كان مفتوحا على مصراعيه وهاتفهم لا يكف عن الرنين للسؤال والاستفسار عن الخبر، ومدى صحة الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام وكان للناس دور كبير في مشاركتنا في هذا المصاب الجلل والتخفيف عنا ،وأبدت جهلها في حالة ظهوره حول إبلاغ القوات الأمنية عنه أو التستر عليه ،مبينة بأنه غير متزوج.
العلاج بوسائل بدائية
( أ – س ) هو أحد المطلوبين للقضاء أُصيب بطلق ناري أثناء تبادل إطلاق النار وقع في حي أور ونتج عنه جرح نافذ في الجانب الأيسر تحت القفص الصدري إضافة إلى إصابة أخرى في اليد اليمنى ،وقد سبب له ذلك نزيفاً داخلياً وخارجياً وتم نقله من قبل ثلاثة من الإرهابيين إلى غرفة جرى عزلها بألواح من الفلين حتى لا يسمع أنينه وقد منعوا عنه الطعام والشراب ما عدا بعض السوائل وتمت معالجته بوسائل بدائية وأخذت حالته تسوء يوماً بعد آخر إلى أن تعفّن الجرح ونقص وزنه بشكل حاد , ثم دخل في مرحلة من الهذيان إلى أن توفي , وكان ثلاثة من الإرهابيين قد نقلوه بعد هروبهم من المنزل الذي تمت فيه المداهمة إلى خارج مدينة بغداد وقاموا بحفر قبر له ودفنه باستخدام قطع من الخشب ،وقد تمكنت الجهات الأمنية من التعرف على القبر واستخراج الجثة وتم تسليمها لذويه .
حديث مع  والد  الإرهابي
بعد تردد وامتناع عن اللقاء ومحاولات لم تعرف اليأس من قبلنا استجاب والده للحديث معنا  وعلل في البداية أسباب رفضه للقاءات الصحافية بقوله : في الفترة الماضية مرّ جميع أفراد الأسرة بظروف نفسية قاسية و بتجاوزات عديدة في لقاءاتنا مع بعض الفضائيات ،لذلك ابتعدت عن أي حديث للصحافة وحديثي هذا معك يعود لحسن حظك .
ويستطرد والد الإرهابي بقوله :عندما دخلت قوات التحالف إلى العراق انزعج ثم بدأ وضعه يتطور ويظهر انفعاله وغضبه وتعبه النفسي ومتابعته الشديدة للأحداث والتطورات في العراق، ثم فجأة اختفى وبحثنا عنه كثيراً بين الأهل والمعارف وفي الأماكن التي كان يتردد عليها دائماً ولم يسفر بحثنا عنه إلى التوصل إلى شيء ولم نعلم ما إذا كان في العراق أم لا , وهو بدوره لم يحاول الاتصال بنا وعندما لم نجد جدوى من البحث عنه أبلغنا السلطات عن اختفائه .
حمايتهم في الإبلاغ عنهم
وأكد الأب أنهم بعد عشرة أيام من اختفائه كان لابد من اللجوء لإبلاغ السلطات ،إذ هذا الأمر لا شك فيه ولا جدال وبعيداً عن العواطف ،فكلّ مواطن هو رجل أمن وتقع عليه مسؤولية حماية الوطن ،والإبلاغ عن هؤلاء الأبناء حماية لهم وحماية للمجتمع من الأذى الذي يمكن أن يتسببوا فيه .
ويروي الوالد حكاية العائلة بعد علمها بخبر وفاته أنه بعد أشهر من اختفائه علمنا بوفاته كغيرنا عن طريق الأخبار والصحف .وبعد ذلك تم الاتصال بنا من قبل الجهات الأمنية لتسلّم الجثة .وبالفعل تسلمناه وقمنا بالصلاة عليه ودفنه ونسأل الله له العفو والرحمة ،وعن أخلاق ولده وحياته الأسرية ،يقول: كان طبيعياً جداً ومعروفاً بحسن الأخلاق والسمعة الحسنة والتعامل الطيب مع الجيران وهو متزوج وأب لولد واحد ،لكن للأسف تم التغرير به كغيره من الشباب الذين تم إفساد عقولهم بالأفكار والمناهج المضللة .
رأي الباحث الاجتماعي
الباحث الاجتماعي قيس العزاوي بيّن للمدى بأنه الآن تتوفر مواد كثيرة للدعاية الأيديولوجية على شبكات الإنترنت ومعها نصائح حول كيفية صنع المتفجرات واستخدامها لأعمال إرهابية بحيث أنهم بالكاد يحتاجون إلى الذهاب إلى معسكرات التدريب أو إلى جماعات , فشبكات الإنترنت تتيح للشخص كمية هائلة من المعلومات حول كيفية العمل كإرهابي ناشط . هذه الأمور تزيد من التعقيدات أمام مهمة المسؤولين والأهل كما يقول العزاوي في منع انجذاب الشباب إلى الأعمال الإرهابية كما أن ثورة المعلومات العالمية تنشر آراءً تشجع على تفضيل الإرهاب كسلاح .
وتفسير ذلك كما يقول العزاوي هو أنه بسبب بؤس بعض الشبان الذين لم يحققوا شيئاً في حياتهم الشخصية يصبح من الأسهل إغراؤهم بدفعهم نحو أفكار غريبة بعيدة عن الواقع .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram