عندما يبلغ الإنسان مرحلة الشيخوخة يبدأ من تلقاء نفسه في الاستعداد لمغادرة الدنيا الفانية والانتقال للدار الآخرة .. ولذلك كان غريبا للغاية ان يتعجل الشيخ الوقور (ف) الرحيل وينهي حياته بنفسه !.. الأبناء فوجئوا بقيام الأب الذي تخطى الثمانين من عمره بقتل

عندما يبلغ الإنسان مرحلة الشيخوخة يبدأ من تلقاء نفسه في الاستعداد لمغادرة الدنيا الفانية والانتقال للدار الآخرة .. ولذلك كان غريبا للغاية ان يتعجل الشيخ الوقور (ف) الرحيل وينهي حياته بنفسه !.. الأبناء فوجئوا بقيام الأب الذي تخطى الثمانين من عمره بقتل نفسه داخل غرفة نومه لأسباب غامضة لا يعلمها احد .. وهو ما أثار الدهشة لان (ف) الرجل المؤمن لا يمكن ان يقدم أبدا على الانتحار ... التفاصيل المثيرة لأغرب واقعة انتحار شهدتها مدينة العزيزية في الفترة الأخيرة نستعرضها لكم في السطور القادمة ...

البداية كانت إخباراً من النجدة تلقاه مركز شرطة العزيزية بانتحار رجل مسن يبلغ من العمر 82 عاما .. توجه ضابط التحقيق الى مكان الحادث وتبين من سير التحقيق الابتدائي ان الرجل المسن واسمه (ف) يقيم مع ولده في احدى الدور السكنية في حي نواب الضباط ويعمل عسكريا متقاعدا وتبين بعد الكشف على الجثة انه مصاب بجرح نافذ في العنق ويرقد في بركة من الدماء على سريره ... زوجة ابنه التي كانت متواجدة معه في المنزل قبيل الحادث مباشرة أكدت للشرطة أنها انتهت من طعام الغداء وعرضت على عمها ان يتناول غداءه ولكنه رفض وطلب منها تأجيل تناوله للطعام لحين استيقاظه من النوم .. وتوجه الى غرفته واغلق الباب على نفسه من الداخل . وبعد فترة حاولت زوجة الابن إيقاظ عمها الا أنها فوجئت بالباب مغلقاً من الداخل ... فظلت تطرق الباب بعنف دون ان تلقى أي رد !.. وبعدها اتصلت بزوجها الذي حضر على الفور واستعان بالجيران الذين كسروا الباب ليفاجأ الجميع بالشيخ المسن ملقى على الأرض وغارقا في دمائه وبجواره السكين الحاد الذي استخدمه في نحر نفسه ... امرت الشرطة بإرسال الجثة على الطب العدلي لتشريحها وعرضت الأوراق التحقيقية على قاضي تحقيق العزيزية الذي أمر الشرطة بإكمال التحقيق وتدوين إفادة المدعي بالحق الشخصي وزوجة الابن ... وأثناء تدوين إفادة الابن الأكبر للشيخ العجوز ذكر في شهادته ان والده كان بحالة نفسية سيئة لوفاة اثنين من أولاده في حادث تفجير حدث في العام الماضي في العزيزية على اثر ذلك داهمته أمراض القلب والسكر الى جانب أمراض الشيخوخة المعتادة فضلا عن خلافاته المتكررة مع زوجته الجديدة التي تصغره بخمسين عاما وانجب منها أربعة أبناء والتي وصلت الى حد الانفصال التام وتركه وحيدا بعد ان حصلت على الطلاق مما اثر عليه نفسيا بشده لأنه كان يحبها ولا يستطيع الاستغناء عنها ، وذكرت الزوجة المطلقة في إفادتها أمام قاضي التحقيق بان زوجها كان بخيلا جدا ولم تعد قادرة على الاستمرار معه في العشرة الزوجية وطلبت منه الطلاق وتنازلت عن حقوقها في المتأخر وطلبت منه نفقة لأولادها ولكنها فوجئت بانتحاره ... ولا تعلم ما اذا كان أبناؤه سيمنحون أولادها نصيبهم الشرعي من الميراث ام لا .. وبذلك حفظ التحقيق من قبل قاضي التحقيق واسدل الستار على انتحار الشيخ المسن (ف) الذي قتل نفسه ولم ينتظر النهاية الطبيعية التي اقتربت منه كثيرا بعد ان بلغ من العمر أرذله!