اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > دراما الطبيعة.. المعرض الشخصي للفنان وسام زكو

دراما الطبيعة.. المعرض الشخصي للفنان وسام زكو

نشر في: 24 يناير, 2014: 09:01 م

لم تشأ تطلعات الفنان التشكيلي(وسام زكو- تولد 1955) في رحلة حنين معرضه الشخصي الأخير، الذي حمل عنون(دراما الطبيعة)المقام على قاعة مركز رجال الأعمال في العاصمة الأردنية/عمان- منذ منتصف شهر كانون الثاني/2014،إلا أن تقف مجددا عند حدود هيبة ذلك الحنين الط

لم تشأ تطلعات الفنان التشكيلي(وسام زكو- تولد 1955) في رحلة حنين معرضه الشخصي الأخير، الذي حمل عنون(دراما الطبيعة)المقام على قاعة مركز رجال الأعمال في العاصمة الأردنية/عمان- منذ منتصف شهر كانون الثاني/2014،إلا أن تقف مجددا عند حدود هيبة ذلك الحنين الطاغي للإغراءات جمال الطبيعة التي أغرت من قبل جميع الرسامين على جمر ومر السنين التي طوقت حيواتهم منذ أولى شرارات الدخول إلى محراب الفن(الرسم) هنا-تحديدا- ولعل لـ(وسام زكو) إسهامات سابقة تعود إلى بدايات عهد الإعلان عن نفسه رساما شق عنان البحث عن ذاته في عدة مجالات،فمنذ مشاركاته في مهرجان بابل2000-1999 وسعي مغامراته التجريبية في معرض مشترك حمل عنوان(طبيعة عراقية/قاعة حوار2002 وصولا إلى معرضه الشخصي على قاعة الميزان في بغداد/2001تحت عنوان(كونيات) ثم معرضه الشخصي الثاني على قاعة مدارات/2006وبعدها معرضه الشخصي الثالث(خلاصات النذر والاستعادة)على قاعة مدارات-أيضا- ولكن في العام/2008 وبعدها معرضه الأهم في قاعة زمان/بيروت 2010الذي زها بعنوان كبير هو(بانوراما الأحزان) ثم معرض (أهان الذات)على قاعة مدارات-أيضا- 2010بعدها معرض النحت على قاعة رواق-البلقان في عمان/2012.وأخيرا مانحن بصدد الكتابة والإثابة لملخصات ما توصل إليه(وسام)في ربوع معرض(دراما الطبيعة)الذي باغت فيه متابعيه في طريق العودة اللا رحاب الطبيعة بالطريقة التي اختارها وحرص على تنفيذها وطبيعة طرحها في نسق متكامل ومتناغم مع مسببات تواجد تجربته في خارطة التشكيل العراقي منذ نهاية التسعينات،لذا وجدتني أعيد للأذهان بالتواريخ مثابات مساعيه وصدق تطلعاته ودرج أسماء وعناوين معارضه الشخصية وإسهامات(وسام) في معارض ومشاركات جماعية نجحت في مرامي نحت تجربة عراقية خاصة وخالصة باجتهادات تناوبت وتعمقت في عدة اتجاهات،لكنها ظلت حريصة،متفانية في مسك بوصلتها وصراحة السير في الطريق الذي اختارته ووجدت نفسها فيه تماثلا قيمت مع النحت والرسم فضلا عن مشاريع أعمال(اليسليشن)تركيب واقتراحات بصرية تساند فكرة الرسم لكي تتفوق عليها بقوة الأثر وبراعة التأثير،وإن كانت تحاذيه وتحرص بالتماثل معه رغم الاختلاف عنه.

تنوعت مشاريع(زكو) ولم تقف عند حدود الإعادة والتكرار-بحجة تعميق الأسلوب-بل تجرأت كثيرا على تجاوز السائد والممطوط من نسق الاتكاء على(الأسلوب)،ولكي نبقى في تعميم لغة الحنين التي سكنت روح وعقل وعواطف(وسام زكو) في ملاك معرضه(دراما الطبيعة) عبر تغاير مفاهيم إفصاحاته اللونية والتعبيرية باتجاه تعميق مهام تلك المشاريع الإبداعية-البصرية وترسيخ أهمية البحث والتجريب واختبار المهارات،بكل ما يعزز من قيمة الفنان نحو كل ما يهدد الحياة جراء تعسف وجور الإنسان نفسه أمام نفسه كما تأكد في معرض(النحت)في العام/2012 ،كما أشرنا قبل قليلـ في سعي حثيث يتجلبب(من جلباب) في طبيعة الدفاع عن أمنا الطبيعة وقساة الإنسان عليها،وما تمهيد هذا المعرض إلإ توثيق آخر لإدنات بنداءات متكررة في طريقة احترام مكونات الطبيعة بنهج مغاير لنوعية الوعي الذي اتبعه الفنان(زكو) عبر تبنيه لموضوع الجذور والتأكيد على نبل عمقها وثبات غرسها عميقا في غرين الأرض،مفترضا بأن؛(الجغرافية هي أم التأريخ) وهي مثابة لأي صراع يدور حولها،كما أن أغلب أعمال هذا المعرض التي تربو على الخمسة والأربعين عملا-بأحجام مختلفة- تعلق آمالها على الجذور والجذوع،لا على قمم الأشجار ومهابة الأغصان،وهذا مدعاة لوعي متقدم في حفظ أبجديات(الدراما) وتناوبات قيم الصراع بين عالمين (أعلى وأسفل) وما بينهما من توريدات،ربما تصالح لغة(السينما) أكثر مما تصلح للرسم أو النحت،لذا تسامقت قامات أشجار (وسام زكو) وتصارعت فوق حمم ألوان حادة وحارة ومنبثقة من براكين وعيه وغليان روح التمرد والحرص التي تسكنان تطلعاته وطرائق البحث عن ذاته القلقة،ولعلي أستعين-ثانية- بكلمة الدليل التي تقدمت بها في تقديم هذا العرض المبهر الطيع المتنامي بوحدات ملكات التفكير والتوريد التي اتبعها الفنان،حيث لم أجد غير أن أحتمي- سببا- بأبيات ذلك الشاعر البرتغالي(فرناندو بيسوا)الذي أباح قائلا،بلا أدنى شك أو حذر :
(حين ينبت العشب فوق قبري...
فليكن ذلك علامة على نسياني
بالكامل...
الطبيعة ... لا تتذكر
ولهذا فهي ... جميلة )
وأنا أتفحص مسببات ودواعي إقدام (وسام)على خوض غمار مغامرة الانسحاب- طوعا- نحو محافل الطبيعة،ولكن وفق مؤهلات ما أراد وخطط في قطف ثمار ذلك الحب الحتمي للحياة...
إنه يرسم وصولا لمسعاه ونصوع تصورات ذاته، وعمق توجساته في تحشيد طاقة الرسم حين تسكنه نوبات حنين وإخلاص إلى عالم خال من الزوائد والعيوب...
تقع حدود هذا الانتماء لمجسات الطبيعة،في متممات معرضه هذا،في دائرة الوثوق -مجددا-بمقدرات وعيه وحسن سلامة نواياه التعبيرية،وتورية دوافعه الراسخة في قيعان وجواهر كل ما هو جميل ومقدس وعذب،وما توريد عذوبة واحتشاد رؤى(وسام زكو)في مهابة هذا العرض المهيب و الحاني- في أشهى لحظات التنويه إليه والوقوف عند ضفافه-إلا تجسيد حي وحيوي لمهام الاعتناء بالجمال- برغم حاجته الدائمة لمن يثبت حقيقته(أي الجمال)- عبر صراحة المثول في حضرة الطبيعة،ليس كما هي، بل،وفق مشيئة الفنان المخلص/الواثق لطغيان حنينه الأكيد في التعبير عن أعماق دواخله،كما هو (وسام) في موجزات إخلاصه المزمن للطبيعة والنقاء،وكما عودنا في مستهلات معارضه السابقة عبر احتفاءات مناحيه التجريبية و مثابات التجديد حتى في عز زهو الانضمام إلى روح الماضي البعيد وصدى التماهي في مرايا التاريخ وإغراءات الميل نحو الأسطورة التي يرى فيها (وسام زكو) جوانب عديدة في عموم تجاربه البحثية رسما ونحتا،دون أدنى تفريط وتغير يخالف لغة السرد وتنامي الصراع الحي داخل لوحته الواحدة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

باليت 42 بدايات عام جديد

السُّخرية السريالية ودلالة الأيقون في أعمال الفنان مؤيد محسن

المصرف الزراعي في السنك: بزوغ الحداثة المعمارية العراقية

عمارة تلد مسابقة!

دار هديب الحاج حمود.. السكن رمزاً للانتماء

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram