في وسط اللائي اصطفَتْهن حواري اللهِكي يأتين يحتفلن في طلوع كوكبٍ جديدْ.في أول الصفوف ، في آخرها .آيتُها من ذهبٍ واضحةٌ يقرؤها الجميعْ .ومثلما من شرفة الفردوس ، وجهها يطلع للعالم ، بينما القداسْ ينهض بالأرض التي يُثقلها الزمانْ ويمنح الرضا إلى قلوب تع
في وسط اللائي اصطفَتْهن حواري اللهِ
كي يأتين يحتفلن في طلوع كوكبٍ جديدْ.
في أول الصفوف ، في آخرها .
آيتُها من ذهبٍ واضحةٌ يقرؤها الجميعْ .
ومثلما من شرفة الفردوس ، وجهها
يطلع للعالم ، بينما القداسْ
ينهض بالأرض التي يُثقلها الزمانْ
ويمنح الرضا إلى قلوب تعِبَتْ
ويُرسِلُ اللمْعَ الإلهيّ لكي تمسَّ رجسَنا القداسة .
الصوتُ ما يزالْ
يدعو الذين ضَيّعوا طريقهم مشرّدين في الأقاصي
والتائهين في الصخورِ ،
" أيها المرتجفون خائفينَ ، انتظروهُ
ساعةً و ساعتينِ ينتهى الفزَعْ .."
وكنتُ أصفو رائقاً
تتركني فُضالةُ الخلق إلى القرارْ.
خطابُها إليَّ وهي ما بين صفوفٍ
من حسان الله ،
أعينهن مطبقاتٌ خجلاً من الإله
ورغبةً بالقرب منه ... رغبةً !
لعل نبْضَ الظمأ القديمِ يستقرُّ
علَّ وردةً
مثلوجةً ينزاح عنها الثلجُ
مبهورةً تفتح عينيها إلى المجد فتشتعلْ !
كان المسيحُ يستضيءُ صامتاً من ذاتهِ
وما تزال خارج الكنيسة
نارُ الرعاة تحرق الظلامْ
وكنتُ أستضيءُ من توهّجات الله فيها ، كم بدتْ
قريبةً تكاد أن تلمسني ... أكادْ !
قد أنعم الله على جسدها
بالألق الذي يصلْ ..
أُمجّدُ اللهَ ونورَهُ
أُمجّد الجسدْ
واحتسي مبارَكاً سعيرَهُ
المنشدون هللَوا لله ،
ووجهها في آخر الصفوف
يرسل لي إشعاعَه وما أزال ساكناً
من لذة النِعَمْ
وحولي المباخر الشموعُ ، حوليَ
الأبواق والمشاعلْ
وفرح الذين حملوا البشارة
بين المرتّلات وجهها تصاعدت أضواؤه
يعرف أني أنتمي إليه ،
ذهبها وضوؤها يحتضنان عطشَ الثديينْ
أحس من بعيد صدرَها ينبضُ ،
من بعيد وجهها يوجّه النداءَ للعوالم
القصوى و من بعيدْ
تنتظر الميلادْ
النغماتُ العاليات للنشيدِ وهَنتْ
النغماتُ غيّرتْ قرارَها .
وساكناً أمامهم يأخذني الربيع فرحانَ
إلى خزينِهِ
تُطوى كما الحرير بيننا المسافة
تظل خفقةُ الجناحْ
يظل كهرمان يدِها ،
يسري على عروقيَ الرحيقُ ويدي
تلمس خصبَ زندِها
تجهد أن تفصلنا الشموعُ
حينما تصاعد القداس والبرق الإلهيُّ
يمر في قيامة الحشدِ وكلهم
مهيّأون ، كلهم يستقبلون الربْ
وكلهم وجوههم إلى مجيء نورِهِ
ليهبَ النعمةَ من بهائهِ
يوقظ أفكاراً هناك ثمِلاتٍ ،
أمنيات علِقَتْ كالورق اليابس صُفْراً،
أوجهاً مفتوحةَ الأعين لا ترى الحياة.
فكم على الأرض من الرِغابْ
مقموعةٌ وكم على الأرض من الموتى
بلا قبورْ !
سوف يجيء هذه الليلةَ ، كل الحشد بانتظارِهِ
سوف ترونَهُ
يوماً ، كضوء الله
يسير فوق الماءْ ،
يشفى الذين أكلَ الجذامْ
أرواحهم ،
سوف يجيء بالسلوى لمن
بيوتهم خاويةٌ
وهم بلا أسماءْ ..
تماثلت أجسادهم بعد شتاء قاحلٍ
والنسغْ ساخناً يدبُّ ، اصّاعدتْ
واختلطت أرواحهم تخاف أن يكشفها
الضوءُ ،
البذور شقّت التربةَ ، التشبّثات
ابتدأتْ ،
أيديهمُ على صدورهم ،
على نوافذٍ يخشونها ،
القداس للإله ، تسطع الأضواء والعذارى
يطلقن صيحاتٍ إلى السماءْ
يبتدئنَ طقسَ اللهِ ، يبدأ العناقُ
والتشبّث الراعشُ :
يا يسوعُ
يا يسوعُ
يا يسوعُ
ودارت الشموع حولهن والمباخر..
وهي هناك ، آخر الصفوف ، اتَقَدَت
شعلتها في الكهف ،
غطىّ صخبُ الأصوات صيحةَ التماسْ
ووجهها يزداد ضوءاً
ليس غيرُهُ ،
وليس غيرُها ،
في جرأةٍ يخاطب الإله أن تكتمل البشرى.
ففي حضور شعلة المجد ، هي الأنثى التي
تصيحُ والأنثى التي تضيء والأنثى
التي تحتضن العذراءَ كي تعينها على الوصولْ :
العشبُ دافئ هنا
والله أبقى قطراتٍ من ندى
ومن شقوق الثلج مدّت تاجها
سوسنةٌ
ممتنةً
ترفع كفيها إلى السماءْ .
الجسد الذي
يُثقِلُهُ حريرُه احتفى
بروحِهِ وارتعشا معا .
وكلها الجوقة والمرتّلون مجّدوا الإلهْ
ومجّدوا "الإنسان" .. في عُلاه
وهذه التي تضيء آخرَ الصفوفْ
أُحِسُّ فيها وهَنَ التعَبْ
كأنما زحزحتِ البابَ
كأنما استضافت الإلهَ في غرفتها
كأنما خلّفتِ الركامَ في الأرض
وطارتْ حرّةً كاملةَ النشوةِ للسماءْ..