قلب لاعبو المنتخب الأولمبي الطاولة على كل من شكّك بقدراتهم الفنية ليكونوا على الموعد في ليلة شتاء باردة استشعرنا إزاءها سخونة الأداء التي ألهبت نار الحماسة في نفوس ملايين العراقيين ليعيشوا ساعتين من الزمن في غاية الروعة على الأقل لاستعادة كرامة الكرة العراقية قبل أن تضيع هويتها وتضلّ طريقها إبان الإخفاقات المتتالية لاسيما الأخيرة منها في غرب آسيا.
أشعرنا أسود الرافدين بالفخر وأعادوا إلى الأذهان تلك الصورة التي رسمها بالأمس عمالقة الكرة العراقية ليكون هؤلاء الفتية خير خلف لخير سلف، لكن الخوف والشك قد ينتابنا ويأخذ حيزاً من تفكيرنا جراء ما آل إليه حال الكرة العراقية جراء التخبطات العارمة التي تكاد تعصف بها لتضعها في دهاليز مظلمة ، إلا أن فتية الأولمبي قالوا كلمتهم الفصل ليظهروا أول من أمس بحلة جديدة ارتدوها ونزعوا رداء الخيبة الذي جعلنا متشائمين بكل استحقاق دولي، في انقلاب تأريخي لا يمكن أن نمنحه غير تلك المفردة.
هكذا عهدناهم ،وهكذا نريدهم ،ولا يمكن أن يكون رأينا وتوقعاتنا مجرد مغالطة لأنفسنا، بل إننا بنينا رأينا الذي قد نبالغ أن نقول :إننا لا نرضى بغير لقب البطولة بعد المستوى الذي ظهر به منتخبنا الأولمبي أمام البعبع السعودي الذي بات سائحاً خلال المباريات التي تجمعنا به جراء النتائج المخيبة للآمال التي تحققت أمامه وتمكن من هزيمة الأسود ذهاباً وإياباً في التصفيات المؤهلة لبطولة أمم آسيا 2015 ، ليبرهن لاعبونا على أن الكرة العراقية مازالت بخير وتبقى ولودة برغم كل الظروف التي تعرضت لها .
لكن ربّ سائل يسأل من باب الحرص على مستقبل الكرة والمدربين واللاعبين، ماذا تغيّر في تشكيلة وطريقة لعب الفريق العراقي طالما الوجوه نفسها؟!
أين كان ذلك الأداء في بطولة غرب آسيا التي واجه خلالها منتخبنا البحرين وعُمان اللذين لا يعدان أفضل حال من المنتخب السعودي الذي لقّنه بالأمس درساً لن ينساه طوال مسيرته بعد أن تفسح لاعبونا على خطوط الطول والعرض لهذا المارد الأخضر الذي بات بعبعاً حقيقياً للفرق العراقية ، وهنا يجب أن نشير إلى بصمة المدرب حكيم شاكر التي تمكن من وضعها بأسلوب الفريق العراقي ليجعل منه منافساً شرساً على لقب البطولة.
ولابد لي أن أشيد بمكوك الفريق العراقي ونقطة قوته ومركز ثقله الذي تمكن من صناعة أهدافنا الثلاثة والذي أشعل الجهة اليمنى للفريق العراقي حماسة وجعل خصمه يندب حظه العاثر لعدم تمكنه من إيقافه طوال دقائق المباراة بعد أن جعل من تلك الجهة شارعاً متاحاً لتحركاته الخطيرة التي أربكت دفاعات السعودية وأرعبت خطوط الفريق جميعها ،إنه الماكر أمجد كلف الذي جعل من نفسه نجماً للمباراة من دون أي منازع ليهدي زملاءه ثلاث كرات ذهبية جاءت منها أهداف المباراة لتضع منتخبنا في المقدمة بين فرق مجموعته وتجعله منافساً شرساً على خطف لقب البطولة، في الوقت الذي أروم الإشارة من خلاله إلى المستوى المتواضع الذي ظهر به مهاجم العراق المنتظر ليكون خليفة السفاح يونس محمود إنه اللاعب مهند عبد الرحيم حامل لقب الأفضل آسيويا فقد ضاع تماماً ولم يتمكن أن يقنعنا بوجوده خصوصاً أنه صام كثيراً ولم يضع له بصمة واضحة في شباك الخصوم خصوصا مباراة الأمس التي أشرت تواضع مستواه، إننا نطالب عبد الرحيم بالعودة إلى مستواه الذي أبهر الملايين يوم تلاعب بدفاعات الفراعنة في نهائيات مونديال تركيا وزرع كرة عراقية لا يمكن لملايين المصريين أن يتناسوها على مرّ الزمن.
انقلاب الأُسود
[post-views]
نشر في: 13 يناير, 2014: 09:01 م