TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حتى إشعار آخر

حتى إشعار آخر

نشر في: 22 يناير, 2014: 09:01 م

في خضم  التسقيط  والصراعات المحتدمة  بين الأشخاص  والكتل والكيانات  ، صار مألوفا تأجيل ما هو  ضروري  إلى إشعار آخر . ولأسباب واهية  وآحيانا  دون إبداء الأسباب  .
لن نتطرق  للميزانية العامة — شهيق التنمية  وزفيرها — والتي تأجل إقرارها غير مرة ،   حتى  غدت مصدرا  للأقاويل والتكهنات .  ولكن التوقف طويلا  حاجة  ملحة عند البحث عن الإحصاء  السكاني  ،  الذي أجل أكثر من مرة  ٫ والدواعي والمبررات  ، جاهزة…..  
لا قيمة  ولا معنى ولا جدوى من إحصاء  سكاني يقتصر على أرقام  عمياء عن عدد سكان العراق من ذكور  وإناث ، وكيفما اتفق !
لا  قيمة ولا معنى ولا أهمية لإحصاء  سكاني لا يضع في الاعتبار ، تفاصيل دقيقة  وجوهرية عن عموم السكان : فئاتهم  العمرية ،  القادرون على العمل ،العجزة  ، العاطلون ،  أعداد الذين هم على مقاعد  الدراسة ، من رياض  الأطفال حتى مدارج الجامعة  ، أعداد الخريجين ، عدد  المتسربين  من المدارس ٬ أسباب التسرب ،  
لا  قيمة  كبرى لإحصاء عام لا يبين نسبة  الشباب  قياسا   للشيوخ . قياسا للأطفال  وحديثي  الولادة  .أعداد سكان العشوائيات ، أعداد  الساكنين بالإيجار . او المالكين .إلخ  
إن معرفة  تلك التفاصيل ٫ وعشرات غيرها ،  تتيح  للخبراء وضوح الصورة ، وتكفل  لذوي  الشأن وضع  الخطط المستقبلية  للنهوض  بالبلد وسكانه  وتوزيع  الموارد  ، بالشكل   الأمثل  ومعالجة  الخلل قبل ان يستفحل .  
ليس  الأمر بطرا ، بل هو من أبجديات وآلف باء  عمليات الإحصاء  المعمول بها في دول العالم المتقدم .  
حين النظر إلى  اخر إحصاء سكاني  ، نجده جرى بتاريخ ( ١٧—١٠—١٩٨٧) أي قبل  أكثر  من ربع قرن .!! والذي أظهر  إن عدد  سكان  العراق آنئذ بلغ  (١٦ )مليون نسمة،، منهم ثمانية ملايين وربع  المليون من الذكور وحوالي سبعة ملايين وتسعمائة وثلاثة عشر الف من الإناث …..
لو اقدم متطفل  وسأل أي مسؤول في الحكومة٫ بما فيهم  وزير  التخطيط او أي موظف في الوزارات المعنية  عن عدد سكان العراق الآن ؟  لما استطاع واحدهم  الإجابة ٫ ولو برقم قريب  من الحقيقة.  
لا غنى عن الأرقام الدالة  في أية تنمية،،  ولأننا نخشى ونرتعب من الأرقام الدالة  ،  فما الضير والضرر من تأجيل  عملية  الإحصاء الى إشعار  أخر،؟؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram