لم أقرأ أو اسمع يوما باعتصام مدني نجح في الصمود بوجه قوات مسلحة عزمت على فضه بالقوة. معركة غير متكافئة وحتما ينتهي الأمر بها لصالح الجيش.
حتى في أضعف الدول لا يمكن لمتظاهرين ان يصمدوا بوجه الدبابات والطائرات. الحاكم الذي يفض الاعتصامات بقوة السلاح ويعتقد بانه أتى بما لم تستطعه الأوائل غشيم. سبقه في ذلك كم كبير من الطغاة والفاشيين وكانت النتائج وخيمه ولو بعد حين.
ما بين الاعتصامات وفضها قاسم مشترك: كلاهما وسيلة وليس غاية. الحكومة غايتها ان تجعل من فض اعتصام الأنبار بالسلاح جسرا للعبور السريع الى ولاية أخرى. لكن ما هي غايات المعتصمين؟ واي وسيلة سيتبعون لتحقيقها بعد ان تم قمع اعتصامهم بالقوة؟
أين ذهب الذين كانوا في الساحة؟ ما الذي يفعله الذين التفوا حول علي حاتم السليمان وعبد الملك السعدي وغيرهم من رموز الاحتجاج السني الآن؟ هل تخلوا عن مطالبهم وجلسوا في البيوت ام تحولوا لوسيلة أخرى لتحقيق أهدافهم؟
تطالب بصوتك فتواجه بالسلاح. أمامك خياران: أما ان تتخلى عن مطالبك بصمت أو تقاتل. الحكومة تخيرهم بهذا ولا يهمها ان تقامر بالوطن.
اختفت تسمية معتصمين من الأخبار. مبروك. ظهرت تسمية "ثوار" ضمن "المجلس العسكري لثوار الأنبار". مبروك مرة ثانية. يبدو لي ان الإعلام المحلي والعالمي يتهيب ان يسمي ما يجري في الأنبار باسمه الصحيح. وانا أول المتهيبين. اعترف.
شرطة وجيش وداعش وعشائر. لا نعرف أين هي خطوط النار التي تفصل بينهم؟
مستغرب من فرح وتطبيل الكثيرين، سياسيين وغير سياسيين، للطريقة التي فض بها المالكي اعتصامات الأنبار واعتبروه نصرا كبيرا سيعود على العراق بالخير والسلام. كم وددت ان اكذب نفسي وأصدقهم. أسبوع مرّ، أو أكثر، على "انتصار" المالكي، فهل في الذين صفقوا لانتصاراته من يدلنا على خبر واحد، حتى ولو في الأفق البعيد، يحمل بشارة خير؟
أين ذهب المعتصمون؟
[post-views]
نشر في: 11 يناير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 4
باسم احمد
استاذي الفاضل مع احترامي لشخصكم الكريم ولكن معلوماتك عن فض الاعتصام غير دقيقة ان من فض الاعتصام هم قوات الشرطة المحلية والعشائر ولم يجوا احد بها ولم ترق قطرة دم فيها او خلالها.... استاذي العراق يمر بمفترق طرق اما يبقى العراق او يدمر ويقسم ، بغض النظر عن ت
صادق
آخر من يحق له التحدث عن الوطن والمصائب التي تحل باهله هو هاشم العقابي. العقابي كاتب علماني النزعة والعلمانية بلا دين ولا وطن، وهي اقرب إلى (الماسونية) إن لم تكن الوجه الآخر لها, والله يعلم وهاشم العقابي يعرف!
شخص متابع للعقابي
عزيزي الأخ هاشم ،هل نسمع لك شيء عن حادثة مقتل الجنود الأربعة في الرمادي وهم من مدينةالعمارة وهل لها مكان في مقالاتك تفسير لما جرى لهم؟ أنتظر منك الجواب ،بس لا تقل ان السبب هو المالكي
مهندس عراقي
انا مهندس من أهالي العمارة ،ودائما أمني النفس بان الأنسان أخو الأنسان ولست متعصب لمذهب أو قومية وعشت فترة في السويد ورايتهم كيف يمنحون الأقامة للعراقي المسلم قبل المسبحي ،ولكن أحتاج الى تفسير للعداء الكامن في نفوس اهل الرمادي للشيعة ولأهل الجنوب وهذه ليست