كانت باكورة جلسات نادي السرد في اتحاد الأدباء للعام 2014 خاصة للاحتفاء بالروائي لؤي حمزة عباس بمناسبة صدور كتابه ( الكتابة؛ إنقاذ اللغة من الغرق ) الصادر عن دار ( ورّاقون )، والاحتفاء كذلك بالدار الناشرة وممثلها الروائي علي عباس خفيف. وقد استهل مدير
كانت باكورة جلسات نادي السرد في اتحاد الأدباء للعام 2014 خاصة للاحتفاء بالروائي لؤي حمزة عباس بمناسبة صدور كتابه ( الكتابة؛ إنقاذ اللغة من الغرق ) الصادر عن دار ( ورّاقون )، والاحتفاء كذلك بالدار الناشرة وممثلها الروائي علي عباس خفيف. وقد استهل مدير الجلسة الروائي محمد علوان جبر الحديث عادّاً الجلسة عن المحتفى بهم كما لو أنه احتفاء بالبصرة وإبداعها وروحها الأصيلة المعطاء. واصفاً الروائي لؤي حمزة بأنه قامة شاهقة في عالم السرد العراقي. وفي كلمته القصيرة التي بدأها بالسؤال؛ ما الذي تهبنا الكتابة؟ عرّج إلى محطات من سيرة لؤي حمزة في دنيا الكتابة الإبداعية وما أنجز من مؤلفات في القصة والرواية وحقل الدراسات.
استهل لؤي حمزة عباس حديثه بالقول؛ ما أصعب الوصول إلى منصة اتحاد الأدباء في بغداد؟ ناعتاً رحلته إليها بالمهمة الشاقة التي استغرقت منه خمسين عاماً.. مصورا عملية الكتابة بأنها تسبق نفسها لتتعالى على الموت والحياة، وذلك من خلال حكاية موحية، ومتخيلة عن ثلاثة كتّاب يواصلون العمل في بيت وحيد بثلاث لغات مختلفة ساردين قصة الوجود الإنساني في عملية من خلالها تمحو الكتابة كاتبها حتى أن القارئ لن يرى الكاتب في كتابته لأنه الآخر المذوّب في فعل الكتابة تلك التي تجيب عن نفسها بنفسها عبر بحث دؤوب.. فالكتابة عند لؤي مثلما يصفها هي الحياة وقد أعيد إنتاجها على الورق، نحيا فيها مرات متعددة، نموت كي نولد من جديد ،ففيها نعثر على جوهر الحياة ولبّها المحيّر. وفي الكتابة يكون للنسيان أن يكتب كلمته الفاصلة، فنحن ننسى لنكتب، ذلك أن النسيان بحسب لؤي عتبة من عتبات الكتابة، وما الكتابة إلا نسيان مستمر. أما التذكر، باستعارة مقولة لغادامير، فلا تاريخ له.. الكتابة تواجه التاريخ وتفرّ منه لتخلو إلى نفسها. ففي الكتابة نسمع دقات قلب الزمن المحكم.
الكتابة نحن، يقول لؤي ويضيف؛ وفيها يتهددنا المحو في كل حين. والكتابة خبز المعبد يخبزه الكاتب ليلاً ليتناوله العبّاد في الصباح.. إنه الخبز الذي سيشاركك فيه غريب أيها الكاتب.
بهذه العبارات العميقة ذات الشحنة الشعرية المجازية العالية استرسل لؤي حمزة عباس في حديثه وأنهاه عن الكتابة وعن كتابه عنها لـ ( إنقاذ اللغة من الغرق ) كما عنون مؤلفه.
بعد ذلك تحدّث الروائي علي عباس خفيف عن دار ( وراقون ) الفتية لنشر النتاج العراقي الفكري والنقدي والإبداعي وعن المعايير التي وضعتها إدارة الدار لإصدار الكتب ذات القيمة الفنية والفكرية العالية. ومن أجل أن تكون هذه الدار لبنة في البنية التحتية للثقافة العراقية وللمدينة الأدبية المبدعة التي نحلم بها. علما أن الكتب العشرة الأولى التي ستصدر عن الدار ستكون بالمشاركة مع الدار العربية للعلوم ـ ناشرون في بيروت.
وكانت هناك مداخلات للحاضرين شارك فيها الأساتذة :ريسان الخزعلي وعمر السراي وحسن سرحان وأسعد اللامي.
وفي نهاية الجلسة قدم الأستاذ ألفريد سمعان أمين عام الاتحاد ساعة الجواهري للروائي لؤي حمزة عباس مع باقة ورد قدمها له الروائي حميد الربيعي، فيما قدمت الفنانة آزادوهي صموئيل باقة ورد للروائي علي عباس خفيف.