اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > تجّار الموت.. وزيف السموم | القسم الاخير |

تجّار الموت.. وزيف السموم | القسم الاخير |

نشر في: 19 يناير, 2014: 09:01 م

العلاج، العلاج دواؤه الوحيد ، أجمع على ذلك عقلي ونفسي وإشفاقي، بدا حاله يتحسن ، استبشرت ، فهبطت مصيبة جديدة حادث سيارة مروع يدخله في غيبوبة حومت الموت فوق رأسه ، تفرغت من عملي ، لازمت سريره ، أرقب عودة الروح بطيئة فتح عينية ، فأينعت الحياة فيه من جدي

العلاج، العلاج دواؤه الوحيد ، أجمع على ذلك عقلي ونفسي وإشفاقي، بدا حاله يتحسن ، استبشرت ، فهبطت مصيبة جديدة حادث سيارة مروع يدخله في غيبوبة حومت الموت فوق رأسه ، تفرغت من عملي ، لازمت سريره ، أرقب عودة الروح بطيئة فتح عينية ، فأينعت الحياة فيه من جديد ، للحظات لم تطل فرحتها ، سقط في الخمر هذه المرة ، قاومت بصلابة يأسي منه ، وأمسكت بخيط لا أكاد أبصره من أمل ، رجعت به للعلاج ، أنفق من حياتي وصحتي وأبيع الحلي من أجله ، يبعث في تحسنه البطيء تفاؤلاً وعزماً على الاستمرار
ولكن تنهدت بحرقة الحزن والحسرة وخيبة الأمل ، استأنفت ، كنت احرس بلا كلل تعافيه لا اعرف النوم إلا قليلاً أختلس لحظات أستجمع فيها قواي وفجأة ضج البيت صراخاً وعويلاً واستغاثة انسلخت من نومي ليفجعني منظره ، جسد ممدد مرتجف ، مرتعش الأطراف متصاعد الأنفاس وعيون جاحظة زائغة ، من جديد أنا وهو في المستشفى وغيبوبة طويلة وتقارير وأحاديث أطباء تؤكد ان الخاتمة أقرب من كل أمل، توسلت تضرعت لرب قدير ارفع إليه صادق الدعاء وباكي الترتيل فاستجاب الله ونفض ابن أختي غبار تراب قبر كاد ان يطبق عليه في صمت مزدحم بضجيج المشاعر ، تبادلنا النظرات دموعه كانت صادقة الندم ، والمنة والفضل لله ، بعد ان أسر إليه الأطباء تفاصيل حالته ومأساة أيام وليالي وأنا لا أبارحه ، عرف بعدها بانتظام بيوت الله ، وتلاوة القرآن ، والحياة الهادئة وصحبة خير ألزمته سبيل الهدى ، لكن الشر – لا يفتر – في النفس يتحرك بالإثم وفي شياطين الأنس رغبات إفسادية لا تهدأ وبينهما كان الأجل يخط السطر الأخير في حياته . تلقيت الخبر بغيبوبة حزن أيقظت حتى أمه المريضة من لاوعيها فنطقت .. مات.. مضت الحياة في دروب لم أميزها ، والبيت ينسج له الشر من حيث لا ندري ثوب كفن جديد لابن أختي الثاني الذي يصغره بعام ويلقي عليه القبض متلبساً بذات الداء بنفس الجريمة ( المخدرات ) ،ولأن السهام تكسرت بعضها فوق بعض ، استقبلت الصدمة بحالة من قبول غريب ، ذهبت كلماتي إليه أدراج الرياح . أنسيت أخاك ، هل غاب عنك شبح مرارة موته المفزع ؟ أو لم يزل في يديك بعد اثر تراب دفنه .. أو لم .. أو لم ..؟ مرت أيام... شهر على هذا الموقف دون ان أشعر بما احتوته تفاصيل أيامه ، بدأ يوم جديد يحمل شيئاً من فرح زواج ابن عمه ، مناسبة خلتها عزاء وتسلية عن أيام البؤس ، لكنها لم تكن ، اختفى فجر ذلك اليوم في هاتف غرفته ، ظهر رقم هاتف غريب في الثالثة بعد منتصف الليل ، دب القلق فيَّ اتصلت بالرقم لأرد ، عاودت الاتصال ولا مجيب ، مر النهار ، وحان المغيب ، وانا في دوامة اتصل ولا مجيب ، في لحظة محددة ضجت فيّ المخاوف ، اتصلت ، أجاب هو..هو.. بخير يعاني من إعياء بسيط .. أين أنتم؟ وصف مرتبك ضاعف وخزات القلق ،انطلقت وكل الاحتمالات البائسة تعوي في داخلي ، وصلت إلى الحي ، ووجدتني دون وعي ، أغادر سيارتي وأهيم باحثة في الطرقات ، أخيراً عثرت عليه ، دخلت ، استقبلني وجوم رجل وامرأة وشاب يغادر غرفة إلى أخرى مذعوراً ، ودخلت الغرفة .. سمعنا منها بالكاد رحمه الله أدركنا ان جرعة الموت غرست سم نابها في قلب الشاب الغض هازئة بمحاولات فاشلة من أصدقاء السوء لإنفاذه .. عرفنا انه مضى إلى ربه من الصباح.. 
لملمت ثنايا قلبها المحطم وقالت ثانية لعل السهام التي تكسر بعضها فوق بعض ، فاستقبلت المصيبة الجديدة بقبول غريب ، بعد أيام العزاء ، لم يعد البيت كما كان ، سكنه حزن لا ينقطع وهدوء مطرق وحالة من استقامة وعت الدرس وعزمت على استئناف حياة مضيئة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram