أربيل / PUKmedia تعد منارة (جولي) التي تقع غرب قلعة أربيل بمسافة 1000 متر تقريبا، ثاني أكبر معلم تاريخي بعد القلعة، وذاعت شهرتها لجمال منظرها وهندسة بنائها في اقليم كردستان والعراق والعالم و يعتقد أن هذه المنارة بنيت في عصر أتابكية أربيل والموصل في عصر السلطان مظفرالدين كوكبري
اي (الملاك الأزرق) باللغة التركية، والسلطان صلاح الدين الأيوبي كان صهرا للكوكبري، ويعود ذلك الاعتقاد لعصر بنائها الى عهد السلطان المذكور، لعدم وجود دليل كتابي على جدران المنارة لتاريخ بنائها ومهندسها. الزائر لموقع المنارة، يلاحظ انها من ناحية الوصف الهندسي، تتكون من الأسفل على شكل هندسي مثمن، وجزء علوي أسطواني، وهناك باب صغير من الجهة الجنوبية يخرج من بداية الشكل الأسطواني الى حافات ضيقة لسطح الشكل الأسطواني، ويبلغ ارتفاع المنارة ما يقارب 37 مترا، وهي مشيده بالآجر الأحمر والجص، ومبنية على قاعده مثمنة الأضلاع بأطوال متساوية الا في ضلعين، ولها بابان مغلقان يفضي كل منهما الى سلم منفرد دون التقاء بينهما، ويوجد في بطـن المنارة اسطوانة تصغر قطرها كلما صعدت الى الأعلى، يدور حولها السلّمان، حيث يدخل المرء من البابين المذكورين للصعود الى أعلى المنارة، وتبلغ درجات كل سلم 132 درجا من كل جانب لا التقاء بينهما الا في البداية على الأرض، والنهاية في قمة المنارة، بحيث يمكن لشخصين ان يصعدا أو ينزلا في وقت واحد، دون ان يرى احدهما الاخر. والجدير بالاشارة، أن للمنارة في وسط ارتفاعها من الجهة الشرقية، شباك لحركة الهواء، يدخل منها اي الهواء بسرعة 40 كلم/ساعة. والمنارة مزينـة من واجهاتها الخارجية بزخارف تشابه الى حد بعيد، زخارف منارة قضاء (سنجار) ومنارة (الحدباء) في مدينة الموصل، ومنارة داقـوق جنوب مدينة كركوك..وحسب أقوال المعمرين من البنائين والروايات المتداولة شفاها، فان ارتفاع المنارة كان ٤٥ مترا تقريبا، لأن الأطوال والارتفاع والأعماق سابقا، كانت تقاس بالأذرع وقامة الإنسان الاعتيادي، وذلك قبـل ان يصاب الجزء العلوي منها بصاعقة في فصل الربيع حيث تكثر الصواعق والرعد ووابل الأمطار في مدينة أربيل وضواحيها، فتقلص من ارتفاعها حوالي 8 امتار. اما محيط قطرها فيقدر بـ21 قدمـا. وقامت مؤسسة ايطالية عام 2009 بالتعاون مع دائرة الآثار التابعة لوزارة الثقافة لحكومة اقليم كردستان بترميمها لحمايتها من السقوط لأن أرضيتها أصبحت هشة مؤخرا، وهي الان احد الرموز الأثرية ومعلم سياحي لمدينة أربيل. وهناك صور قديمة للمنارة تعود لستة أو سبعة عقود مضت، تبدو فيها منفردة وحيدة في فناء مكشوف، وأصبحت المنارة الآن في وسط المدينة بسبب الحركة العمرانية الواسعة التي شهدتها أربيل بعد الانتفاضة الآذارية المجيدة عام 1990 وحركة الاعمار السريعة بعد 2003 أي بعد سقوط النظام السابق. هناك حكايات عديدة تروى جيل عن جيل جيلاً المنارة والهدف من السلّمين، وأسباب التشابه بينها والمنارات الأخرى في كردستان، منها، والعهدة على الراوي بأن المهندس المنفذ للمنارة كان طالبا لدى مهندس منارة داقوق، لكن بسبب خلاف أثناء تنفيذ العمل في منارة داقوق، يترك الطالب أستاذه، فينفذ منارة المظقرية في أربيل التي سميت فيما بعد بمنارة(جولي) أي منارة البرية بسبب بعدها عن القلعة والأحياء المحيطة بها، ويدرك الطالب أن أستاذه سيزوره حتما بعد سماعه خبر بناء هذه المنارة، فيستعد لتلك الزيارة منذ البداية، ويتوقع من استاذه الحسد والضغينة اذا ما شاهد هذا البناء الشامخ الذي بني بأحسن من بناء أستاذه لمنارة داقوق، فيأتي الأستاذ لاحقا لرؤية المنارة، فيفكر ببناء سلمين داخل أسطوانة المنارة دون التقاء بينهما للخلاص من أي شر قد يكمنه أستاذه، وبالفعل، يطلب الأستاذ من طالبه أن يتسلقا المنارة معا، فيبدأ الاستاذ بالصعود من السلم الأول ولا يدرك أن هناك سلماً ثانياً، ويصعد الطالب السلم الثاني، فيلتقيان في القمة، فيدرك الطالب أن أستاذه في حالة نفسية غير طبيعية، فيخاف الطالب ويستعجل بالنزول من السلم الأول، ويعتقد الأستاذ أن السلم الثاني يلتقي بالأول في الطريق النازل، فيختار الثاني، فيلتقيان ثانية على الأرض، وهناك أناس يتابعون الحدث، عندها يتخلى الأستاذ عن الانتقام من طالبه، ويقوم أمام الناس بتهنئة طالبه على هذا الانجاز، فيسافر الى مدينة الموصل ليبني منارة أفضل من طالبه، ، وتكون النتيجة بأن منارته مائلة يتوقع سقوطها في أية لحظة، وهي منارة الحدباء في مدينة الموصل. وهناك حكايات مماثلة عن جسر(دلال)في مدينة زاخو 100 كلم شمال الموصل.
حكاية منارة (جولي) في اربيل
نشر في: 15 نوفمبر, 2009: 05:18 م