دخل لقاح أمريكي لمكافحة التدخين مرحلة الاختبارات ما قبل النهائية وسط تفاؤل بنتائج واعدة للعقار الذي صمم لتحفيز جهاز المناعة الطبيعي لتوليد أجسام مضادة تتعلق بالنيكوتين في جسم المدخن وتعمل على منع انتقاله للمخ الذي يفرز مواد تمنح الشعور الجيد والانبساط بعد التدخين.
ومنح "المعهد القومي للحد من سوء استخدام العقاقير" شركة "نابي بيوفارماكيوتيكالس" 10 ملايين دولار، للبدء في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح "نك فاكس"، لمكافحة تأثير النيكوتين. وقال المعهد الحكومي إن المرحلة التجريبية الثالثة والأخيرة للعقار قبيل عرضه على "دائرة الدواء والغذاء" الحكومية لإجازته تتضمن: "إعطاءه مجموعات كبيرة من الناس للتأكد من فعاليته، ومراقبة آثاره الجانبية، ومقارنته بالمطروح حالياً من عقاقير مكافحة التدخين". وقال د. فرانسيس كولينز، مدير المعهد: "هذه المرحلة التجريبية الثالثة توفر آمالاً واسعة نحو إيجاد حل لهذه المشكلة الصحية العامة الضخمة"، ويقول خبراء إن الإقلاع عن النيكوتين أكثر صعوبة من إدمان الهيرويين.ومؤخراً، قرع تقرير للوكالة الدولية لأبحاث السرطان ناقوس الخطر، بعد أن سلط الضوء على الأعداد المتزايدة بكثرة لمرضى السرطان، وبالتحديد من الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل، وعلى الرغم من زيادة الوعي بالمخاطر الصحية لآفة التدخين وإجراءات الحد من انتشارها إلا أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تؤكد زيادة عدد المدخنين، وبصفة خاصة في الدول النامية، ومن بينها الدول العربية. وتؤكد أحدث أرقام منظمة الصحة العالمية ارتفاع أعداد المدخنين بين الأطفال العرب في الفئة العمرية بين 13 و15 سنة حيث بلغت نسبة المدخنين بين الأطفال في هذه المرحلة العمرية 22%، كما تؤكد الأرقام ارتفاع معدلات التدخين بين الفتيات في الفئة العمرية ذاتها، حيث بلغت 6 في المائة في مصر وبعض دول الخليج. وأشار تقرير حديث الى أن العرب ينفقون على التدخين أكثر من التعليم والصحة، ففي مصر ينفق المصريون 20% من متوسط دخلهم على السجائر، وفي السعودية ينفق سكان مدينة الرياض وحدها 200 مليون ريال سنويا لشراء وحرق 170 ألف علبه سجائر، وحسب إحصائيات تونسية، ينفق التونسي 90 دينارا سنويا على السيجارة بينما ينفق 25 مليما فقط على شراء الكتب، وذكرت مصادر تونسية هذا الأسبوع أن التدخين في تونس يتسبب في وفاة 6850 شخصا سنويا.وفي العراق، بلغ عدد المدخنين 7.5 ملايين مدخن رغم الأحوال الاقتصادية السيئة التي يعيشونها. أما في لبنان، فإن أكثر من نصف السكان، أي نسبة 57 % مدخنون، وينفق اللبنانيون على استهلاك السجائر 400 مليون دولار سنويا، و يقتل الدخان سنويا 3500 لبناني، ويبلغ عدد المدخنين في العالم طبقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية لسنة 2008 أكثر من مليار ومائة مليون مدخن، ومن المتوقع أن يصل إلى 1.7 مليار بحلول عام 2025، وتبلغ الوفيات من الأمراض الناتجة عن التدخين 5.4 ملايين شخص سنوياً بمعدل حالة وفاة كل ست ثواني، ومن المتوقع أن ترتفع الوفيات إلى أكثر من ثمانية ملايين شخص سنوياً عام 2030، وتفوق نسبة الوفيات بين المدخنين من سن 35 عاماً إلى 69 عاماً بثلاث مرات مثيلتها لدى غير المدخنين، وتؤكد الأبحاث العلمية أن التدخين هو المسؤول عن 90% من وفيات سرطان الرئة في العالم و30 % عن جميع إصابات السرطان.
العالم يعلّق آمالا كبيرة على لقاح مضاد للتدخين
نشر في: 15 نوفمبر, 2009: 05:14 م