كتبت مرة عن أطفال الفلوجة التي لم أجد خبرا رسميا او غير رسمي يؤكد بالدليل انها خارج سيطرة "داعش". واليوم هناك خبر يبدو انه عابر، واني متأكد بان الحكومة ومن فيها لم تتوقف عنده لحظة واحدة، يقول ان "مسلحي داعش قاموا بتشكيل هيئة شرعية ومحكمة خاصة ونصب نقاط تفتيش في شوارع المدينة لمحاسبة المخالفين لها، كما منعوا من اختلاط الرجال مع النساء في الأسواق والأماكن العامة بالإضافة الى منع المرأة من الخروج من دارها دون محرم".
أغمضت عيني لأتخيل شكل هذه المدينة فلم يمر ببالي غير لون اسود داكن ذكرني بمقطع شاهدته عما كان يفعله أزلام طالبان بأمرة باكستانية هذا رابطه:
http://www.youtube.com/watch?v=_XlY0BY5tdU
"الهيئة الشرعية" في عرف "داعش" وأخواتها من كل المذاهب والأديان لا تعني غير إذلال المرأة. وبلدة تذل بها النساء لا يسلم رجالها من الذل. وان لم يصلنا الى اليوم من الفلوجة فيلم شبيه بالذي أعطيتكم رابطه فأنا على ثقة بان من أمثاله، او اتعس منه يحدث بالفلوجة وفي غيرها كل يوم. ان لم يكن من "داعش"، فمن "دواعش" أخرى وان ارتدت ثيابا مختلفة او تسلحت بأسلحة من نوع آخر.
الذي شاهد منكم فيلم "رجم ثريا" الإيراني المأخوذ عن قصة واقعية لو حلل بدقة ما شاهده سيجد ان الذين أصدروا الحكم برجم ثريا يحملون في عقولهم وضمائرهم نفس الخلايا التي يحملها اتباع طالبان أو داعش او القاعدة. الحجة واحدة: تطبيق الشريعة!
من يتقبلها من هذا وينكرها على ذاك او يبررها فإنه طائفي. من يسكت على ما يفعله جيش "داعش" بالفلوجة ان كان سُنّيا فإنه سيدفع الثمن قاسيا بعد حين. ومن يشمت بأهل الفلوجة من الشيعة تحت أية ذريعة فهو طائفي. والطائفي "داعشي" مهما تفنن في إخفاء دوافعه.
داعش ليست منظمة او جيشا فقط، انما هي سلوك ان اختلف بالطريقة التي يسلكها صاحبه، إلا ان النتيجة واحدة: ذل وأيام سود.