المسؤولون في وزارتي الداخلية والدفاع ، ونواب ائتلاف دولة القانون من أعضاء لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب ، اعلنوا في تصريحات سابقة ، واقسموا بمقدساتهم ، بان الحدود العراقية مع سوريا لن تكون ممرا لتسلل المسلحين من عناصر الجماعات الإرهابية ليعبثوا بأمن البلاد وتهديد حياة المدنيين ، ولزيادة التطمينات أشاروا الى اتخاذ إجراءات مشددة باعتماد كاميرات المراقبة ، ونشر القوات لمنع الجرذان من الدخول الأراضي العراقية ،تصريحات المسؤولين موثقة بتسجيلات صوتية ، يعود تاريخها الى مطلع العام الماضي ، وهي بمجملها تؤكد استكمال العراق جميع إجراءاته لضبط الحدود مع سوريا على اكمل وجه، وبات من المستحيل دخول جرذ واحد ، إلا اذا أراد الموت في الصحراء .
العلوج والجرذان انتهى بهم المطاف في مقبرة جماعية على مشارف الحدود ، وهذا النوع من التصريحات كان ومازال يصدر من مسؤولين سابقين وحاليين ، وليس مهما ان كانوا كذابين او صادقين في أقوالهم ، فانهم أصحاب نيات صادقة في بث الروح المعنوية لدى العراقيين ، لتبديد مخاوفهم وقلقهم من غزو العلوج ، وتسلل الجرذان ، وتصريحاتهم تندرج ضمن ما يعرف بمواجهة الحرب النفسية التي يشنها أعداء العراق من الخارج والساعية لإفشال العملية السياسية ، والإطاحة بالنظام الديمقراطي ، وبدعم وتأييد داخلي من بعض الأطراف المشاركة في الحكومة ، لجعل طارق الهاشمي رئيسا للجمهورية ، بحسب نائب عن ائتلاف دولة القانون ، اتهم السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة بتنفيذ هذا المخطط ، وتناسى النائب ما اعلنه أسياده حول الدعم الأميركي للعراق في مواجهة وملاحقة التنظيمات الإرهابية .
تصريحات المسؤولين الاخيرة حول سيطرة "داعش" على الفلوجة ومحاولة امتدادها الى مناطق اخرى ، أثبتت ان حدودنا مع سوريا مفتوحة امام المتسللين ، وبإمكان طالبي الجنة من الانتحاريين العرب وغيرهم الدخول الى العراق ، الاستعانة بالقجقجية لانهم الأعرف بطرق الصحراء ،المؤدية الى المدن الغربية ، لكن المسؤولين ولروحهم الوطنية العالية تمسكوا باقوالهم السابقة ونظريتهم في تحويل الحدود الى مقبرة للجرذان والغزاة ، فدفعت الفلوجة ثمن كذبهم ، وحتى الآن لا يلوح في الافق ما يشير الى معالجة وتدارك الموقف في المدينة لتستعيد حياتها الطبيعية .
وصلت مؤخرا الى حي العامرية بجانب الكرخ مئات الأُسر النازحة من الفلوجة ، استبعدت إمكانية عودتها الى منازلها ، لان المسلحين جعلوا من البيوت الخالية مأوى لهم ، وستكون عرضة للقصف او للتفجير ، بمعنى ان اكثر من 20 الف منزل وهو عدد يتناسب مع الأسر النازحة، مهدد بالهدم او ستلحق به أضرار كبيرة ، وهذا ما ذكرته امرأة تجاوزت الستين ، اجبرها الأبناء على النزوح ، ورفضوا طلبها بالمكوث في المنزل ، لحراسته ، ومنع الغرباء من الاستيلاء عليه ، قول السيدة ، على خلاف تصريحات المسؤولين ، صريح ولا يحتاج الى تفسير او إشارة الى موقع مقبرة الغزاة والجرذان على الحدود العراقية السورية ، فهل من ناصر يعيدها الى بيتها ؟
لا ممر للجرذان
[post-views]
نشر في: 26 يناير, 2014: 09:01 م