مما لاشك فيه ان الأمراض استفحلت على الإنسان بعد تعقيدات الحياة وصعوبتها فكثرت الأوبئة والأمراض الخطيرة التي كانت البيئة من دعائمها، ومن هنا نشأت الحاجة إلى إقامة المستشفيات التي ترعاها الدول على أساس ان الخدمة الطبية هي من أولى الخدمات التي تطالب بها
مما لاشك فيه ان الأمراض استفحلت على الإنسان بعد تعقيدات الحياة وصعوبتها فكثرت الأوبئة والأمراض الخطيرة التي كانت البيئة من دعائمها، ومن هنا نشأت الحاجة إلى إقامة المستشفيات التي ترعاها الدول على أساس ان الخدمة الطبية هي من أولى الخدمات التي تطالب بها الدولة وتوسعت الخدمة الطبية من الحكومية إلى المختلطة (بين الحكومي والخاص) ووصلت إلى المستشفيات الأهلية التي تدار من قبل أطباء أو شركات تقدم الخدمة الطبية مقابل أموال هي اكثر بكثير من المستشفى الحكومي وما زاد من الإقبال عليها في بلد كالعراق هو الحال الصحي المتردي بفعل الحصار الدولي السابق والإرهاب.كما ان المستشفيات في ظل التدهور الصحي الحكومي حيث أنها لا تمتلك ابسط مقومات الخدمة الصحية، فالمستشفى الحكومي بكامله ردهة طوارئ فيتعذر على المستشفى مواصلة علاج الحروق والتجميل والكسور المعقدة على سبيل المثال .أما الاختصاصيون الكبار فتجد فرصة لمحادثتهم والتكلم معهم في المستشفى الأهلي لوقتهم الكافي وقلة الزخم عليهم ناهيك عن الوضع النفسي الذي يوفره المستشفى الأهلي للمريض .والمعافى اذا ما دخل إلى الحكومية فسيكون عرضة إلى الرقود فيها لكثرة ما يراه من حوادث شنيعة يشيب منها الرأس فالمستشفيات الأهلية أرحم بكل حالاتها.
إضافة إلى ان المستشفيات الأهلية من دون رقابة تكون صفقة تجارية هدفها الربح دون النظر إلى الوضع الإنساني ،فالربح أولا والخدمة الإنسانية ثانيا وعندما زرت المستشفى الأهلي وجدت لوائح عجيبة غريبة وأجورا عالية جدا ما اضطرني إلى إجراء العملية في مستشفى أهلي هو الجراح الذي أعالج عنده حينما اجبرني على إجرائها في المستشفى الذي يتعامل معه تحت حجة ان الحكومية لا يمكن إجراء عمليات فيها إلا بعد الحجز الطويل وكلفتني مليونا ومئة وخمسين الف دينار. وعلمت بعدها ان هذه الأنواع من العمليات يمكن إجراؤها في مستشفى الجراحات التخصصية ونجد ان هناك الكثير من القوانين والإرشادات التي تنص عليها لوائح المستشفى ، وبعضها مثبت في لوحات ترشد المريض ، وبعضها يخص موظفي المستشفى . لكن هذه القوانين والإرشادات تطبق في أول الصباح أثناء جولات المسؤولين، وما أن ينتهي وقت الدوام الصباحي حتى يصبح المستشفى دون رقيب أو قانون يدخله من يرغب بالدخول دون ضوابط ، ناهيك عن افتراش الأهالي لحدائقها ومبيت بعضهم عقد جلسات السمر فيها التي تستمر حتى الصباح. يقول احد الموظفين الذي رفض البوح باسمه "إدارة المستشفى ينتهي دوامها عند الثانية أو الثالثة عصراً، ما يعني ان لا احد يلتزم بعد ذلك. في الصباح تكون الأمور منتظمة، لكن بعد ذلك فحدث ولا حرج. نحن بحاجة إلى جولات مفاجئة وعقوبات صارمة بحق الأطباء والموظفين وكل من يهمل واجبه في رعاية المرضى، أشك ان الواقع الطبي في العراق قد مر بظروف صعبة حاله حال بقية القطاعات الأخرى التي تضررت بعد التغيير الذي شهده العراق عام 2003، فالمستشفيات العراقية كانت عرضة لعمليات السلب والنهب المنظم الذي قامت به مجموعات من ضعاف النفس التي استولت حتى على الأسرّة والسديات والأجهزة الطبية مع وجود الكثير من المرضى في ذلك الوقت , وكذلك الأطباء كانوا عرضة لعمليات تصفية جسدية رغم انهم يقدمون اكبر خدمة إنسانية لأبناء وطنهم , واستمر تراجع الواقع الصحي في المستشفيات والمراكز الصحية نظرا لقلة الكفاءات العراقية ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية .إن الكثير من الأطباء لا يحترمون مشاعر المرضى والمراجعين ،فهم يقومون بتدريس الطلبة والأطباء الجدد حالات المرضى الذين هم في حال يرثى لها فكل طبيب اصبح الآن يجلب معه عددا من الطلبة والأطباء الجدد كي يشرح لهم حالة المريض دون ان يعير أهمية لحالة المريض المتردية ثم بعد ذلك يذهب الطبيب ويترك الأطباء الجدد يتابعون حالة المريض مع انهم لا يعرفون شيئا عن حالته، وفي ذات مرة عندما كان أخي في المستشفى كان هناك مرضى عديدون في نفس الردهة وكان من بينهم مريض وحالته خطرة جدا،ولكن لا يوجد من يسعفه .