من حي شعبيٍ في بغداد انطلقت دعوة رئيس فريق شعبي لكرة القدم لتشكيل قائمة لخوض الانتخابات المقبلة ، من دون ان يعلم ان أبواب المفوضية أغلقت ، لكن صاحب الدعوة، تقمص دور "الرئيس " واخذ يحشد الأقارب والمعارف وجمهور نادي رياضي بوصفه عضوا في رابطة المشجعين ، على توسيع قاعدة قائمته ، لاعتقاده بان مغامرته السياسية في حال نجاحها ستحقق مكاسب كبيرة لمؤيديه ، في مقدمتها الحصول على فرص التعيين في الجيش والشرطة و دوائر الدولة، فضلا عن تطوير الخدمات البلدية في الحي ، والزام أصحاب المولدات الأهلية بتسعيرة الأمبير ، وفتح شوارع المنطقة المغلقة لأسباب أمنية .
نشاطات رئيس القائمة اتسعت بشكل واضح في الآونة الأخيرة وتمثلت بحضوره مجالس العزاء ، والحديث في الأماكن العامة والتجمعات عن برنامجه الانتخابي ، وحتى هذه اللحظة لم يخبره احد بقرار المفوضية ، لان داعمي الرئيس من المقربين والأصدقاء ، ضللوه وشجعوه على مواصلة مشروعه ، بعد ان شملهم بسخاء كرمه ومكرماته بتناول وجبات الفطور والغداء والعشاء في افخر مطاعم العاصمة ، وهؤلاء أيضا تلبستهم حالة الشعور بكونهم من حاشية الرئيس ، الأمر الذي انعكس على سلوكهم ، وتصرفاتهم ، فنظموا ندوة تعقد في منزل احدهم، يتحدث فيها الرئيس المفترض عن مشاريعه المستقبلية وبرنامجه السياسي .
عقدت الندوة وسط حضور كبير من مختلف الأعمار وبعد تناول العشاء ، تصدر الرئيس المجلس وسط إشادة بعضهم بمظهره بوصفه يمتلك كاريزما تؤهله بان يكون صاحب فخامة ومعالي ، أما الآخرون من الحضور فاحتفظوا بآرائهم حول سلوكه و"مكسراته " بانتظار نتائج الندوة والنقاش المباشر بين القائد والقاعدة الجماهيرية ، عسى ان تسفر عن توصيات تخدم أبناء الحي المنكوب بكثرة السيطرات الأمنية ، وتردي الخدمات ، وعلى طريقة أصحاب الفخامة بدأ الرئيس الحديث داعيا الحضور الى اعتماد" النقد الذاتي" لترسيخ وتوطيد العلاقة بين القائد وجماهيره ، وردا على سؤال احدهم عن معنى النقد الذاتي ، أجاب أبو الفخامة يعني :" انقدك وتنتقدني" احد الحضور من كبار السن عبر عن ارتياحه بمفردة "النغد" قالها بحرف الغين ، لانها من وجهة نظره ستمنحه حرية الحديث واستعراض تفاصيل" مكسرات الرئيس" واخذ الرجل يسرد للحاضرين أحداثا سابقة كان بطلها ابو" الكاريزما" بسرقة منظمات قناني الغاز من بيوت جيرانه ، ومشاجراته المستمرة مع شباب الحي حول ضياع حماماته يوم كان اشهر مطيرجي في المنطقة ، وأثناء "سرد المكسرات" في اطار النقد ، ودهشة الحاضرين من سلوك الرئيس نهض من مكانه وانهال على الرجل بمساعدة الحاشية بالضرب وتوجيه اللكمات ، وإجباره على ترك المجلس ، ثم عاد الرئيس الى مكانه مخاطبا الحضور "منو منكم عنده نقد " فالتزم الجميع الصمت ، ثم غادروا المكان ، تاركين صاحب الفخامة يتحدث لحاشيته عن برنامجه المستقبلي ، في تشكيل حزب جديد يضم في صفوفه أصحاب السجل الخالي من المكسرات .
"مكسرات" رئيس قائمة
[post-views]
نشر في: 17 يناير, 2014: 09:01 م