TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا ممر للجرذان

لا ممر للجرذان

نشر في: 26 يناير, 2014: 09:01 م

المسؤولون في وزارتي الداخلية والدفاع ، ونواب ائتلاف دولة القانون من أعضاء لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب ، اعلنوا في تصريحات سابقة ، واقسموا بمقدساتهم ، بان الحدود العراقية مع سوريا لن تكون ممرا لتسلل المسلحين من عناصر الجماعات الإرهابية ليعبثوا بأمن البلاد وتهديد حياة المدنيين ، ولزيادة التطمينات أشاروا الى اتخاذ إجراءات مشددة باعتماد كاميرات المراقبة ، ونشر القوات لمنع الجرذان من الدخول الأراضي العراقية ،تصريحات المسؤولين موثقة بتسجيلات صوتية ، يعود تاريخها الى مطلع العام الماضي ، وهي بمجملها تؤكد استكمال العراق جميع إجراءاته لضبط الحدود مع سوريا على اكمل وجه، وبات من المستحيل دخول جرذ واحد ، إلا اذا أراد الموت في الصحراء .
العلوج والجرذان انتهى بهم المطاف في مقبرة جماعية على مشارف الحدود ، وهذا النوع من التصريحات كان ومازال يصدر من مسؤولين سابقين وحاليين ، وليس مهما ان كانوا كذابين او صادقين في أقوالهم ، فانهم أصحاب نيات صادقة في بث الروح المعنوية لدى العراقيين ، لتبديد مخاوفهم وقلقهم من غزو العلوج ، وتسلل الجرذان ، وتصريحاتهم تندرج ضمن ما يعرف بمواجهة الحرب النفسية التي يشنها أعداء العراق من الخارج والساعية لإفشال العملية السياسية ، والإطاحة بالنظام الديمقراطي ، وبدعم وتأييد داخلي من بعض الأطراف المشاركة في الحكومة ، لجعل طارق الهاشمي رئيسا للجمهورية ، بحسب نائب عن ائتلاف دولة القانون ، اتهم السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة بتنفيذ هذا المخطط ، وتناسى النائب ما اعلنه أسياده حول الدعم الأميركي للعراق في مواجهة وملاحقة التنظيمات الإرهابية .
تصريحات المسؤولين الاخيرة حول سيطرة "داعش" على الفلوجة ومحاولة امتدادها الى مناطق اخرى ، أثبتت ان حدودنا مع سوريا مفتوحة امام المتسللين ، وبإمكان طالبي الجنة من الانتحاريين العرب وغيرهم الدخول الى العراق ، الاستعانة بالقجقجية لانهم الأعرف بطرق الصحراء ،المؤدية الى المدن الغربية ، لكن المسؤولين ولروحهم الوطنية العالية تمسكوا باقوالهم السابقة ونظريتهم في تحويل الحدود الى مقبرة للجرذان والغزاة ، فدفعت الفلوجة ثمن كذبهم ، وحتى الآن لا يلوح في الافق ما يشير الى معالجة وتدارك الموقف في المدينة لتستعيد حياتها الطبيعية .
وصلت مؤخرا الى حي العامرية بجانب الكرخ مئات الأُسر النازحة من الفلوجة ، استبعدت إمكانية عودتها الى منازلها ، لان المسلحين جعلوا من البيوت الخالية مأوى لهم ، وستكون عرضة للقصف او للتفجير ، بمعنى ان اكثر من 20 الف منزل وهو عدد يتناسب مع الأسر النازحة، مهدد بالهدم او ستلحق به أضرار كبيرة ، وهذا ما ذكرته امرأة تجاوزت الستين ، اجبرها الأبناء على النزوح ، ورفضوا طلبها بالمكوث في المنزل ، لحراسته ، ومنع الغرباء من الاستيلاء عليه ، قول السيدة ، على خلاف تصريحات المسؤولين ، صريح ولا يحتاج الى تفسير او إشارة الى موقع مقبرة الغزاة والجرذان على الحدود العراقية السورية ، فهل من ناصر يعيدها الى بيتها ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram