لم يعد مهماً نوع انطباعاتي وتقييمي لأفعال وسياسات رئيس مجلس الوزراء التي تجاوزت حدود واعتبارات رجل الدولة المسؤول عن مصائر العراق بشعبه وحدوده ومستقبله على الخارطة السياسية، إن بقي من لم يعد في حالة شكٍ من موقعها ومساحتها. فموقفي من السيد المالكي بات
لم يعد مهماً نوع انطباعاتي وتقييمي لأفعال وسياسات رئيس مجلس الوزراء التي تجاوزت حدود واعتبارات رجل الدولة المسؤول عن مصائر العراق بشعبه وحدوده ومستقبله على الخارطة السياسية، إن بقي من لم يعد في حالة شكٍ من موقعها ومساحتها. فموقفي من السيد المالكي بات موضع شبهة، منذ أن امتدت يد قواته "سوات"، أمام انظار قادة الدولة وحزب الدعوة، الى المتظاهرين العزل في ساحة التحرير، وقبلها "زركات" اتباعه على النوادي والمنتديات الاجتماعية، وخلالها امتداد نفوذ ولده وحاشيته المقربة، الى كل مفاصل الدولة وأخطرها القوات المسلحة وأجهزة الامن والمخابرات، حسب ما تفاخر به السيد المالكي على شاشات التلفزة، وهو يكرس احمد بطلاً مغواراً، ويهين ضباطه وأفراد الجيش والأمن والمخابرات بصفته قائداً عاماً لها، إذ اتهمهم ضمنياً بالعجز والجبن عن ملاحقة رجل أعمال ممتدّ النفوذ، هو الآخر، منفلت حتى حينه، عن نفوذ احمد وياسر وفائز.
لكنني التزمت بالحدود الممكنة، بالتركيز على ما هو هدف مباشر علينا ان نكرس له كل طاقاتنا، منذ تصاعد العمليات الإرهابية، وحفلات القتل الجماعي التي نظمها القتلة التكفيريون، ووجدت المساهمة في البحث عن مخارج وحلول، هي من واجباتي الوطنية، ان بقيت ثمة معايير للوطنية من وجهة الطغمة المتحكمة بمسارات هذا الوطن المنكوب، كما لم يكن يوماً، اذا أخذنا بالاعتبار أننا نعيش في ظل دستور ديمقراطي مموّه يؤطر نظاماً اردناه ديمقراطياً. ولهذا تجنبت التوقف عند مظاهر وتسلكات وانتهاكات، على كل صعيد، أصبحت ممارستها اعتياداً يومياً، بلا رادعٍ سياسي او دستوري او أخلاقي.
والغريب ان قادة التحالف الوطني، والكتل الاخرى، يتوافقون على جواب واحد، كلما وجه السؤال لاحدهم حول ما يجري، وضرورة التصدي الحازم له، يتلخص في "الصبر والتحمل اذ لم يبق سوى بضعة اشهر على الانتخابات".. "ويمكن الله يفرجها"!
ولأنني كنت أواجه كل يوم تقريباً لوم أصدقاء من المحمولين على احتواء المالكي كما هو عليه، اذ انني في نظرهم أمعن في "الشخصنة" غير الموضوعية، فقد انتظرت طوال الوقت ان يتراجع احدهم، ولو في تشخيص حالة واحدة تبدو الشخصنة فيها "موضوعية" وفي مكانها.
وكنت أواجه في أسوأ ما يصدر عن السلطة الجائرة، بالصمت المنطوي على لوم ضمني وعدم رضا، ولكن بلا إدانة او نقدٍ علني!
اول من أمس جاءتني اول صدمة، أيقظتني من حالة اليأس التي خيمت عليّ في الفترة الاخيرة، وانا استيقظ على اشارات الآي فون وهي تنقل لي تباعاً الاخبار الدامية عن التفجيرات الارهابية والقتلى والجرحى المتساقطين بالمئات في بغداد والمدن الاخرى، الشيعية والسنية على السواء. ولم تكن الصدمة بالهيّنة لأتجاوزها وأقلل من قوة مغزاها، اذ ان احد اشد الموالين للمالكي والمدافعين عن نهجه وسلوكه، يسألني عمّا اذا كنت شاهدت رئيس مجلس وزرائنا في مؤتمره الصحفي مع الامين العام للامم المتحدة، ولم اكن حينها قد سمعت او شاهدت. قال: "لقد فقد الرجل كل لياقات رجل مسؤول عن شعب ودولة، وتصرف كما لو انه غائب عن الوعي، ووضعنا في مواجهة فضيحة دولية، وهو يجيب الضيف بلغة الإعدامات، وتسفيه الحلول السياسية، ورفض الحوار مع القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية، وبدلاً من ان يصيخ السمع بتروٍ، اخذ يجيب بما لا يُعقل ان مجنوناً يطالبه به، فقال: "لا حوار مع القاعدة" و"الاعدام للقتلة"!
وجدتها فرصة لأقول له: هوّن عليك، فربما لم يكن يقصد ذلك!
أجابني بمرارة وحِدّة: أرجوك ان الرجل بات يشكل خطراً علينا جميعاً، ولم يعد يهتم بغير ان يقلب الطاولة على الجميع، ويجرنا الى ازمات يستحيل الخروج منها ولا استبعد، بعد هذا، ان يفتح علينا ابواب جهنم بإثارته رزمة من الأزمات المتتابعة، والميزانية واحدة من ادواته. علينا ان ننتبه الى ان ما يطل برأسه على البلاد، وليس في الانبار والفلوجة فحسب، انما هو شبح حرب اهلية، وليس غير ذلك. كيف يمكن ان نتعايش مع مذابح يومية تُحصد فيها أرواح بريئة، وتُدمَر ممتلكات الفقراء والمفجوعين، والمسؤول الاول في الدولة لا يتوقف عن المغامرة بمصائرنا، ويرفض اي بحث سياسي وتوجّه لمصالحة تحشد القوى لمواجهة الارهاب، ويصر، خلافاً لأي معيار سياسي، على الاكتفاء باعتماد العسكرة والسلاح، وزج جيش مرهق بالأزمة بين الفرقاء في مواجهة الإرهاب، وهو مكشوف الظهر..؟".
قلت له، بقدر من السخرية المريرة والتشّفي: لقد فات الوقت، فلنصبر حتى تكتمل اللوحة ويتضح لك ما ظل غائباً عنك وعن القادة والساسة ممن هم حولك، من أن ما نواجهه على يد من اسلمنا له القياد ولم نجد الشجاعة في وضع حدٍ مبكر له، هو اخطر من كل ما يرد في بالك، واعذرني اذا لم اجد في نفسي الميل لمجاراتك، فان من المحتمل ان تجد فرصة لقائه غداً، او يتصل بك تلفونيا، فيُطيّب خاطرك، وتتغير ثانية.."!
سألته، هل تتجول في بغداد، وهل ترى صور القائد المختار في كل السيطرات والمداخل والمخارج؟ الا يستفزك هذا المشهد، ويعيد الى ذهنك مشاهد الامس؟ وهل يغيب عنك ما ينطوي عليه ذلك من فجيعة تكبيلنا بما لا علاقة له بالديمقراطية، حتى العرجاء؟
ولكي اخفف من قوة الصدمة علينا، انا وهو، سألته: أما زلت تحب افلام الكاوبوي؟ اجاب: نعم . قلت له: اذن عليك ان تبحث عن الفيلم الذي شاهدناه وشاهده جيل الستينيات مرات كثيرة، فهو يكاد يذكرني بما نعيش من مشهد يومي.
فتساءل: هل له علاقة بالحل السياسي؟
اجبته: كلا، لان عنوان الفيلم المذكور: رنكو لا يتفاهم..!
جميع التعليقات 5
المدقق
ومن تكون انت يا شيخ الكتاتيب حتى تعلم تاج الراس ابو اسراء اللياقة واللباقة ؟؟ فلا تظن ان كل من صخم وجهه اصبح حدادا ولا كل من فتح له جريدة باموال مشبوهة هو صحفي .. ان الصحافة مهنة شريفة تتطلب من الذي يمارسها ان يكون موضوعيا وعادلا ,, فهل يحق لشبه صحفي مثلك
شكري
ايهاالعزيزسلمت لكل الكادحين مع تحياتي
ابو الحارث
احسنت لا فض فوك
jjj
لاادري من هذا الذي يسمي نفسه المدقق, يبدو لي انه احد الرفاق من الذين كانوا يرتدون الزيتوني في زمن البعث وبقدرة قادر اصبح اليوم احد الرفاق في حزب السلطة وسيكون مستقبلا في الحزب الجديد الذي سيحكم. انهم المتلونون الذين ابتلينا بهم. لعنك الله ياعبد الكريم قاس
Mohamed
كان لدي أحد المعارف من عائله ثريه واصحاب أملاك ندعوه ابو خابصها لأنه دائماً يدّعي كل شئ من شانه ان يوصله لمأربه....يدعي القوه والشجاعه بينما هو جبان.. ويدعي الكرم بينما هو بخيل الى درجة الخسه...ويدعي التسامح بينما هو حقود... وفي مره من المرات حاول أستر