وأخيراً عاد المدرب هادي مطنش فجر أمس السبت 11 كانون الثاني الحالي إلى الوطن بعد أن أذعن لصوت المنطق الذي أسمعته إياه صبيحة السبت الماضي الموافق 4 كانون الثاني بعد 12 ساعة من لقاء رئيس بعثة المنتخب محمد خلف به ليخبره بقرار اتحاد الكرة تسمية المدرب حكيم شاكر لقيادة المنتخب في مسقط، ووقتها أُدهش الرجل لنصيحتي بمغادرة المهمة والعودة إلى بغداد حفاظاً على كرامته وإتاحة الفرصة لزميله للعمل بحرية، إذ كان رأي مطنش البقاء مع الوفد كمستشار يرتدي بدلته الرسمية ويكتفي بالجلوس في المقصورة لمتابعة المباريات، وصارحته من دون تردد إن التاريخ لن يرحمك إذا ما اخترت الانصياع لرغبتك هذه على حساب الخيار الوحيد والمبدئي بالتوجه إلى اقرب طائرة عائدة إلى بغداد. عاد مطنش بعد ساعات ليؤكد انه بالفعل سيتخذ قرار العودة ولن يرافق الأسود إلى مسقط بذريعة انه يعتزم إزالة بقايا الشك في قلبه عن أسباب استبداله حتى انه وافق على الإدلاء بحديث صريح للمدى تناول فيه مجريات ما واجهه من مصاعب قبل انطلاق بطولة غرب آسيا واثنائها ونشر الحوار يوم الأحد 5 الشهر نفسه ، قبل أن يتغير موقفه – حسب ما ذكره – لتعرضه الى ضغوط من رئيس الاتحاد ورئيس البعثة لإبقائه في المهمة كمستشار والتعهد بحفظ حقوقه كاملة ، ذلك ما أكده المدرب حكيم شاكر أيضاً في حديثه لقناة الدوري والكأس القطرية بان مطنش مدرب محترف وسيكون مكانه محط اعتزاز الملاك التدريبي، فماذا كانت النتيجة؟
أقام الرجل في فندق بالعاصمة العُمانية مسقط منعزلاً عن مقر الوفد بمسافة بعيدة شعوراً منه بعدم جدوى البقاء وضرورة إنصاف نفسه واستعادة الوعي بعد أن تأثر بضغوط الآخرين، وكان صائباً في خياره وإن جاء متأخراً للأسف!
ما يهمنا في حكاية مطنش أن الأقدار تقلب أحياناً أحوال الإنسان من حال إلى حال في مرحلة ما ليكون في الواجهة ممسكاً بمهمة وطنية يحاول أن يقنع نفسه انه أهل لها اعتزازاً بالنفس أولاً ولإثبات قدراته على تحمّل المسؤولية من دون ان يحتاط للانعكاسات التي تدفعه للندم على قبول المغامرة كنتيجة حتمية للتفاخر إنه في يوم ما كان قائداً لمهمة غير مدعمة معنوياً وفنياً وستراتيجياً وبالتالي تكون الهزيمة نهاية قاتلة لمن يركب قارباً مثقوباً !
لا نريد أن نوقظ مواجع تجربة مطنش مع المنتخب الأولمبي فما سَرّه لنا لا يُسرّ أحداً ، فكيف كنا نترقب نتائج ايجابية من منتخب فاقد للثقة، وماذا يعمل للاعبين لم تصمت اجهزة هواتفهم لتوالي المكالمات التوجيهية من بغداد طوال وجودهم في الدوحة، هل يمكن أن يثبّت مهاجم ما أقدامه أمام الحراس لهز شباكه وهو غير مستقر نفسياً بحكم الضغوط، مَن المسؤول عن تشكيلة لم تنسجم في ما بينها بذريعة غياب "الراعي" لها حكيم شاكر لأنه أكثر المدربين مرافقة لجلّ عناصرها ويتفهم طبيعة كل لاعب ومدى قدرته على العطاء، وكان يكرر في اغلب مقابلاته التلفازية أنّ نجاحه معهم في المونديال الشبابي يبرر قرار اتحاد الكرة بمصاحبتهم في مسقط وربما في جميع المهمات على مستوى الأول والاولمبي والشباب ، واعتقد هي دعوة مكبوتة في صدر الرجل لمناداة الكرة العراقية لأن تعلن إغلاق أبواب المنتخبات أمام المدربين الأكفاء أمثال ثائر جسام أفضل مدرب لعام 2013 ويحيى علوان وثائر احمد وراضي شنيشل وباسم قاسم ولاعبي الدوري الموهوبين لمدة 5 سنوات مقبلة في الأقل ليتسنى له تنفيذ خطة التأهل إلى مونديال روسيا 2018!
دعونا نتفاءل في رحلة منتخبنا الاولمبي في مسقط وهو يواجه اليوم شقيقه السعودي المتحفز لتعويض اخفاقته في غرب آسيا بعد أن تعرض إلى حملة قاسية من الإعلام الرياضي بعد وداعه البطولة بخسارة قاسية أمام قطر بأربعة أهداف وتطعيم الفريق بلاعبين جدد لإنقاذ سمعة الأخضر في القارة، فحريّ بلاعبينا أيضاً أن ينسوا الأداء الباهت والعقم الهجومي وحالة التراخي والتراجع في منطقة الوسط ، وعلى مدربهم حكيم ان يبرهن فعلاً ان ما تحقق في مونديال تركيا هو قمة في الأداء والمثابرة وليس بضربة حظ مثلما واجهه بعض المنتقدين من زملائه متهمين انتقائه لاعبين تجاوزوا السن المطلوبة في المونديال وبالتالي فنهائيات أمم آسيا تحت 22 عاماً ستجمع المنتخبات بمرحلة عمرية واحدة وتعد اختباراً جديداً للمدرب والمنتخب للرد على الشكوك التي لم تزل تطارده بعد تعثره امام السعودية مرتين وفوزه على اندونيسيا بصعوبة !
المستشار مطنش والراعي حكيم
[post-views]
نشر في: 11 يناير, 2014: 09:01 م