TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أيــن كـــرار ؟!

أيــن كـــرار ؟!

نشر في: 19 يناير, 2014: 09:01 م
هذه مشكلة قديمة نعاني منها في صحافتنا الرياضية، فبدلاً من أن تكون الصحافة هي من تصنع الحدث أو تسهم في صناعته على الأقل مثلما هو الحال في كل مكان ، يحدث العكس عندنا فيصبح الحدث هو من يحركنا ليدفع بأقلامنا إلى الرقص على صفحات الانجاز عندما يتحقق أو البكاء على الإخفاق عندما يحصل !
لذلك فإن أغلب ما نكتبه أو نتناوله في موضوعاتنا ينحصر بالفترة التي تعقب الحدث بحيث تنهمر الكلمات كالمطر للإشادة حيناً أو التقريع حينا آخر وفقاً للنتائج ، ثم سرعان ما ننسى أو نتناسى الأمر ونتحول إلى حدث آخر كان قد انتهى تواً وهكذا دواليك !
أقول ، هذه مشكلة قديمة وليست بنت اليوم ، ويبدو إن أقلامنا تتوارثها تباعاً من دون أن ننتبه إلى ما يحدث عند الآخرين ممن جعلوا من صحافتهم شريكاً حقيقياً في صناعة الحدث من خلال ما تحرص على تناوله من موضوعات تتزامن مع مراحل الإعداد لتشير إلى الخطأ قبل وقوعه او التعثر في مراحل الإعداد عندما يحصل وتنصح بالصواب الذي يعزز إمكانية تحقيق الانجاز أو محاولة الاقتراب منه.
الأمثلة أكثر من أن تُعد ، لكنني سأكتفي هنا بالإشارة إلى ما حدث ويحدث مع مشروعنا الأولمبي الكبير المتمثل برباعنا المتألق كرار محمد جواد الذي كان قد حظي بكل كلمات الإشادة والإعجاب والتقدير بعد الذي حققه في بطولة العالم بحيث ذهبنا جميعاً نسلط عليه كل الأضواء ونطالب الجهات المسؤولة، في وزارة الشباب واللجنة الاولمبية واتحاد الأثقال، الأخذ بيده واحتضان موهبته ومنحه كل الفرص الممكنة لتطوير إمكانياته وصولا به إلى ما يؤهله لتحقيق الانجاز الاولمبي العالمي الذي ننتظره من أكثر من نصف قرن.
لكن السؤال هنا هو.. ما الذي حدث بعد كل ذلك.. أين كرار اليوم.. ما الذي يفعله ، وماذا عن برامجه التدريبية ، وهل أوفت الجهات المسؤولة بوعودها في احتضان موهبته، وأين هي المعسكرات الخارجية التي وعد بها ليكون في المستوى الذي نأمله بعد اقل من ثلاث سنوات من الآن حيث الموعد مع الأولمبياد في نسخته الجديدة في البرازيل عام 2016؟
لا أحد يدري طبعاً.. لأننا في صحافتنا كنا قد تحولنا إلى حدث آخر كما هي العادة منذ زمن طويل.. فليس من أحد يكلف نفسه مهمة متابعة هذا المشروع الأولمبي العالمي الكبير بحيث لم نعد نسمع عنه أي جديد إلا في مناسبات محدودة وعبر مساحات ضيقة في حين أن الآخرين في بلدان أخرى اعتادوا أن يكرّسوا العديد من الصفحات للتواصل مع نجومهم ورياضييهم ليس فقط لجعل القارىء قريباً جداً منهم وإنما ايضا للإسهام المباشر في عملية تنفيذ البرامج الإعدادية والتدريبية لهؤلاء النجوم والضغط المباشر على الجهات المعنية من اجل الالتزام بتنفيذ كل ما هو مطلوب منها على هذا الصعيد.
أقول ، كثيرة هي الوعود التي حظي بها كرار بعد انجازه العالمي ذاك ولكن ما الذي تحقق من تلك الوعود على ارض الواقع ؟!
الجواب لا شيء ، باستثناء ما يجد ويجتهد به اتحاد الأثقال الذي يحرص بكل ما أوتي من قدرة وقوة على أن يوفر لرباعنا البطل ما يمكن أن يجعله قادرا على التواصل في إبداعه وتألقه.
أما أحاديث احتضان اللاعب وزجه في معسكرات خارجية طويلة الأمد ومنحه كل ما يحتاج إليه للوصول به الى ما يؤهله لارتقاء منصة التتويج الأولمبية فلم تكن حتى الآن أكثر من حبر على ورق!
بالمناسبة..هل تعرفون ما الذي يتقاضاه بطلنا العالمي ومشروعنا الأولمبي كرار شهرياً ؟ أنا أجيبكم.. انه (700) ألف دينار فقط ، أي ما يعادل اقل من ( 600 ) دولار شهرياً في حين أن نجماً مثله، ولكن في العاب القوى تعده دولة عربية، وليست أجنبية ، يصل ما يتقاضاه شهرياً إلى أكثر من عشرة الآف دولار عدا ما يحصل عليه من منح تشجيعية بأرقام اكبر بكثير. 
سؤالي هنا هو.. هل تكفي (600) دولار هذه كمصاريف تغذية فقط لرباع ننتظر منه تحقيق ما لم يحققه العراق منذ (53) عاماً؟! 
الإجابة عندكم هذه المرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"قوانين جديدة".. طالبان تعتبر وجه وصوت المرأة "عورة"

تشكيلة ريال مدريد المتوقعة لمباراة لاس بالماس اليوم في الليغا

اسقاط مسيرة تركية وسط كركوك

الضفة الغربية.. الاجتياح يتواصل لليوم الثاني وارتفاع حصيلة الشهداء

الصحة: لا توجد مبررات كافية لإدخال لقاح جدري القردة إلى البلاد

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

 علي حسين ظل السادة خضير الخزاعي وأسامة النجيفي وصالح المطلك وإبراهيم الجعفري وفؤاد معصوم وعباس البياتي وعتاب الدوري وحسن السنيد وغيرهم يهلّون علينا كلَّ يوم قبل الغداء وبعد العشاء من خلال الصحف والفضائيات،...
علي حسين

كلاكيت: البحر الأحمر في فينيسيا

 علاء المفرجي بعد مشاركتها في الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي لعام 2024م، من خلال أربعة أفلام سينمائية وعدد من المبادرات والفعاليات. وتتضمّنت قائمة الأفلام التي حصلت على دعم المؤسسة: "نورة" للمخرج...
علاء المفرجي

تدهور الرعاية الصحية الراهن لا تُعالجُه الوعود المعسولة!

د. كاظم المقدادي أنتجت المنظومة السلطوية القائمة على المحاصصة الطائفية والإثنية، وتقاسم النفوذ والمليارات، والمناصب والإمتيازات، ظواهر بغيضة، كالتسلط والهيمنة على مقدرات البلد، بدأتها بإفراغ الوزارات ومؤسسات الدولة الأخرى من الموظفين الكفوئين إدارياً وذوي...
د. كاظم المقدادي

عن المرجعية الدينية

حيدر نزار السيد سلمان كتب ويكتب الكثيرون عن خليفة المرجع الديني اية الله العظمى السيد علي السيستاني بالإضافة إلى جهود بعض مراكز البحوث المهتمة بالشأن العراقي، وهذا دلالة على أهمية المرجعية الدينية من النواحي...
حيدر نزار السيد سلمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram