شركات تصنيع الساعات العالمية لم تعلن إنتاج " ساعة البيضة" وهذه الماركة مع نظيرتها "ساعة السودة " كثيرة التداول على لسان النساء من الجيل القديم كتعبير مجازي عن الفرح والسعادة فتقول الأم لابنها :" يمة ساعة البيضة من أشوفك عريس" اما ماركة "ساعة السودة" فهي اكثر شيوعا وتداولا ومنها القول " ساعة السودة من انتخبنا شعيط ومعيط " وعلى الساعتين البيضة والسودة ، اختزلت حالات الفرح والحزن ، وكان "نصيب السودة " معاناة طويلة تمتد الى عشرات السنين ، ومازالت حاضرة في الوقت الراهن ، لأسباب وعوامل كثيرة كلها ترتبط بالصراع الأزلي للوصول الى السلطة ، و أثبتت الأحداث والوقائع بعد الغزو الأميركي للعراق صحة القول" "ساعة السودة على روسكم " في إشارة واضحة الى تراجع الأوضاع الأمنية ، وتناسل الأزمات على مدار الساعة في الساحة السياسية، ولا امل يلوح في الأفق لتجاوزها ، لان البعض ينتظر الفرصة المناسبة لحل الملفات العالقة بحلول موعد ظهور مذنب هالي .
انحسار استخدام "الساعة السودة" يرتبط بشكل مباشر بالاستقرار السياسي ، ثم تحسين الأداء الحكومي وبناء دولة المؤسسات ، والشروع بخطوات جدية لتحقيق التنمية وتوطيد الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ، لكي يشعر العراقيون انهم اصبحوا مثل بقية شعوب العالم ، يتمتعون بثرواتهم الطبيعية ، ولا ينتابهم القلق على مستقبل الأجيال المقبلة ، وإمكانية ان يستخدم الأحفاد بعد عشرات السنين ، الساعة السودة ليعبروا عن معاناة خلفها لهم الآباء والأجداد.
في بعض الأحيان يستخدم السياسيون" الساعة السودة " أثناء تبادل الاتهامات ، في سباق التسقيط السياسي ، ومن المتوقع في الأيام المقبلة ومع بدء العد التنازلي لموعد إجراء الانتخابات التشريعية صدور توجيهات مركزية من زعماء القوائم الى قواعدهم الشعبية تطالبهم بتوقيت ساعاتهم لتكون على استعداد لخوض المنازلة الانتخابية ، وليس من المستبعد ان يرافق التوجيهات توزيع مواد عينية مع صور المرشحين، بوصفهم خير من يمثل الشعب في مجلس النواب المقبل :" وساعة البيضة من يفوز المرشح عن مدينة الناصرية ويقضي على حية سيد دخيل ".
واحدة من ممثلي الشعب في المجلس النيابي الحالي عبرت عن سعادتها يوم يتوقف الإعلاميون عن توجبه انتقاداتهم للإداء الحكومي وقالت أثناء وجودها في مقر مؤسسة إعلامية محلية "ساعة البيضة من يوكع العمود الثامن على راس علي حسين" فكشفت عضو المجلس النيابي عن فهمها لدور الإعلام ، فهي ترى مهمته محددة بحرق البخور للتغطية على الروائح الكريهة ، وطرد الشياطين لفسح المجال للملائكة من أمثالها ، ليرفعوا شعار "تبا للمستحيل" من اجل تحقيق المزيد من المنجزات للشعب العراقي ، وصاحبة أمنية سقوط العمود الثامن على راس كاتبه ، وصلت الى البرلمان في دورته الحالية بأصوات رئيس قائمتها ، وفي الدورة السابقة عن طريق القائمة المغلقة ، و"ساعة البيضة" عندما تحافظ على مقعدها في الدورة المقبلة ، لترسخ في أذهان العراقيين قولهم "ساعة السودة يوم انتخبنا شعيط ومعيط "
ساعة البيضة
[post-views]
نشر في: 15 يناير, 2014: 09:01 م