من المناسب جدا نقل ما نشرته وكالة أنباء محلية "المسلة " حول تصريح نائب رئيس مجلس الوزراء صالح المطلك بدءً من العنوان :" في سابقة تاريخية نائب رئيس وزراء يصف جيش بلاده بالطائفي" أما المتن فهو (وصف نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك الجيش العراقي بانه “طائفي" وتعاني تركيبته عدة مشكلات وقال المطلك في مقابلة أجراها مع بي بي سي إن أبناء مدينة الفلوجة هم وحدهم المخولون لمقاتلة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش وليس الجيش العراقي وأضاف ان على الجيش العراقي ان يبقى خارج المدن ويترك قتال المسلحين لأبناء المدن وأكد أن دخول الجيش إلى المدن سيؤدي إلى وقوع الكثير من الضحايا، مشيرا إلى أن الجيش العراقي يشوب تركيبته عدة مشكلات من بينها العنصر الطائفي).
وتقول الوكالة :"(يذكر ان المطلك كان حاضرا لجلسة مجلس الوزراء التي عقدت الثلاثاء الماضي والتي وجه فيها المجلس "أطيب التهاني والتبريكات لجيشنا الباسل بعيد تأسيسه الثالث والتسعين وجدد المجلس في هذه الجلسة بحضور صالح المطلك "دعمه للقوات المسلحة وكل الأجهزة الأمنية الشجاعة التي تقدم التضحيات دفاعا عن الوطن والمواطنين وامنهم وكرامتهم".
كما أشاد المجلس "بدور العشائر العراقية الأصيلة في محافظة الأنبار والمناطق التي تشهد مواجهات مع الإرهابيين مدعومة من قواتنا المسلحة وأبناءها الغيارى ويدعو الى استمرار هذا الدعم والتلاحم بين القوات والعشائر والأهالي للقضاء على الإرهابيين وداعش ومن لف لفهم وتطهير ارض العراق من دنسهم).
من سوء حظ معظم الساسة والمسؤولين العراقيين ان لكل واحد منهم طريقته في التعاطي مع الأزمات ، وما يقال عادة حول بلورة اتفاق وطني موحد تجاه أية قضية "سالفة قديمة" تطرح لأغراض الترويج والدعاية وتلميع صور شخصيات معينة وإظهارها بشكل جديد لتحقيق مكاسب حزبية .
الطائفية تهمة جاهزة في العراق بإمكان اي شخص استخدامها وهي ليست بحاجة الى دليل إثبات وبسبب الانتماء المذهبي شهد العراق في زمنه الديمقراطي القتل على الهوية ، والتهجير القسري وبرزت دعوات إقامة أقاليم فيدرالية بوصفها السبيل الوحيد للحفاظ على حقوق المكونات ، والسجال في هذا الشأن مستمر ، بوجود برلمان عاجز عن إقرار تشريعات مهمة تتعلق بتنظيم الحياة السياسية ، وبروز نزعات الوصول الى السلطة بمناسيب مرتفعة لدى المشاركين في العملية السياسية والممثلة في الحكومة .
العراقيون ومنذ زمن بعيد تحصنوا من النعرات الطائفية والمذهبية بالتطعيم بلقاح توارثوه من آبائهم وأجدادهم ، فحافظوا على تماسك وحدتهم ، وبعد الغزو الأميركي باتت الحاجة الى تجديد التطعيم أمرا مهما للحفاظ على السلم الأهلي ، بعد ان اختلطت الأوراق ، وبرزت قوى جديدة ادعت انها خير من يعبر عن إرادة الشعب العراقي ، بإقامة نظام ديمقراطي تعددي ، وبعد اكثر من عشر سنوات ، تكشف الأحداث ان الساسة وخاصة أصحاب الصوت الصاخب أثناء اندلاع الأزمات يحتاجون الى لقاح ضد الطائفية ، يتناولونه عن طريق قطرات في الفم او بحقنه في العضلة .
لقاح ضد الطائفية
[post-views]
نشر في: 11 يناير, 2014: 09:01 م