يوم اعتمد شعار كل شيء من اجل المعركة في العراق على وجه الخصوص كرد فعل رسمي لإزالة آثار نكبة الخامس من حزيران في العام 1967 نظمت فعاليات لجمع التبرعات العينية والمادية للشعب الفلسطيني ودعم العمل الفدائي ، وعلى الرغم من ضعف القدرة الشرائية للعراقيين ، استجابوا للحملة للتعبير عن شعورهم القومي والوطني ، فضلا عن اعتقادهم بان القادة العرب وبعد مراجعة حساباتهم وتوحيد صفوفهم وتصحيح الأخطاء العسكرية سيحققون النصر على إسرائيل بزحف مقدس يمحو وجودها من الخريطة، ويا أهلا بالمعارك .
الجهات الرسمية العراقية جعلت من بعض الدوائر والمدارس مقرات لجمع التبرعات للاجئين الفلسطينيين ، على ان تقوم منظمات الصليب الأحمر بمهمة إيصالها لمخيماتهم في الدول العربية ، وكانت إدارات المدارس تحث طلابها على جمع التبرعات بشراء طوابع من فئة 10فلوس لدعم المنظمات الفدائية الفلسطينية في اطار تنفيذ مقررات مؤتمرات القمة العربية .
في ذلك الوقت للفلس قيمته المعتبرة ، وله مكانة وموضع تقدير واحترام لدى العراقيين ، والفلس الأبيض ينفع في اليوم الأسود ، واغلب الأسر كانت تتبرع بمواد عينية طحين وسكر والقليل جدا من دهن الراعي وزبيدة ، من إنتاج شركة الزيوت النباتية ، وبجمع التبرعات بشكل يومي تكون الحصيلة كمية كبيرة من المواد ، يعتقد المتبرعون بانها قد تزيل الى الأبد أثار النكبة ، وتستعيد الأمة مجدها الغابر، وأمجاد يا عرب أمجاد.
شعار دعم المعركة ، تعامل معه المزارع في منطقة التاجي عليان سربوت بشكل آخر ينسجم مع إمكانياته المادية فهو مسؤول عن إعالة أسرة مكونة من 16 فردا بينهم أرملة وأيتام شقيقه القتيل في نزاع عشائري ، وقلة الدخل تعترض رغبته في دعم "الكونة " أي المعركة ولكنه استقطع جزءا من خزين الأسرة الغذائي ، وكلف ابنه الأكبر سالم بشرف التبرع للفدائيين ليحققوا النصر في "الكونة" .
في صباح يوم شتائي مشمس وقف مدير مدرسة التاجي وسط الساحة ، لجمع التبرعات ، وبعد دقائق تقدم الطالب سالم عليان حاملا "حلانة التمر " يلاحقها سرب من الذباب ، فسمع من المدير عبارة توبيخ " ولك ابن سربوت شنو هاي عدنا خيل ونعلفها " شعر سالم بالخجل وتوجه الى صفه مع "الحلانة " وحتى نهاية الدوام النشامى "ذبوها غلف" ، وظلت قصة ابن سربوت متداولة في المنطقة وانتقلت من جيل الى آخر .
بإعلان تنظيم حملة تبرعات للنازحين من أهالي مدينة الفلوجة ومحافظة الأنبار تولى الرجل سالم عليان سربوت بوصفه احد أعيان منطقة التاجي الأشراف على الحملة وحث الأهالي على التبرع ، لحين عودتهم الى ديارهم ، ونشاط ابن سربوت حفز ذاكرة الكثير من معارفه على فتح ملف "حلانة التمر" وامتد الحديث ليتناول تناسل النكبات وتداعياتها ، وإخفاق القادة العرب السابقين والحاليين في إزالة آثار نكبة 5 حزيران ، فيما يتحدث إعلامهم الرسمي عن تحقيق انتصار في" الكونة " و وغيرها من المعارك السابقة والمرتقبة .
"حلانة تمر" للمعركة
[post-views]
نشر في: 24 يناير, 2014: 09:01 م