استقرار الأوضاع الأمنية في العراق وباعتراف سياسيين ومسؤولين، يحتاج الى جملة إجراءات في مقدمتها اعتماد مشروع حقيقي للمصالحة ، ومن يراهن على الخيار العسكري في معالجة تدهور الملف الأمني ، سيقع في أخطاء كثيرة عواقبها وخيمة ، ولاسيما ان هناك من يدفع صاحب القرار لخوض هذه المغامرة ، في وقت تفاقم الخلاف بين الأطراف المشاركة في الحكومة ، حول الكثير من الملفات العالقة ، في مقدمتها الاعتراض على إدارة الملف الأمني وغياب مبدأ الشراكة في إدارة الدولة .
الاحتلال الأميركي للعراق افرز عملية "سياسية هزيلة" على حد تعبير مراقبين دوليين ، ومراكز بحوث دولية معنية بالشأن العراقي فضلا عما تنشره صحف غربية ، أكدت ان القوى العراقية وعلى مدى اكثر من عشر سنوات، لم تستطع ان تجد لها قواسم مشتركة تنقذ البلاد من الانحدار نحو منزلق خطير ، بفضل بروز نزعة الاستحواذ والهيمنة والتشبث بالسلطة بدعوى تمثيل الأغلبية ، وإلغاء مظلوميتها ، وعلى هذه الأكاذيب وغيرها ، ضاعت فرص بناء دولة مدنية ، وانشغل الجميع في تحقيق مكاسبهم على حساب مصالح العراقيين .
في أجواء فوضى المشهد السياسي العراقي ، هناك من ادعى بانه قادر على دحر الإرهاب ، وبسط الأمن ، فتقمص شخصية البطل ، واخذ على عاتقه حراسة البوابة الغربية ، والشمالية والجنوبية ، بدعم أميركي ، ورغبة في جعل صحراء العراق مقبرة للإرهابيين .
الباحثون عن البطولة ، من حكام المنطقة العربية ، يعتقدون بان حمل لقب البطل يمر عبر بوابة تحقيق انتصار عسكري ، سواء بالقضاء على الانتفاضات الشعبية او خوض حرب مع دولة جارة لعدة سنوات تنتهي بقرار خارجي ، تصدره عادة الجهات التي تقف وراء اندلاع الحرب .
من يبحث عن البطولة في وقت تشهد فيه الساحة الإقليمية حروبا داخلية ، سيصبح مثل "الأطرش بالزفة " لا يسمع ما يدور حوله ، ولا يعير اهتماما لقعقعة السلاح ، وكيف تحولت مدن صغيرة في سوريا الى مكان لتجمع عناصر جماعات متشددة ، توفرت لها حواضن لتنفذ مخطط إشاعة الدمار والخراب ، العراق اليوم مرشح لاستقبال السيناريو السوري ، والاحتمالات مفتوحة ، والحرب الداخلية بدأت تدق الأبواب بقوة ، نتيجة اتساع الخلاف بين الأطراف المشاركة في الحكومة ، وجعل الأزمات تتفاقم لتصل الى طريق مسدود ، والعملية السياسية العرجاء بحسب الوصف الشائع عنها ، لا تخلف الا الكوارث وحينذاك لن تتوفر لحظة واحدة لإجراء إصلاحات ، وحتى إعلان الندم ، اما وثائق الشرف وما تحمل من بنود لتحقيق السلم الاجتماعي ، فسينطبق عليها المثل الشعبي الشائع " من يقرا ومن يكتب " والأطرش بالزفة يدعي تحقيق انتصارات على الأرض، وبات قريبا جدا من حمل لقب حارس البوابة الغربية .
يا جماعة الخير من السياسيين والمسؤولين العراق بحاجة الى "مواقفكم الوطنية " اتركوا الخلاف ان كنتم قادرين ، وتحملوا الأمانة بحفظ امن شعبكم ، وهو بدوره سيمنحكم ثقته وسيدلي بأصواته لقوائمكم الانتخابية ، ومنها قائمة حارس البوابة الغربية .
حارس البوابة الغربية
[post-views]
نشر في: 20 يناير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
الناصري
ههههههههههههههههه.......مجرد ان قرأت العنوان وبدأت بالضحك عفوا ولكنه يشبه قول العراقيين قبل ثلاث عقود حارس البوابه الشرقيه .......ولكن شتان مابين الشرق والغرب