TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أحزابنا وتمويلها ودعمها!

أحزابنا وتمويلها ودعمها!

نشر في: 19 يناير, 2014: 09:01 م

سيكون معيباً استنكارنا لرضوخ حزب الله للتوجيهات الإيرانية في كل مجال، ما دامت جمهورية الولي الفقيه تؤكد استعدادها للتضحية بالغالي والنفيس من أجل الحزب الأصولي، حال تعرضه إلى أي اعتداء، وما دام رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، يؤكد في رسالة شديدة الوضوح، أن على الدول الغربية وخاصة أمريكا، أن تعلم أنها أمام شرق أوسط جديد، وأنه إذا أغلظ المسؤولون الغربيون الكلام بحق حزب الله والمقاومة، فسيتلقون الصفعات بالتأكيد، وللدقة فإن الواجب يدعو لملاحظة أن الصفعات ستتلاحق، في حال إغلاظ الكلام ليس إلاّ.
شهدت هذه المنطقة بعد الحرب الكونية الأولى، ونشوء أوطان جديدة، ولادة أحزاب وطنية ودينية وأخرى قومية، كما شهدت مداً للحزب الشيوعي بأمميته، ولقيت الأحزاب الوطنية التي ولدت في دول الإقليم التاريخية كسوريا والعراق هزيمتها، على يد الحزب القومي "البعث"، وهو في واقع الأمر انتشر كالنار في هشيم المنطقة السياسي، فنشأت له فروع في كل دول المنطقة، وحين اختلفت الدولتان الواقعتان تحت حكمه، انتقل ذلك إلى كل الفروع التي انشقت على بعضها، ووجدنا أنفسنا أمام بعثين، أحدهما في دمشق وتتبع له فروع، والآخر في بغداد وله أتباعه في كل قطر عربي، والمثير واللافت للنظر أن العداء الذي استعر بين البعثين العباسي والأموي، كان أكثر ضراوة من عدائهما مع غيرهما من الأحزاب.
جماعة الإخوان المسلمين، تجاوزت في امتدادها العالم العربي، لتنشئ لها فروعاً في الدول الإسلامية التي تحررت من الاستعمار، فوصلت تنظيماتها إلى الباكستان وتركيا وسواها، باعتبار أن الدين يرفض الوطنيات الزائفة، "فالاسلام أمة واحدة لافرق فيها بين عربي وأعجمي إلاّ بالتقوى"، وظلت قيادة هذه الجماعة متمركزة في مصر التي شهدت ولادتها، وإن كانت أشركت بعض علمائها في مكتب الإرشاد الدولي، الخاضع حُكماً لإرادة ورؤية المرشد العام في مصر، لم تتمكن جماعة الاخوان من الوصول إلى الحكم إلا مؤخراً في مصر وتونس، وأثبتت فشلها الذريع في إدارة الدول، بسرعة لم تكن متوقعة، أما فرعها التركي فيواجه اليوم حملة مضادة لحكمه، أساسها فساد مالي مدهش في أعلى مستويات السلطة.
وإذا كان الإخوان حزباً للمسلمين السُنّة، كما هو واقع الحال، فإن المسلمين الشيعة أنشأوا احزاباً لطائفتهم، هي أيضا عابرة للأوطان، وحظيت مؤخراً بدعم إيران، بعد قيام الجمهورية الإسلامية فيها على أساس طائفي، ومن هذه الأحزاب حزب الله في لبنان، وهو يجاهر بمذهبيته وبانتمائه لفكر الولي الفقيه، وفي العراق حظيت كل الأحزاب الشيعية بتعاطف ودعم طهران، قبل سقوط صدام حسين وحزبه القومي، وليس سراً ان طهران تحصد اليوم أثمان هذا الدعم، نفوذاً واضحاً في العراق ولبنان أيضاً، وعند جماعة الحوثيين في اليمن، وفي كل منطقة تسكنها الطائفة الشيعية في العالم.
الخلاصة أن كل الأحزاب القومية والدينية العابرة للأوطان، تلقت الدعم من دول حكمتها تلك الأحزاب، بما في ذلك الأحزاب الشيوعية العربية، التي تلقت الدعم من موسكو السوفيتية، قبل أن تختلف مع شيوعيي الصين، لتنقسم الأحزاب العربية على وقع ذلك، فتتنوع مصادر دعمها بحسب اعتناقها للفكر السوفييتي أو الماوي، والسؤال اليوم لماذا يستنكر البعض دعم إيران لحزب الله، وهو أكبر وأخطر وأهم مؤيدي سياساتها؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram