أقل التقديرات تقول إن بغداد فقدت مساء السبت الفائت 26 قتيلاً مع 58 جريحاً. هذا ونحن "منتصرون" على داعش والقاعدة في الانبار كما يقول القائد. ل. يا له من نصر ساحق اهتزت له أبواب سجن الطوبجي فانفتحت بقدرة قادر ليفر منه السجناء كي لا تفوتهم الفرحة بمشاركة المحتفلين باقتحام مول المنصور. سبحان الله.
لم اسمع بموت لا يحزن غير موت الطغاة. أما قتل الناس الأبرياء فلا يتجاوز الحزن عليه الا من كان له قلب أو ضمير من نوع آخر. قطعا أنها قلوب لنوع من البشر لا يحزن حتى لو قتل أبناؤه بين يديه. هل صادفكم مثل هذا النوع؟ أسمعتم بإنسان قتل له 26 من أبنائه أو إخوانه أو أخواته او بناته وجرح منهم 58، ثم لا يذرف دمعة واحدة عليهم؟ وما رأيكم لو انه يأنف حتى من أن ينصب لهم مجلس عزاء كما يفعل الناس الأسوياء عندما تحل بهم مثل هذا المصائب؟ حتما تظنون ان كلامي هذا ضرب من الخيال الجامح لا غير.
حسنا، لأزيدكم من هذا الذي تحسبونه خيالا لأسألكم: وماذا ستقولون عن الشخص ذاته لو انه لم يكتف بكل ما فعله ببرودة أعصاب يحسد عليها بل بعث ببطاقة تهنئة لأناس خارج حدود وطنه ليهنئهم بعرسهم؟
صباح امس الأحد، الذي أعقب مساء السبت البغدادي الدامي من النهضة الى حي العدل الى العطيفية والمنصور والطوبجي، حرمت على نفسي متابعة أي خبر غير رصد ما الذي سيقوله رئيس الحكومة للعراقيين. تعيشون. لم اجد أثراً لبيان تعزية منه لأهلها. ولا دمعة "خضراء" من عينيه ولو من باب المجاملة كما يفعل الجار لو حل بجاره عشر معشار ما حلّ بأهل بغداد مساء أول أمس. تجاوز كل هذا وكأن الذي حصل في بلد آخر لا يهمه لو احترق هو ومن فيه، فبعث ببرقية تهنئة للحكومة المصرية: "أعرب باسمي ونيابة عن الحكومة العراقية عن التهاني الحارة للشعب المصري الشقيق والقيادة المصرية بنجاح الاستفتاء على الدستور المصري الجديد".
لو كان في القتلى ولده، هل سيفعلها، أم ان "صواب البغيرك شدخ"؟
صواب البغيرك شدخ
[post-views]
نشر في: 19 يناير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 3
ابو سباهي
لو ناديت حيا.
بغدادية
استاذي العزيز اتمنى من كل قلبي ان تترك التحدث عن شخص بعينه... والا ستحرمني من قراءت مقالاتك
حيدر الخيون
تحياتنا استاذ العقابي بختصار لقد ابتلي العراق بحكام اخبياء منذ تاسيسه فمن ملك اثول الى رئيس وزاء احول