يقف منتخبنا الأولمبي اليوم على بعد خطوة واحدة من منصة التتويج بلقب أول بطولة لكأس أمم آسيا تحت 22 عاماً لينهي رحلته اليسيرة التي ابتدأها بثلاثية في مرمى شقيقه السعودي المنافس ذاته في لقاء اليوم الذي يعد (ديربي خليجي) ممتعاً تترقبه الجماهير بشغف لما يتمتع بها المنتخبان من لاعبين مثابرين لا يألون جهوداً من أجل حسم هكذا مباريات تضفي الحماسة والحساسية الايجابيتين طابعاً مثيراً على الأداء والمستوى والنتيجة.
ولعلها المرة الأولى التي يستشعر جميع المراقبين في العراق ان المنتخب يمضي مسيره من دون قلق منذ تدشين مشاركته في بطولة مسقط بعدما أتضح الفارق بينه وبين المنتخبات التي واجهها على صعيد البنية الجسمانية والخبرة الفنية في التعامل مع ظروف المباراة نتيجة مشاركة اللاعبين انفسهم مع فرق الصف الأول للاندية المحلية منذ سنين عدة فضلاً عن زج أغلبهم في استحقاقات دولية للكبار كما في تجربة تصفيات كأس العالم 2014 وتصفيات أمم آسيا 2015 بعكس المنتخبات الأخرى التي تحترم التدرّج المتوازن في تأهيل عناصر الشباب الى المنتخب الأول خشية استهلاك طاقاتهم مبكراً في مهمات أكبر من امكانياتهم وتضعف اندفاعهم مع مرور الوقت وعدم جدوى استمرارهم مستقبلاً.
ان الحصول على كأس آسيا تحت 22 عاماً ربما يضيء شمعة الى جوار شموع الألقاب "النادرة" المنجزة ما بعد التحوّل التاريخي الذي شهدته البلاد عام 2003 لكنها بكل تأكيد لا تكفي لإزاحة الظلام الذي تعيشه الكرة العراقية وهي تسجل تراجعاً خطيراً في منحنى النتائج عربياً وآسيوياً بسبب إهمال اتحاد الكرة التخطيط في ما يخصّ تحضير الملاكات التدريبية المناسبة ، وسوء اختيار المدربين الاجانب الذين لم يجن منهم منتخبنا الوطني غير الانكسار وهدر الأموال في تجارب فاشلة يتحمل مسؤوليتها أعضاء الاتحاد أنفسهم الغارقين في مشكلات لا تهدف الى انتشال اللعبة من مأزقها ، بل إنقاذهم من التشرذم الفئوي الطامح الى كسب معركة الانتخابات المقبلة (الفضيحة الكبرى) التي لم تبرىء أحداً من تهمة العمل المصلحي وليس التطوعي لخدمة كرة العراق.
واذا كان السلاح المعنوي احد أدوات مدربي المنتخبات العالمية للانتصار في بطولات بحجم المونديال ويورو وكوبا امريكا فإنهم يحسنون استخدامه ضمن الاطار الفني البحت لاشعار المتنافسين بالقلق والتلويح بالمفاجآت قبيل المباريات تربك حساباتهم ، لكن أبداً لم يتمسكن أي مدرب في العالم ويتخذ من ظروف خارجة عن إطار كرة القدم لاقحامها في تصريحاته أثناء مؤتمر صحفي أو لقاء تلفازي لكسب التعاطف معه بهدف تمرير رسائل خاصة لمن لا يتفق مع رؤاه أو منهج عمله أو ثقافته الكروية ونرجسيته، وكأن خطابه ينساق في تحدٍ شخصي مباشر يلغي من خلاله جهود اللاعبين صناع الانتصار باقدامهم وليس بألسنتهم ولولاهم لن يجرؤ المدربون على رفع رؤوسهم وصدورهم أمام الصحفيين لتلقي انتقاداتهم الموضوعية وغالباً ما يهربون الى فنادقهم ويتركون مساعديهم يتصببون عرقاً في محاولة منهم لتبرير الهزيمة.
إن المنتخب الأولمبي اليوم يدرك قيمة التنافس مع منتخب بقامة الكرة السعودية صاحبة السجل اللامع في تاريخ المشاركات العالمية ومن غير المستبعد أن يظهر أولمبيوه بحالة مغايرة عمّا شاهدناهم في المباراة الاولى ناهيك عن الشحن المعنوي الكبير الذي سيقدمه ابناء المملكة للاعبيهم مقابل عشرات من افراد الجالية العراقية المقيمة في مسقط مثلما سيكون لاندفاع الأخضر للثأر من هزيمته سبباً في احداث ضغط مبكر على منتخبنا ينبغي ان نتعامل معه بهدوء من دون انفعال او تشتيت التركيز مع الحذر من الهجمات المرتدة التي يجيد خط وسط السعودية تدبير محورها في اليمين بشكل مباغت لتهديد مرمى الأمين جلال حسن، ونحن على ثقة كبيرة بان الحماسة التي بدت على لاعبينا امام كوريا الجنوبية إذا ما تجدّدت اليوم لن تكون صعباً أمام أسود الرافدين شقّ صفوف الجماهير للصعود الى منصة الشرف لرفع الكأس وطرد نحس الوصافة !
شمعة مسقط والفضيحة!
[post-views]
نشر في: 25 يناير, 2014: 09:01 م