اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بعد ان عصفت به الأحداث ونزعات الجشع الطارئة .. سوق دانيال.. ذكريات عن الزبائن والسياس

بعد ان عصفت به الأحداث ونزعات الجشع الطارئة .. سوق دانيال.. ذكريات عن الزبائن والسياس

نشر في: 15 نوفمبر, 2009: 04:48 م

بغداد / شاكر المياح تصوير / مهدي الخالدي ثمة أسواق في بغداد اكتسبت شهرة على الصعيد المحلي والعربي والعالمي ، ايام كانت تعيش عصرها الذهبي بدءاً من أربعينيات القرن المنصرم وحتى اواخر سبعينياته ، وذلك لتخصصها النسائي، ومحاكاتها وتماهيها مع اخر تقليعلت الموضة ( المودة ) المعاصرة .
 فحينما تهبط من جسر الاحرار باتجاه حافظ القاضي وتنعطف يسارا ستكون عند مدخل الشارع الاشهر بعد ابو نواس ذلكم هو شارع النهر الذي يفضي في نهايته الى سوق دانيال . شارع النهر كان يسمى بشارع البنات ، وشارع الجمال هو الاسم الذي اطلق على سوق دانيال . كنا شبابا ونحن نرتاد هذين السوقين ، نتطلع الى وجوه الحسان و ( خواتين ) بغداد فنتنسم شذى عطورهن ، مبهورين بازيائهن العصرية ، وتسريحات شعورهن واكسسواراتهن وقلائدهن المتدليات من اعناقهن ، كنا على صغر اعمارنا الفتية نشاكس البعض منهن بتهذيب عال ورقة عذبة وكن يردن على المشاكسة بلطف ومحبة ، كانا سوقين للعرائس والعرسان ايضا ، وللعوائل البغدادية ، غير ان الصورة تغيرت تماما بعد الثمانينات لاسباب اجتماعية وتجارية واقتصادية وثقافية وسياسية ، وللبحث عن هذه الاسباب تجولت ( المدى ) بين اروقة وممرات سوق دانيال وحاورت بعض تجاره واصحاب المحلات. يقول التاجر ( جبار الكناني ) : ذكرياتي عن سوق دانيال يكتنفها الجمال والسعادة ، كان زمنا رائعا ذاك الذي عشناه ونحن في هذا السوق ايام عصره الذهبي ، ففي ستينات القرن الماضي كان مزدهرا وضاجا بالحركة والزحام ، لان القدرة الشرائية للمواطن انذاك في اعلى مستوياتها ، والدينار العراقي هو الاعلى بين عملات دول المنطقة، فسعر صرفه يساوي 3،3 دولار ناهيك عن كونه متخصصا بالاقمشة النسائية وبدلات الاعراس والاكسسوارات والعطور والكوزماتيك والدانتيلات ولوازم الخياطة وعلى هذا فهو خاص بالنساء ، وكان يسمى في بعض الاحيان بسوق الاعراس ، وسوق ( الجوخجية ) الملاصق له خاص بالرجال والذي تحول الان الى سوق للستائر ومن تجاره المعروفين المرحوم ( الحاج حسين الطويل وشقيقه هادي ، وعبد الامير ، وال الحمداني ). * متى تأسس سوق دانيال؟ تأسس سوق دانيال قبل انشاء سوق ( العرب ) الذي بناه ( شاؤول طوبا ) في عام 1935 ، وهذا يعني انه بني في عشرينيات القرن المنصرم ، وربما كان ذلك في عام 1925 ، وفي ايام تسفيرات اليهود العراقيين اضطر ( شاؤول طوبا ) الى بيعه لآل ( مكية ) و ( عبد الامير الصراف ) . اما سوق دانيال فقد بناه (مناحيم دانيال ) وهو من الطائفة اليهودية العراقية التي ما تزال تديره حتى الان ، باستثناء بعض المحلات التي اشتراها المرحوم (محسن الجزائري)، وتاجر اخر يلقب ب ( العاني). وكيف هي حركة السوق الان؟ ـ ما تزال متقلبة ، فتارة تجدها نشطة ، واخرى كاسدة وخاملة، سيما وان جل زبائنه من النساء ، ولا يخفى بان انتشار الاسواق بشكل واسع في معظم احياء بغداد قد اثر سلبا على حركة السوق ، وكذلك وفرة المستورد من الالبسة الجاهزة ومن مناشئ عديدة ، فضلا عن عزوف النساء عن الخياطة مكتفيات بما توفره تلك الاسواق من بضائع رخيصة . المرأة العراقية كانت تتمتع بذوق رفيع ، فاختياراتها كانت تتماهى مع الحداثة ومعطيات العصر ، ومع كل ما هو جديد في عالم الازياء النسائية التي تنتجها دور العرض العالمية من تصاميم تتسم بالخطوط الفنية ذات الالوان الجميلة واللمسات الانيقة . المرأة العراقية ومجلات الازياء ويواصل الكناني حديثه فيقول: شهدت تلك الاعوام رواجا واسعا لمجلات الازياء والتي غالبا ما ترفق معها (باترونات) لاحدث الازياء العالمية ولمختلف الاحجام والاعمار مثل المجلة الالمانية (البردا) والمصرية (حواء) فكانت عاملا مشجعا للمرأة العراقية والبغدادية على وجه الخصوص لخياطة ملابسها وبدلاتها وازيائها على وفق تلك ( الباترونات ) ، وحتى ملابس الاطفال . مجلة ( البردا ) كانت تطبع باللغتين العربية والانكليزية ويكاد لا يخلو اي بيت بغدادي منها ، اما اليوم ، فان المجلات النسائية تخصص صفحتين او اكثر لعرض صور لبعض الازياء من دون ذكر اية تفصيلات عنها، ناهيك عن جودة الاقمشة المستوردة ومن مناشئ عالمية معروفة (المانيا، فرنسا، اليابان) ، اما الان فاغلب بضائعنا نستوردها من (دبي)، وبتقديري الشخصي فان المرأة العراقية ما زالت تميل الى خياطة ملابسها لان الخياطة هواية قبل ان تكون حرفة ، فقد اعتدت ان افتح ابواب محلي عند الصباح الباكر وتحديدا في الساعة السابعة كل يوم فتتقاطر عليه الموظفات اللواتي يعملن في المصارف والدوائر القريبة من السوق لشراء ما يحتجن اليه من الاقمشة المختلفة . وقال ( حيدر عبد ) وهو تاجر بلوازم الخياطة : محلي خاص بلوازم الخياطة ، استأجرته منذ مدة طويلة تربو على الثلاثين عاما ، تميز السوق بشهرته التي طبقت الافاق بسبب جودة بضائعه المستوردة من اوروبا واليابان ، اذ نادرا ما كنا نسمع ببضائع من سنغافورة او الصين او ماليزيا او تايلند ، وحسن التعامل مع الزبائن والصدقية العالية بين التجار واصحاب المحال التجارية ، فضلا عن النزاهة والامانة ، الا ان شهرته بدأت بالتراجع عقب الحصار في بداية عقد التسعينيات ، وبلغ هذا التراجع ذروته بعد عام 2003 وما رافقها من احداث . الم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفلام إباحية على أرصفة الباب الشرقي تتحدى الحشمة والقانون!!

السِبَح.. أسرار عميقة وأسعار مرتفعة بعضها يعادل الذهب

الجمعية الانسانية: قوانين التقاعد لم تنصفنا أبداً

(شيء لا يخطر في بالكم) أهم مكونات العطر المزيف

كل شيء عن المخدرات فـي العــراق .. أنواعها ... مصدرها.... وطرق دخولها

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram