TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > معالم بغدادية

معالم بغدادية

نشر في: 15 نوفمبر, 2009: 03:56 م

زاهر عبدالمجيد زيدان بغدادنا الجميلة، العريقة، التي نحتفل بيومها، فيها كثير من اثار الاعجاز العربي، والاسلامي، منارة العالم، هكذا كانت بغداد، يوم كان كثير من اجزاء هذا العالم يغط في الظلام. واذ نحتفل جميعا بيوم بغداد فانه ليحق لنا ان نعرف تواريخ واصول شواهد ودلالات الحضارة،
التي تزدهر اليوم من جديد.. قامت في هذه المنطقة وقبل العصور العباسية بزمن بعيد مراكز حضارية مهمة، وماتزال الاثار شاخصة تدل على سمو ماضيها ومراحل تطورها عبر العصور. ففي عام (145هـ - 762م) اقام الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور مدينة الكرخ، عرفت باسم مدينة المنصور، كما عرفت باسماء كثيرة الزوراء، بغداد، المدينة المدورة، دار السلام، وعندما يطلقون على بغداد اسم مدينة الرشيد، فلأنها بلغت مكانة مرموقة في عهد الخليفة هارون الرشيد، والتي اعتبرها الباحثون في تخطيط المدن وفنون العمارة الانموذج العظيم للمدن. وعدت بحق من مفاخر العرب الكبرى في مجال العمارة والفن والتخطيط الذي لامثيل له في ذلك العهد. واخذ الخلفاء والامراء العباسيون يتنافسون ويتسابقون في بناء بغداد واتسعت تدريجيا حتى شمل العمران الكرخ والرصافة فازدانت بالقصور والمباني الشامخة والرياض الغناء وعمرت بالمساجد الجامعة ودور العلم والمدارس الدينية والمعاهد العلمية فاضحت روضة القصاد للزوار والوفود ومركزا للاشعاع الفكري والمعرفة في مشارق الارض ومغاربها قرونا عديدة. وهكذا توسعت بغداد وامتدت الى الجانب الشرقي (الرصافة) فقامت مدينة جديدة واقام الخليفة (المستظهر) سورا حولها، وخلفه خندق، وفي داخل السور دار الخلافة والقصور والاسواق وقد بوشر ببناء السور وابوابه في سنة 488هـ وتم البناء في عصر الخليفة (المسترشد) سنة 512هـ ولبغداد من بقايا سورها ثلاثة ابواب. باب السلطان وهو في باب المعظم، وباب الطلسم وهو مايسمى باب (الحلبة) ويقع في منطقة باب الشيخ وباب كلواذي، وكان موقعه بالقرب من الباب الشرقي اليوم وباب الظفرية وهو الباب الوسطاني وهو غير بعيد عن جامع الشيخ عمر السهروردي والمقبرة الملاصقة له.. سمي باب الظفرية نسبة الى (ظفر) احد خدم الخلافة العباسية كان يقع في محلة الظفرية وسمي فيما بعد بالباب الوسطاني لتوسطه سور المدينة. والباب الوسطاني هو الاثر الشاخص الوحيد من بقايا سور بغداد الشرقي الذي شيد في عهد الخليفة المستظهر (487- 512) (1094- 1118م) وتم بناؤه في عهد الخليفة المسترشد وسمي بباب الظفرية- الوسطاني- وهو مؤلف من برج عال محزم بنطاق من الكتابة بالخط النسخي وببعض الزخارف المنقوشة على الاجر ويقطعه جزء من الخندق المائي العميق المحيط بالسور وفي عام 1917 نسف الجيش العثماني باب الحلبة – الطلسم خلال الحرب العالمية الاولى، حيث كان قد اتخذ مخزنا للبارود وقد جاء اسم هذا الباب الحلبة لكونه بني في مكان قريب من الساحة التي كان يقام عليها سباق الخيول، ومكانه في المنطقة التي قامت عليها محطة القطار في باب الشيخ ثم ازيلت للزحف العمراني. وفي عام 1916 وعند انشاء شارع الرشيد تقرر هدم (باب السلطان- باب المعظم) لتوسيع مدخل الشارع وماتزال بقايا السور ملاصقة لقاعة الشعب حاليا وفي عام 1937 وبعد فتح شارع الكفاح – غازي سابقا- جرى هدم باب الكلواذي الواقع في الباب الشرقي حيث ساحة التحرير. وفي القرن التاسع الميلادي انشأ الخليفة هارون الرشيد مكتبة كبيرة اطلق عليها الخليفة (المأمون) ابن الرشيد اسم بيت الحكمة. القصر العباسي او المدرسة الشرابية تقع هذه المدرسة خلف وزارة الدفاع القريبة من الاعدادية المركزية للبينين حاليا، وهي من ابرز المعالم العباسية الشاخصة اليوم في بغداد وهو بناء فخم فريد في هندسته وتخطيط عمارته ويعود تاريخ تشييده الى فترة ضيقة من الربع الاخير من القرن السادس والثلث الاول من القرن السابع للهجرة. ويذهب بعض الباحثين الى ان (دار المسناة) التي تنسب للخليفة الناصر لدين الله العباسي (575- 622هـ) فيما يقول البغداديون ان المدرسة الشرابية التي شيدها شرف الدين اقبال الشرابي مقدم الجيوش في زمن الخليفة المستنصر بالله والمعتصم بالله العباسيين وتذكر المصادر التاريخية ان بناء المدرسة الشرابية قد اكمل في سنة 628هـ ويتألف هذا البناء العباسي من طابقين يحيطان بصحن واسع مستطيل الشكل مساحته (430م) ويتوسط الضلع الشرقي ايوان كبير ارتفاعه نحو (9م) وتوجد مجموعة من الحجر والقاعات في كل طابق كما ان جميع واجهات البناية مزدانة بزخارف اجرية جميلة التكوين تتألف من عناصر هندسية وبنائية وابرز الحليات المعمارية تشاهد في الرواق الجنوبي. -مرقد السيدة زمرد خاتون (الست زبيدة): يضم قبر السيدة زمرد خاتون زوجة الخليفة المستضيء بامر الله، وام الخليفة الناصر لدين الله العباسي، ويقع هذا المرقد حاليا في مقبرة الشيخ معروف قرب محطة السكة الحديدية وقد شيدتهها زمرد خاتون قبل وفاتها (559- 1202م) لسنة واحدة، وقد ابدع المعمار البغدادي في تصميم بناء القبة حيث تفنن في استخدام الاجر بشكل مقرنص يتدرج من الاسفل الى الاعلى حتى ينتهي بنقطة عند قمة القبة ذات الشكل المخروطي وقد بنيت القبة التي تعلو المرقد على طراز القباب السلجوقية، وهي قائمة على ثماني

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram